مع استمرار التهديدات الإيرانية ضد
الإسرائيليين، وفي ظل غياب الخيارات العسكرية الإسرائيلية الرادعة، يطرح بعض
الإسرائيليين فرضية جديدة تستند إلى استراتيجية "الردع النووي"،
بالتوازي مع استمرار سياسة مكافحة الجهود الإيرانية المتواصلة لاستهداف دولة
الاحتلال في الجبهات المحيطة بها.
مع العلم أن قطع الإيرانيين لكاميرات المراقبة
في أحد مواقع التخصيب، وإعلانهم بدء تشييد موقع جديد محمي في نطنز، يوضح أن طهران
عازمة على إنتاج جملة من القنابل النووية، وفي حال قررت البدء في تخصيب اليورانيوم
إلى مستويات عالية، 60 بالمئة أو أكثر، في المستقبل القريب، فإن دولة الاحتلال
ستواجه تحديًا لا مثيل له منذ حرب 1967، وستضطر مرة أخرى لمواجهة أيديولوجية
منافسة قادرة على إمكانية تشكيل تهديد لوجودها، ما يستدعي البحث في ما تبقى من
الخيارات المفتوحة.
حاييم تومار المسؤول السابق في جهاز الموساد،
ذكر في مقال بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21" أن "الحاجة للردع
النووي تأتي بالتزامن مع الحديث الإسرائيلي عن خيار عسكري مستقل، بموجبه مارس
الجيش تدريبات جوية واسعة النطاق في الأسابيع الأخيرة، تحاكي هجوما في إيران، ودون
التقليل من شأن قدرات الطيران الإسرائيلي، لكن عندما يتعلق الأمر بهجوم مستقل،
فيجب القول، أولاً وقبل كل شيء، أن إيران ومنشآتها النووية في نطاق عملياتي
معقد".
اقرأ أيضا: لابيد يزور أنقرة خلال أيام.. واتصال بين أردوغان وهرتسوغ
وأضاف أن "إحدى منشأتي التخصيب المعروفة
باسم بوردو موجودة في بطن الأرض، ما يجعل من الصعب جدًا إتلافها بشكل فعال من
الجو، مع الأخذ في الاعتبار أن إيران لديها القدرة على الرد على هجوم من خلال شن
حملة متعددة الجبهات ستلحق أضرارا جسيمة بالجبهة الداخلية الإسرائيلية، أما
بالنسبة لخيار شن هجوم عسكري بالتعاون مع عناصر أخرى، وعلى رأسها الولايات
المتحدة، فإن احتمالية ذلك تبدو محدودة للغاية، لأن نهج إدارة بايدن يعارض بشدة
استخدام القوة العسكرية، ويلتزم بمسار دبلوماسي للعمل، كما أنه ينعكس في سياسة واشنطن
تجاه الحرب في أوكرانيا".
وتتزامن المخاوف الإسرائيلية مما تصفه التهديد
الإيراني مع ظهور جملة من المعطيات، أهمها أن واشنطن ليست معنية بمواجهة عسكرية مع
طهران، بجانب أن الدول الغربية الأخرى: فرنسا وإنجلترا وألمانيا، تتراجع ضغوطها
على إيران يوما بعد يوم، بسبب حرب أوكرانيا وتبعاتها الاقتصادية، ويبدو أن طهران
مدركة تمامًا لهذه المعادلة، ما انعكس بشعورها بالقوة النسبية، سواء بسبب ارتفاع
أسعار الطاقة، أو بسبب العلاقة الاستراتيجية التي طورتها مع عدد من الدول العظمى.
ورغم ذلك، فإن ما تزعمه الأوساط الإسرائيلية عن
تفعيل استراتيجية الردع النووي، لا يحمل كثيرا من فرص النجاح، لأن إيران ستستمر في
التقدم في السنوات المقبلة إلى عتبة القدرات النووية، ليس فقط في مجال المواد،
ولكن أيضًا في مجال مجموعات الأسلحة ومنصات النقل، ما قد يحول دون نجاح هذه
الفرضية، رغم أن أي استخدام لهذه الاستراتيجية قد يلحق أضرارًا وجودية بإسرائيل
ذاتها، بجانب إيران، ما يتطلب إبقاء الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية خارج
قواعد اللعبة.
الاحتلال يهدد إيران بدفع الثمن في حال استهداف الإسرائيليين
معاريف: إسرائيل بحاجة لتحسين العلاقات مع أردوغان لهذا السبب
الاحتلال يشكك في نوايا أردوغان بتحسين العلاقات