صحافة إسرائيلية

سفير إسرائيلي: عداء الإعلام الأمريكي سيؤثر سلبا على موقفنا في واشنطن

قال السفير الإسرائيلي الأسبق في واشنطن، إن "الصحافة الأمريكية باتت تستخدم ما تسمى بروتوكولات حكماء صهيون"- الأناضول
لا يكاد يمرّ يوم على الإعلام الإسرائيلي إلا وينشر مقالا جديدا وتحليلا إضافيا عما يسميه حملة "التشهير المعادية" في الصحافة الأمريكية خصوصا، وهي ظاهرة لافتة، في ضوء الإسناد الدعائي الذي حظي به الاحتلال بداية عدوانه على غزة من قبل ذات الصحافة الأمريكية.

 وما يحصل في الآونة الأخيرة أن هناك سلسلة من "المقالات المنحازة"، كما يصفها الإسرائيليون أنفسهم، تدور فيها حملة تشهير ضد الاحتلال، ومن الصعب تجاهل ارتباط هذه المقالات والموجة المناهضة للاحتلال التي تجتاح الولايات المتحدة.

وبدأ السفير الإسرائيلي الأسبق في واشنطن، زلمان شوفال، حديثه بالإشارة إلى أن "الصحافة الأمريكية باتت تستخدم ما تسمى بروتوكولات حكماء صهيون للتشهير بإسرائيل، وما تقوم به من حرب في غزة ولبنان، باعتبارها وثيقة تصف خطط عمل الشعب اليهودي للسيطرة على العالم، وتضمنت 24 فصلا تفصيليا، رغم أنها وثيقة مزيفة تم تزويرها من الشرطة السرية لروسيا القيصرية وتوزيعها في أوائل القرن العشرين حول العالم، ومنذ ذلك الحين، تم استخدامها كدعاية خبيثة معادية لإسرائيل، لكنها لم تكن غائبة عن خزانة كتب شركة تصنيع السيارات ومالكها هنري فورد، واستخدمها في سلسلته المناهضة للسامية". 

وأضاف في مقال نشرته صحيفة "معاريف"، وترجمته "عربي21" أن "الحديث عن هذه البروتوكولات يتزامن مع نشر سلسلة من المقالات في الصحافة الأمريكية، لاسيما من قبل بروبابليكا - Propublica، وهي مؤسسة إعلامية أمريكية غير ربحية تعرف نفسها بأنها مركز للصحافة المستقلة، وتركز على التحقيقات، ويتم تمويل أنشطتها من صناديق عامة، بما فيها مؤسسة فورد، والملياردير جورج سوروس، وفازت العديد من منشوراتها بجوائز بوليتزر، ما أدى لتمجيد مكانتها المرموقة.

وقال إنها "في الحقيقة باتت تعتمد تشويه صورة دولة إسرائيل، وتحولت إلى مأوى لسلسلة من المقالات المتحيزة، التي يتم فيها شن حملة تشهير ضدها، وضد من يدعمها".

وأوضح أن "الصحفي بريت ميرفي نشر مؤخرا سلسلة مقالات في الأسابيع الأخيرة، وأخطر ما جاء فيها أن إسرائيل تستخدم بشكل غير قانوني قنابل مصنوعة في الولايات المتحدة، بعلم كامل من رؤساء وزارة الدفاع، في وقت يتزايد فيه عدد القتلى بغزة، وفي تلميح غليظ يتهم المسؤولين الأمريكيين، ومن بينهم السفير لدى تل أبيب جاك لوي، بإخفاء الحقائق"، على حد زعمه.

وأضاف أن ذلك يعني "ترويجا لاتهامات قاسية يشنها اليسار المتطرف المناهض لإسرائيل داخل الحزب الديمقراطي في الكونغرس، الذي يعمل على وقف المساعدات الأمنية، دون الإشارة لهجوم حماس في تشرين الأول/ أكتوبر، مع وضع مصطلح الإرهاب بين علامتي اقتباس عند الحديث عنها".

وأكد أن "مقالات أخرى اتهمت فيها دولة إسرائيل بأنها منعت عمدا المساعدات الإنسانية لغزة، واتهم وزير الخارجية أنتوني بلينكين برفض المعلومات التي تلقاها حول هذا الموضوع من مصادر مختلفة عن عمد، وهاجمت نائبة مساعد وزير الخارجية ميرا ريزنيك، بوصفها المسؤولة الأولى عن ممارسة الضغط لتزويد الاحتلال بالأسلحة، وتكرار الجملة القائلة بأن إسرائيل منعت عمدا إمداد الغذاء والدواء، ووجهت لها اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان، وهل هي صدفة أم غير صدفة أن كل هؤلاء المسؤولين الأمريكيين، هم من اليهود".

