قال الكاتب البريطاني روجر بويز، إن رئيس
النظام السوري بشار الأسد، بقي في منصبه أكثر من الديكتاتوريين الآخرين في الشرق
الأوسط لسببين، أن فلاديمير بوتين قرر أن القوة العسكرية الروسية يجب أن ترسخه، وثانيا
لأن هناك قرارا من قبل قادة الغرب بتبييض جرائمه.
وأشار الكاتب إلى أن ثمة عملية قانونية جارية.
فقد حكم على ضابط سوري في محكمة ألمانية في يناير/كانون الثاني الماضي بالسجن مدى
الحياة لدوره في عمليات قتل جماعي. وساعدت مقابلات مع لاجئين سوريين في تحديد موقع
مقبرة خارج دمشق، تحوي أشلاء لأشخاص قيل إن أجسامهم نقلت من مراكز احتجاز إلى
مستشفيات قبل نقلها بشاحنة تبريد لإلقائها في حفرة. وقال شهود عيان إن أجسامهم كان
بها آثار تعذيب.
ثم قال بويز: "لكن بشار لا يزال بعيداً عن
لاهاي. إنه المكان الذي يجب أن يكون فيه".
ولفت إلى أنه "وفقا للأمم المتحدة، قتل
منذ مارس 2011 حوالي 350 ألف سوري، ونزح 14 مليونا، ويقدر نشطاء المعارضة عدد
القتلى بأكثر من نصف مليون، ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 14,664 سوريا
جراء التعذيب".
واعتبر أنه "تم التخلص من هذه الفظائع..
ويرجع ذلك جزئياً إلى الفظائع الجديدة الناشئة من أوكرانيا، ولكن أيضاً بسبب الدرع
الواقي الذي ألقاه بوتين حول الأسد".
وأشار إلى وجود لافتات في محطات الوقود في
سوريا كتب عليها "سوريا الله حاميها" فوق صورة للأسد. ولكن مع ذلك
"كان من الواضح منذ فترة طويلة أن زعيم الكرملين هو الذي أبقى سوريا داخل
اللعبة".
واعتبر أنه "بعد إطلاق غاز الأعصاب
السارين في ضاحية الغوطة بدمشق في أغسطس 2013، ما أسفر عن مقتل 1,400 شخص بشكل
مروع، أصبح من الواضح أن الأسد يمكن أن يفلت من العقاب على أي شيء تقريباً".
وأضاف أنه "على الرغم من أن الأمم المتحدة
سجلتها كجريمة حرب، إلا أنه لم يكن هناك سوى محاولة غربية فاترة لمحاسبة
الأسد".
وذكّر بأن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما
"بعدما وضع خطاً أحمر بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية، استغل أول فرصة لتجنب
مواجهة عسكرية صريحة مع محور الأسد بوتين".
وقال: "عرض بوتين المساعدة في جرد مخزونات
الأسد من الأسلحة الكيميائية والتخلص منها، وتنازلت الولايات المتحدة في الواقع عن
السيطرة على سوريا للكرملين".
وأضاف: "ما تلا ذلك على مر السنين كان ما
لا يقل عن 200 هجوم موثق بالأسلحة الكيميائية وكانت قوائم الجرد غير مكتملة بشكل
متوقع".
ورأى بويز أن الأسد "سيحتاج إلى دعم روسي
وإيراني وربما تركي في إعادة إعمار سوريا التي يعتبرها الفرصة التالية لتوسيع ثروة
العائلة وضمان بناء تماثيل له في جميع أنحاء البلاد".
وقال: "لكن للحفاظ على مصداقيته كزعيم
مستقل وليس كدمية روسية، يحتاج إلى إثبات قدرته على تعبئة الشعب".
واعتبر أن الوقائع الميدانية في سوريا تفرض
تحديات على الرئيس السوري. وأوضح أنه "على بعد نصف ساعة بالسيارة من معقله
(الأسد) في اللاذقية توجد قاعدة جوية عسكرية روسية تحرس منها موسكو مجاله الجوي
وتراقب الاتصالات وتوجه البلاد. وإذا قاد سيارته شمالاً إلى تركيا أو شرقاً إلى
العراق، فسوف يواجه الخطوط الأمامية المعادية. وفي الشمال يوجد جهاديون، كانوا
متحالفين مع تنظيم القاعدة، ومسلحون مدعومون من تركيا. وسيواجه صعوبة في الدفع
بالليرة السورية. وفي حقول النفط السورية، سيتعين عليه التعامل مع القوات المدعومة
من الولايات المتحدة بقيادة الأكراد".
وقال الكاتب إن هذه كلها "صراعات مجمّدة
إلى حد كبير لكنها حولت بلد الأسد إلى عالم منكمش".
وختم بالقول: "إذا اختار الأسد المنفى
الأجنبي، فمن المؤكد أنه سيكون مستهدفا من قبل أحد أعدائه العديدين. سوريا هي الآن
سجنه الرخامي. لقد أفلت من كل هذا بفضل الحليف الروسي القوي واللامبالاة
الغربية".
الغارديان: اللاجئون السوريون قلقون من التطبيع بين أنقرة ودمشق
WP: هل تخرق الشركات الداعمة للمؤثرين العقوبات على سوريا
NYT: مقتل الظواهري يعيد التركيز على "القاعدة" وخطره العالمي