في واقعة هزت المجتمع البريطاني، اعترف ضابط
شرطة بأنه ارتكب
عشرات
جرائم الاغتصاب والاعتداءات الجنسية بحق 12 امرأة.
وأقر ديفيد كاريك بـ 49 جريمة اعتداء، على مدى عقدين من الزمان.
ووصف مسؤولون بريطانيون القضية بأنها واحدة من أكثر القضايا
إثارة للصدمة التي مرت على دائرة الادعاء الملكية البريطانية على الإطلاق.
وقالت رئيس هيئة الادعاء في النيابة العامة، جاسوانت ناروال،
إن "حجم الإهانة الذي تعرض به الضابط دايفيد كاريك لضحاياه لا يشبه أي شيء واجهته،
خلال 34 عامًا مع الخدمة في الادعاء الملكية".
وكان كاريك ضابطا مسلحا في قوة الحماية البرلمانية والدبلوماسية،
وهي من قوات النخبة التي تقوم بحراسة السفارات، ومقر الحكومة ومجلس النواب.
وقالت نائبة مفوض شرطة لندن باربرة غراي: "كان علينا
أن نلاحظ نمط السلوك العدواني عنده، ولأننا لم نفعل فوتنا فرصة طرده من الجهاز".
وأضافت: "نحن آسفون جدا لأنه تمكن من استغلال وضعه كضابط
شرطة من أجل الاستمرار في الاغتصاب، ما أطال أمد معاناة ضحاياه. نعلم أن الضحايا شعرن
بأنه لا يمكنهن التقدم بشكوى ضده في وقت مبكر؛ لأنه قال لهن أن لا أحد سيصدقهن"، وفق "بي بي سي".
وقد أوقف كاريك عن العمل في شرطة العاصمة، بعد أن اعترف بارتكاب
أربع وعشرين حالة اغتصاب، وتم اعتقاله في شهر أكتوبر/ تشرين ثاني عام 2021.
من جانبه، غرد عمدة لندن صادق خان قائلا إنه "يشعر بالغثيان
من الجرائم المقيتة حقا التي ارتكبها ضابط شرطة لندن ديفيد كاريك".
وقال خان: "سوف يصاب سكان لندن بالصدمة؛ لأن هذا الرجل
كان قادرًا على العمل لمدة طويلة في شرطة العاصمة، ويجب الإجابة عن الأسئلة الجادة
حول كيفية قدرته على إساءة استخدام منصبه كضابط بهذه الطريقة المروعة".
وتشير صحيفة "
الغارديان" إلى أن حجم الانتهاكات
والمخالفات التي ارتكبها كاريك منذ 2003 وحتى عام 2021 تجعله أحد أسوأ مرتكبي الجرائم
الجنسية في التاريخ الإجرامي الحديث في
بريطانيا.
واعترف كاريك بأنه كان يحذر الضحايا بأنهم إذا تحدثوا عن
قيامه باغتصابهم والاعتداء الجنسي عليهم، فلن يتم تصديقهم لأنه ضابط شرطة.
وتقول الشرطة والمدعون العامون إن كاريك سعى للهيمنة على
ضحاياه وإذلالهن، وحول مرآبا صغيرا إلى مكان مظلم حيث أجبر البعض على البقاء عاريات
لساعات، كما أنه كان يسيء إلى النساء لفظيا، وأطلق على إحداهن "عبدته"، واستخدم
العنف الجنسي لإهانتهن، بما في ذلك التبول على بعضهن.
والتقى كاريك الذي خدم في قيادة حماية البرلمان والبعثات
والدبلوماسية بضحاياه عبر مواقع المواعدة على الإنترنت، واستخدم موقعه في الشرطة لكسب
الثقة.
واعترف
الاثنين في المحكمة بأربع جرائم اغتصاب، ومصادرة حرية الضحايا، والاعتداء على امرأة في
الأربعين من عمرها عام 2003.
وقد
أقر كاريك بالذنب في شهر كانون الأول/ ديسمبر فيما يتعلق بثلاث وأربعين تهمة، بينها
20 حالة اغتصاب.
واعترف
كاريك باغتصاب تسع نساء، بعضهن أكثر من مرة، على مدى شهور أو حتى سنوات، واستخدم العنف
في كثير من الحالات، ما ترك آثارا جسدية على ضحاياه.
وقال
المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء إنها جريمة مروعة، وإن "ريشي سوناك يعبر عن تضامنه
مع الضحايا".