وزعم السفير الإسرائيلي أن "مثل هذه المقالات الأمريكية تمنح مشروعية للمخاوف الإسرائيلية بشأن ارتباطها بالموجة المعادية لإسرائيل التي تجتاح أمريكا، ما حدا ببريت ستيفنز، المعلق اليهودي في صحيفة نيويورك تايمز، للزعم بأنها تشكل تهديدا غير مسبوق ضد يهود الولايات المتحدة، فيما ذكر المؤرخ البريطاني اليهودي سيمون شيما أن اليسار له تاريخ طويل وغير سعيد مع اليهود".

وأوضح بالقول: "يبدو أن له اليوم ممثلين في المؤسسات الحكومية الأمريكية أيضا، بينهم مسؤولون على مختلف المستويات، استقالوا من مناصبهم احتجاجا على تقديم المساعدات لإسرائيل".

وختم بالقول إن "الموجة الإعلامية المعادية لإسرائيل لم تقتصر على مؤسسة بروبابليكا وكتب المقالات فيها، بل إن وسائل الإعلام الأمريكية، بما فيها شبكة تلفزيون CBS، التي أسسها اليهود، "صلبت" مؤخرا في اجتماعها التنفيذي مذيعة أخبار يهودية تجرأت على عرض الموقف الإسرائيلي للوضع الذي سيسود في الولايات المتحدة بعد الانتخابات، وتأسيس الإدارة الجديدة في كانون الثاني/ يناير، وما إذا كان ترامب أو هاريس، وكل ذلك يعني أن السنوات القادمة سوف تتأثر بالأجواء والإعلام والواقع العام تجاه إسرائيل ويهود الولايات المتحدة".

وفي وقت سابق، قال أستاذ الاتصال الجماهيري بجامعة "آريئيل"، البروفيسور رامي كيمحي، إن "الموجة المعادية لدولة الاحتلال تجتاح الإعلام الغربي، فيما وسائل الإعلام الدولية تخون قيمها، رغم أن الحقيقة المحزنة أننا لسنا أمام موجة عابرة، بل هي معاداة قديمة وعميقة الجذور لإسرائيل".

وأضاف كيمحي في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، وترجمته "عربي21"، أن "التقارير الإعلامية منحازة ضد إسرائيل إلى درجة غير مسبوقة، فقد نشرت شبكة الأخبار الأمريكية الأكبر في العالم سي إن إن، الهجوم الإسرائيلي على هواتف البيجر في لبنان ضد عناصر حزب الله دون أن تذكر أنه منظمة إرهابية؛ بل إنها وصفت أعضاءه المتضررين من الانفجار بأنهم مواطنون لبنانيون، وليسوا إرهابيي حزب الله"، على حد وصفه.

بدوره، قال داني زاكين، الرئيس السابق لاتحاد الصحفيين، ومقدم برامج تلفزيونية وإذاعية، إن "وسائل الإعلام الغربية تخلت عن قيمها الصحفية والديمقراطية لصالح مهاجمة دولة اليهود"، مشيرا بذلك إلى شبكة "سي بي إس" الإعلامية الأمريكية، وهي واحدة من أقدم الشبكات وأكثرها شعبية وتأثيرًا في الولايات المتحدة، وتتمتع برامجها الإخبارية بمعدلات مشاهدة عالية، وتعتبر "التيار السائد" لأنها تتحدث للجميع، وعلى ما يبدو دون تحيّز".

وأضاف زاكين، الذي يلقي محاضرات بالجامعة العبرية ومعهد هرتسيليا، في مقال سابق نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، وترجمته "عربي21" أن "سلسلة من التحقيقات نشرتها صحيفة فري برس (TFP)، الهيئة الإعلامية الأمريكية الناقدة، أظهرت تحيزًا خطيرًا ضد إسرائيل بين موظفي الأخبار في تلك الشبكة الإخبارية، خاصة حين استضاف المذيع توني دوكوفيل المخضرم، الكاتب الأسود "تا-نهيسي كوتس"، المعروف بآرائه القوية حول التمييز ضد السود، ومقارنته بين التمييز والهولوكوست، وادعى أن حكومة الولايات المتحدة يجب أن تقدم تعويضات للمواطنين السود، كما فعلت ألمانيا مع اليهود بعد المحرقة".
الأكثر قراءة في أسبوع