تشهد
جبهات شمال غرب
سوريا بين قوات
النظام السوري والمعارضة تصعيداً، وسط عمليات تسلل
نفذتها فصائل المعارضة ضد مواقع النظام، واستطاعت من خلالها تكبيد الأخير خسائر
بشرية في صفوف قواته.
وقالت
مصادر تابعة لـ "هيئة
تحرير الشام" وأخرى تابعة لفصائل في غرفة عمليات
"الفتح المبين"، إن التشكيلات العسكرية في
إدلب نفذت على مدار الأيام
الأخيرة أكثر من عملية تسلل باتجاه مواقع قوات النظام، نجم عنها مقتل وإصابة عدد
من جنود وضباط النظام.
وأكد
الصحفي أحمد عبد الرحمن، الموجود في إدلب لـ"عربي21"، أن "وتيرة
العمليات ازدادت بعد اجتماع موسكو، الذي جمع وزير الدفاع التركي ونظيره بحكومة
النظام السوري، مشيرا إلى أن عمليات الفصائل الأربع الأخيرة، أسفرت عن مقتل 30
عنصرا من قوات النظام.
وذكرت
وكالة "أمجاد" التابعة لـ"تحرير الشام" الأربعاء، أن عناصر
انغماسيين هاجموا تلة مهمة تتبع لقوات النظام في قرية كوكبة على محور جبل الزاوية
في ريف إدلب الجنوبي، وأشارت إلى أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الانغماسيين وعناصر
النظام.
وأسفرت
العملية، بحسب أمجاد، عن مقتل وجرح سبعة عناصر للنظام، واغتنام الأسلحة الموجودة معهم بعد السيطرة المؤقتة على التلة.
وردت
قوات النظام السوري باستهداف مناطق المدنيين القريبة من خطوط التماس في أرياف إدلب
وحلب، بالتزامن مع اندلاع اشتباكات محدودة على محاور ريف حلب الغربي وإدلب الشرقي.
ووفق
تقديرات، فإنه لا يمكن الفصل بين تسخين الجبهات من جانب فصائل المعارضة، عن التطورات
السياسية المتمثلة بمسار التقارب بين
تركيا والنظام السوري، وخاصة أن الجبهات لم
تهدأ منذ اجتماع موسكو الثلاثي الذي جمع وزراء دفاع تركيا وروسيا والنظام السوري،
أواخر كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وفي
هذا الإطار، رأى القيادي في "الجيش الوطني السوري" العقيد عبد السلام
عبد الرزاق، أن تكثيف الفصائل لعملياتها يأتي في إطار الرسائل منها لتركيا، موضحاً
أن "الفصائل تشدد على رفض المصالحة مع النظام، وتريد أن تعلن أن الثورة ما زالت تمتلك القوة لخلط الأوراق في حال كانت هناك نية لتطويقها".
وتابع
في حديثه لـ"عربي21، بأن "الرسالة الأهم، هي للشارع المنتفض والرافض
للمصالحة، بحيث تقول الفصائل إنها مع المطالب الشعبية ولن تتنازل عنها".
ومنذ
الإعلان عن لقاء موسكو الثلاثي، والمظاهرات الشعبية لا تغيب عن مدن وبلدات الشمال
السوري، رفضاً للمصالحة مع النظام، وتنديداً بتقارب أنقرة مع دمشق.
من
جانبه، قال عضو مكتب العلاقات العامة في "الفيلق الثالث" التابع
لـ"الجيش الوطني السوري" هشام سكيف، إنه يمكن تفسير عمليات الفصائل في
اتجاهين، الأول متعلق بـ"هيئة تحرير الشام"، حيث تريد أن تؤكد قدرتها
ولو بشكل جزئي وضعيف على التمرد، وإنهاء العمل بتوافقات "أستانا".
لكن،
من جانب آخر، لا يستبعد في حديثه لـ"عربي21" أن تكون هناك حالة من الرضا
التركي على تصعيد العمليات، موضحاً أنه "قد تكون هناك رغبة تركية، بالتوافق مع
موسكو الصامتة -في الغالب- لزيادة الضغط على النظام، حتى يخفف من شروطه على طاولة
التفاوض مع تركيا".
وما
يدل على ذلك، الإعلان عن مقتل ضابطين للنظام الخميس، جراء قصف مدفعي تركي استهدف
مواقع عسكرية للنظام في ريف عفرين شمالي حلب، حيث قصفت القوات التركية بالمدفعية
مواقع عسكرية للنظام وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في ريف عفرين.
ورغم
ذلك، فإن سكيف يستبعد أن تشهد الجبهات عمليات عسكرية كبيرة، ويقول: "لن تخرج
عمليات القصف والتسلل المتبادل عن إطار التسخين".