شدد
أكاديمي إسرائيلي بارز على ضرورة عمل الحكومة الإسرائيلية اليمينية الجديدة برئاسة
بنيامين نتنياهو، على زيادة تدفق
اليهود الصهاينة إلى مدينة
القدس المحتلة.
وأوضح
رئيس "معهد القدس للأمن والاستراتيجية"، البروفيسور الإسرائيلي أفرايم عنبر،
في مقال بصحيفة "
معاريف" بعنوان "القدس أولا"، أن "الأحزاب
الحريدية هي الأكثر فئوية في إسرائيل، ومصلحة جمهورهم تسبق مصلحة إسرائيل، ومعارضة
زعمائهم لتعليم المواضيع الأساس هي دليل على خوفهم العميق من اندماج أفضل في المجتمع
الإسرائيلي والاغتراب عنه".
وذكر
أن "التجمع الحريدي في القدس (المحتلة) يشكل نحو 35 في المئة من السكان اليهود
في المدينة، بالطبع، يستحق الحريديم خدمات مثل باقي سكان المدينة رغم أن مساهمتهم الاقتصادية
للمدينة قليلة، حيث أن معدل مشاركتهم في قوة العمل متدن".
ونبه
عنبر أن "التواجد الحريدي الأكبر، هو أحد العوامل لكون القدس إحدى المدن الفقيرة
في "إسرائيل"، بالمقابل، فإن حفظهم للأغلبية في المدينة هام، ففي البلدية،
يوجد لهم تمثيل كبير، تمنح الكثير من الامتيازات للحريديم لكونهم عائلات كثيرة الأولاد
وتلاميذ مدارس دينية".
وأوضح
أن "ميزانيات وزارة شؤون القدس، التي ستكون تحت سيطرة حزب "يهدوت هتوراة"
ليست كبيرة على نحو خاص، لكنها بالتأكيد ستكرس أساسا للاستجابة لمطالب الجهات الحريدية،
وهذا سيعزز الميل القائم المتمثل بارتفاع عدد السكان الحريديم في المدينة وتعاظم نفوذهم
في القدس".
ونبه
رئيس "معهد القدس للأمن والاستراتيجية"، أن "كل هذا يحصل على خلفية
هجرة سلبية لليهود العلمانيين من المدينة"، لافتا إلى أن "رؤية استراتيجية
عاقلة تستوجب التفضيل للاستيطان الصهيوني في القدس، من أجل منع فقدان المدينة في صالح
فئات غير صهيونية، وبدلا من الحرص على مصلحة الضفة الغربية، مثلما يبدي حزب "الصهيونية
الدينية"، يجب وضع القدس والمجال من حولها في بؤرة الاستيطان الصهيوني".
ولفت
إلى أن "زعماء أحزاب اليمين لا يفهمون بأن الميزان الديمغرافي في القدس، هو عنصر
مهم في الحفاظ على الإجماع الإسرائيلي على وحدة القدس، القدس قلقة وهذا قد يتحول لكارثة،
بالقدس (يعتبرها
الاحتلال عاصمة إسرائيل) لا يمكنها أن تبدو كـ"بني براك"،
فمدينة لونها الثقافي حريدي وعربي لن تحظى بعطف معظم الجمهور الإسرائيلي".
وقال:
"ببساطة، الجمهور الإسرائيلي لن يقاتل في سبيل مدينة تتماثل مع حريديم لا يشاركون
في حمل عبء الأمن القومي ويعتبرون كعبء اقتصادي، مطلوب أغلبية صهيونية واضحة في القدس
لتقليص تأثير محاولات اليسار الإسرائيلي القضم من الإجماع في صالح وحدة المدينة، ومطلوب أيضا إجماع واسع للوقوف في وجه الضغوط الدولية لتقسيم القدس".
وشدد
البروفيسور الإسرائيلي على أهمية أن "تنعش الحكومة الجديدة موقفها من القدس وتتبنى
سياسة تدفق يهود صهاينة إلى المدينة"، مطالبا بتوفير "مشاريع سكنية وحوافز
اقتصادية تجذب الشبان إلى الأحياء الجديدة (المستوطنات) في داخل القدس وبجوارها، بدلا
من تفضيل البناء للحريديم ومستوطنات منعزلة في الضفة الغربية".
وتابع:
"يجب أن يكون واضحا على سلم الأولويات، أن القدس أولا، فمصير إسرائيل يرتبط ارتباطا
وثيقا بـ"عاصمتها الخالدة القدس"، وعلى حكومة إسرائيل أن تعمل على تثبيت
قبضتها في المدينة، فلا صهيونية بدون صهيون".