أجرى
وزير خارجية
الاحتلال إيلي كوهين محادثة مع نظيره الأذري جيهان بيراموف، وشكره على
قرار بلاده فتح سفارة في
تل أبيب، فيما هنأه الأخير بتوليه منصبه، معربا عن رغبته في زيادة تعزيز العلاقات بينهما، معلنا موافقته على دعوة الوزير الإسرائيلي لزيارة الأراضي المحتلة بغرض افتتاح سفارة بلاده.
صحيفة
معاريف كشفت أن "علاقات باكو وتل أبيب تقدمت خطوة جديدة عقب إرسال أعضاء
برلمان أذربيجان رسالة تهنئة وشكر لثلاثين وزيراً وعضو كنيست من جميع الأحزاب
الإسرائيلية، كانوا وقعوا مؤخراً على خطاب من الدعم والتشجيع المرسل للبرلمان
الأذربيجاني بعد الإعلان الرسمي عن افتتاح سفارة في تل أبيب".
وأضافت
في تقرير ترجمته "عربي21" أن "أعضاء البرلمان الأذربيجاني رحبوا
بزيارة نظرائهم الإسرائيليين لبلدهم، لأنها ستوسع العلاقات البرلمانية، وتعمق
العلاقات الأذربيجانية الإسرائيلية، والشراكة الاستراتيجية القائمة على الثقة
والدعم المتبادلين".
من
جهته، أعرب أعضاء الكنيست في رسالة، عن استغرابهم من قرار البرلمان الفرنسي فرض
حظر على شراء النفط والغاز من أذربيجان على خلفية الصراع مع أرمينيا، ما يعطي
دفعة لإيران الراغبة بإضعاف أذربيجان، الدولة الإسلامية.
وأشارت
رسالة الكنيست إلى أن "افتتاح سفارة أذربيجان في إسرائيل يشكل بداية مرحلة
جديدة في علاقاتهما الثنائية، ودليل حي على ارتقاء تعاونهما إلى مستوى جديد، مع
العلم أن إسرائيل من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال أذربيجان، وتشتركان في
مواقف متشابهة في ما يتعلق بالعمليات التي تتطور في منطقتهما، وعلى نطاق عالمي،
وتظهران الدعم المتبادل عندما يتعلق الأمر بحل المشاكل التي تواجههما".
وأكدت
الرسالة أن "شعب أذربيجان يقدر بشدة، ولن ينسى أبدًا، الدعم الإسرائيلي
المستمر والمتواصل لموقف بلادهم خلال الحرب ضد أرمينيا، في حين أنه ليس الجميع راضيا عن انتصار أذربيجان في الحرب، خشية أن يساهم ذلك في زيادة قدراتها السياسية
والعسكرية والاقتصادية في المنطقة، ويعزز موقفها الدولي، لا سيما من قبل إيران التي
تشترك معها في حدود جغرافية طويلة".
وتطرقت
الرسالة إلى الجالية اليهودية المحلية القديمة في أذربيجان، وذكرت "أن
المجتمع اليهودي يعيش في جوّ من الأخوة والسلام والصداقة، وتعتبر المساواة الدينية
والتسامح والقيم المتعددة الثقافات أسلوب حياة، ويشارك مواطنو أذربيجان من أصل
يهودي بنشاط في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية، ويساهمون في
تنميتها".
ويكشف
تنامي هذه الاتصالات الأذرية الإسرائيلية عن تزايد التعاون بين البلدين في كل المجالات،
لاسيما عقب انتصار أذربيجان في حرب ناغورنو قره باغ الثانية ضد أرمينيا، بجانب
التوتر المتزايد بين أذربيجان وإيران، سواء لوجود عدد كبير من الأذريين فيها،
وخشيتها من تطلعاتها الانفصالية، وتأييدها لأرمينيا في نزاعها مع أذربيجان، حيث
تنظر طهران بسلبية لتعاون باكو مع تل أبيب، لأن توطيد علاقاتهما يتيح للأخيرة فرصة
لتعميق وجودها ونفوذها في مجالات الأمن والاستخبارات، واستخدام الأراضي الأذرية
لنشاطها ضد أهداف في طهران.
تأخذ
علاقة باكو وتل أبيب منحى جديدا مع تسلم بنيامين نتنياهو مجددا للسلطة، فهو يرتبط
بصداقة وثيقة مع الرئيس عالييف، ما يزيد من شراكتهما المهمة في العقود الأخيرة،
سواء من حيث كونها موردا موثوقا للطاقة والأمن، لكنه قد يقابل بتوتر إيراني-أذري
في حال أقدم الاحتلال على استغلال وجوده الأمني والاستخباري في باكو لتنفيذ أعمال
عدوانية ضد طهران.