نشر
"
معهد واشنطن" تقريرا للباحث المختص بشؤون الخليج سايمون هندرسون، تناول
فيه "التعاون العسكري والدفاعي" بين
السعودية والإمارات مع
باكستان،
معتبرا أن التصريحات الرسمية للمسؤولين قد تنطوي على تبادل التكنولوجيا النووية
والصاروخية.
وأشار
الكاتب إلى أن رئيس أركان الجيش الباكستاني عاصم منير، والذي تم تعيينه قبل نحو ستة أسابيع، سافر إلى الرياض لإجراء محادثات مع وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان آل
سعود، ومن ثم توجه إلى
الإمارات لإجراء محادثات مع الرئيس محمد بن زايد وكبار
مسؤولي الأمن الوطني في البلاد.
ووفق
الكاتب فإن مشروع "القنبلة الإسلامية" الباكستاني، الذي تموله السعودية
منذ مدة طويلة، ترافق مع وعد بتزويد المملكة بالأسلحة النووية ومنظومات الإطلاق
الناتجة من المشروع إذا ما احتاجت إليها في أي وقت.
ورأى
أن هذه النظرية ترسخت على مر السنين، في ضوء النشاط الدبلوماسي والعسكري بين
البلدين، والتي بدأت بزيارة وزير الدفاع السعودي عام 1999 إلى محطة تخصيب
اليورانيوم في باكستان، وذلك بعد مرور عام واحد على أول تجربة باكستانية للأسلحة
النووية.
وأضاف:
"بما أن إيران، منافسة السعودية، أصبحت قريبة وفقاً لبعض التقارير من صنع
قنبلة نووية بدائية على الأقل، فإن زيارة الجنرال منير تكتسب أهمية أكبر".
وغالباً
ما توصف العلاقة بين السعودية وباكستان بأنها أشبه بالرابط بين "العم
الغني وابن الأخ الفقير"، إذ يبدو أن إسلام أباد دائماً ما تنظر إلى الرياض
للحصول على الدعم المالي لدعم اقتصادها المترنح.
وينطبق
هذا الأمر اليوم بشكل خاص مع تفاقم أزمة ميزان المدفوعات التي تلوح في الأفق بالبلاد
بسبب رفض الحكومة القبول بشروط "صندوق النقد الدولي" لخطة الإنقاذ.
أما
ورقة المساومة الرئيسية لإسلام أباد مع السعودية فهي التعاون العسكري، الذي تضمن
سابقاً نشر لواء من الجيش في الجزء الشمالي الغربي من المملكة بمواجهة إسرائيل،
والمساعدة في التصنيع المحلي للصواريخ الصينية المتوسطة المدى، وربما نقل
تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم. وفي ما يتعلق بالبند الأخير، فقد كان العالم النووي
الباكستاني الراحل، عبد القدير خان، يزور المملكة بصورة متكررة.
ورأى
الكاتب أن الروابط العسكرية الوثيقة بين باكستان والصين تشكل عاملاً آخر يجذب
اهتمام الرياض، فالصين تزود إسلام أباد بدبابات قتال رئيسية وطائرات مقاتلة
وفرقاطات صواريخ موجهة. وعلى الرغم من أن الأسلحة الصينية أقل شأناً من الناحية
التقنية من الأسلحة الأمريكية، فإنها تنطوي على القليل من الشروط السياسية التي
عادة ما تفرضها واشنطن، إن وجدت.
وقد
تكون العلاقات مع الصين قد أثّرت أيضاً على مناقشات الجنرال منير في الإمارات، حيث
ردد المسؤولون أحياناً تشكيك السعوديين في موثوقية الدعم الأمريكي. فقد غضبت
واشنطن في عام 2021 عندما اكتشفت أن الصين كانت تبني سراً منشأة عسكرية في
الإمارات. وأشار بيان صادر بعد الاجتماع الإماراتي الباكستاني في 9 كانون
الثاني/ يناير إلى أن الحاضرين بحثوا في العمل المشترك حول الشؤون الدفاعية
والعسكرية.