نشرت
صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسها في الشرق الأوسط مارتن شولوف، قال فيه إن
التقارب التركي-السوري الوشيك يثير مخاوف اللاجئين السوريين بالمنطقة.
وقال
إن المعارضين في شمال سوريا ومناطق الأكراد رفضوا عمليات التطبيع الجارية بين أنقرة
ودمشق وسط حديث عن أن التقارب قد يقود إلى تبادل سكاني كبير وعودة قسرية لملايين اللاجئين.
وقال
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في نهاية الأسبوع، إن "الحوار السياسي أو الدبلوماسية
لا يمكن وقفها بين الدول"، مضيفا صوته إلى جوقة من الأصوات التي غيرت موقفها من
الزعيم السوري، بشار الأسد.
ورأى
الكاتب أن تصريحات الرئيس هي أوضح إشارة حول السياسة الجديدة التي باتت تركيا تنتهجها
من نظام الأسد بعدما كانت تركيا القائد الأبرز للإطاحة به قبل عقد.
وجاءت
تصريحات أردوغان في الذكرى التاسعة لواحدة من أكبر مجازر الحرب وهي الهجوم الكيماوي
الذي قتل 1,300 مدني في منطقة المعارضة في ضاحية من ضواحي دمشق في 21 آب/ أغسطس
2013.
ومنذ
ذلك الوقت ساعدت روسيا وإيران لتحقيق انتصار فارغ في معارك البلاد. وأصبح للبلدين حصة
مهمة في البلد المتشرذم الذي يوصف الآن بأنه "سوريا ما بعد الحرب"، حيث لا
تزال أعداد كبيرة من السكان خارج سيطرة الحكومة المركزية.
وفي
الشمال الغربي، لا تزال الأسلحة تلعلع، ففي يوم الاثنين استهدفت غارات روسية محافظة
إدلب التي تعيش فيها غالبية المعارضين للأسد أو الذين أجبروا على الهروب من بيوتهم ضمن
ما عرف باتفاقيات المصالحة.
اقرأ أيضا: وزير خارجية تركيا: لا شروط مسبقة على الحوار مع سوريا
وكانت
الغارات الروسية الأشد منذ أن شنت روسيا حربها على أوكرانيا قبل ستة أشهر. وعادة ما
عارض أردوغان الغارات الروسية في المنطقة التي أقامت فيها تركيا وعلى مدى العامين الماضيين
حضورا عسكريا بارزا، إلا أن الغارات الأخيرة لم تقابل بردة فعل من أنقرة التي تبدو
في الأشهر القليلة الماضية قريبة من رؤية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للحل في سوريا.
ويفهم
أن الزعيم التركي اقتنع بعدم شن توغل جديد في مناطق شمال شرق سوريا التي يسيطر عليها
الأكراد، وبعد لقاء له مع الرئيس بوتين في منتجع سوتشي، الشهر الماضي. وبعد فشله في
الحصول على موافقة من بوتين، لجأ أردوغان إلى الدبلوماسية في الوقت الذي شنت فيه قواته
هجمات بالمسيرات ضد من وصفتهم المخابرات التركية بالمتمردين.
وكان
المقاتلون التابعون لحزب العمال الكردستاني يتوقعون منذ عدة أشهر هجوما تركيا، بهدف
رسم مناطق نفوذ جديدة على طول الحدود التركية مع سوريا، والتي تقول أنقرة إنها ستقوم
بنقل ملايين اللاجئين السوريين الذي استقبلتهم على أراضيها، إليها.
ويواجه
أردوغان عاما انتخابيا في 2023، وباتت فيه المشاعر المعادية للأجانب عاملا مهما ويجد
نفسه أمام أزمة اقتصادية خانقة ومشاعر سخط بين الأتراك.
وأعلنت
تركيا عن خطط لنقل مليون لاجئ سوري إلى مناطق الشمال السوري، حيث أقامت بنى تحتية وبيوتا
في المناطق الواقعة بين شمال غرب سوريا وشمال شرقها حيث خلقت حاجزا بينهما.
وتقول
الصحيفة إن الاتصالات المباشرة مع الأسد ليست محتملة في الوقت الحالي، إلا أنه من المتوقع
استئناف الاتصالات بين المسؤولين الأمنيين.
وقال
مسؤول أمني بارز في بيروت: "ستكون على مراحل"، و"الرسائل من تركيا
واضحة، يريدون معالجة بي كا كا ولدى الأسد نفوذ عليهم ولأول مرة، وكل شيء يتم بوساطة
من بوتين ولكن عليه ألا يدفع بشكل كبير".
وشردت
الحرب نصف سكان سوريا ما قبل الحرب إما في الداخل أو في الخارج، ومعظم من في الخارج لا يريدون
العودة بسبب الخوف على أمنهم وحياتهم من النظام الذي سيقوم بابتزازهم ماليا ويجردهم
من ممتلكاتهم ويسجنهم. ووصفت مسؤولة كردية في شمال شرق سوريا التقارب التركي مع سوريا
بالحيلة.
وقالت
إلهام أحمد، عضو المجلس التنفيذي للمنطقة: "لم تدعم تركيا أبدا الثورة" ولكنها
"استخدمتها لخدمة أهدافها التوسعية بناء على الاستعمار والتغيرات الديمغرافية،
واستخدمت تركيا اللاجئين".
وقالت
الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية أن سوريا ليست آمنة لعودة اللاجئين السوريين
الذين فروا من الحرب وأنهم عرضة للاضطهاد. وتغيرت المواقف في لبنان من استقبال اللاجئين
السوريين حيث أصبح السكان عدائيين ضدهم وسط أزمة اقتصادية خانقة.
وقال
مصطفى حلاني، اللاجئ السوري الذي يعيش في بيروت منذ ستة أشهر: "أفضّل تجربة حظّي
في هذا المكان المحطّم بدلا من الذهاب إلى سجون الأسد"، مضيفا أنه "لا توجد هناك
حياة".
"نيويورك تايمز": من الرابح في علاقة بوتين وأردوغان؟
WP: هل تخرق الشركات الداعمة للمؤثرين العقوبات على سوريا
صندي تايمز: لماذا تتجاهل بريطانيا "أرامل داعش"؟