نشرت مجلة
"
إيكونوميست" تقريرا قالت فيه إن المرشد الأعلى لإيران، آية الله علي
خامنئي، "قد يكون يتنهد بارتياح"، فبعد وفاة مهسا أميني، شهدت البلاد
احتجاجات يومية، بعد أربعة أشهر، تلاشت صيحات
"المرأة، الحياة، الحرية" وساحات الجامعات، التي استمرت المظاهرات فيها لأطول
فترة، باتت تشبه القلاع التي يسيطر عليها حراس الأمن والكاميرات.
وقالت في تقرير ترجمته
"عربي21": حكم النظام على أكثر من 100 متظاهر بالإعدام بعد محاكمات سريعة
بتهمة عامة "الفساد في الأرض". وشنق أربعة منهم. وقد حبس ما يقرب من 20
ألف شخص، من بينهم كبار لاعبي كرة القدم ونجوم السينما والصحفيون والطلاب. الاتصال
الرقمي مقيد أكثر من أي وقت مضى. يقول صحفي
إيراني: "يشعر المزيد من الناس
بخيبة الأمل ويعودون إلى حياتهم".
وأشارت إلى أن المرشد
الإيراني، علي خامنئي "كان بطيئا في الاستجابة للاحتجاجات في البداية، يبدو
نشطا الآن. يلقي خطبا منتظمة للمؤمنين، ويخاطب التجمعات الواسعة من النساء اللواتي
يرتدين الشادور الأسود، ورجال الدين المعممين ويرعد قائلا إن مثيري الشغب خائنون، ويهدد بالإعدام لكل من يشكك في حكمه" بحسب
المجلة.
وعلى النقيض من ذلك،
صمت خصومه في الغالب. ولم تعد تسمع الشعارات المكونة من مقاطع متناغمة، وتم رسم
كتاباتهم على الجدران. بعد حملات القمع السابقة، وتعهد الإيرانيون بالبقاء في
مكانهم، والآن يخطط الكثيرون للمغادرة.
وقالت المجلة: "مع
ذلك، سيكون خامنئي مخطئا إذا استنتج أنه فاز فالإيرانيون ما زالوا يتحدون، وسمع
مؤخرا امرأة مسنة تصرخ في الشرطة التي طلبت منها ارتداء الحجاب في عربة للنساء فقط
في مترو طهران: أتركوني أو سأخلع سروالي أيضا، وعاد الفصل بين الجنسين في مقاصف
الجامعات، لذلك يأكل الطلاب والطالبات وجبات غداء معا في الخارج".
كما لم تختف
الاحتجاجات بالكامل. أعاد إحياء ذكرى طائرة ركاب أسقطها النظام بطريق الخطأ عام
2020 إشعالها للمرة الأولى منذ شهر. في 9 كانون الثاني/ يناير، سار المئات في سجن
في كرج بالقرب من طهران، حيث كان من المقرر شنق متظاهرين آخرين. ورددوا هتافات
"سأقتل قاتل أخي" فيما أطلقت قوات الأمن النار عليهم. ولم يتم تنفيذ
أحكام الإعدام بعد.
وقالت المجلة: "قد
يشعر خامنئي بالقلق أيضا من الانقسامات بين حلفائه. وقد دعا البعض، بما في ذلك
النشطاء المرتبطون بالحرس الثوري، حرس النظام، إلى مزيد من التسوية مع المحتجين
وتخفيف شرط ارتداء النساء للحجاب. وحذر رؤساء سابقون من الرد على الاضطرابات بقبضة
من حديد في الشوارع، وتبدو الشرطة متوترة، حيث قال أحد السائقين الذي واجه شرطيا:
"شعرت بالخوف في عينيه.. كأنه تعرض للتعذيب بالاختيار بين واجبه تجاه زعيمه
وتجاه بلاده"".
وأضافت: "والأسوأ
من ذلك بالنسبة لخامنئي أن دولته في حالة من الفوضى وتراجعت الإضرابات المنظمة،
لكن الإيرانيين الراغبين في السفر في جميع أنحاء البلاد يكافحون للعثور على تذاكر
للطائرات والقطارات والحافلات، وفقد الريال 50% من قيمته مقابل الدولار منذ آب/
أغسطس 2021 ومع تصاعد التضخم، يلجأ الكثيرون إلى المقايضة".
وفي تطبيقات الهواتف
الذكية، يمكنك الحصول على قميص رسمي مقابل بعض الدجاج، وفي الوقت الحالي، يواصل
النظام دعم أسعار البنزين بسعر الريال، مما يعني أن اللتر يكلف ما يعادل خمسة
سنتات أمريكية. لكن بالنظر إلى العقوبات الشديدة، قليل من يتوقع أن يستمر ذلك.
وكان أثار ارتفاع
أسعار البنزين اضطرابات من قبل، "لكن عندما تأتي المرحلة التالية، قد يجد
خامنئي صعوبة في تهدئة غضب شعبه".