قال وضاح خنفر المدير السابق لشبكة الجزيرة خلال مؤتمر دولي في لندن عن سياسة الفصل العنصري، إن الصحفية شيرين أبو عاقلة، باتت رمزا لوحدة الفلسطينيين، وجنازتها شكلت صورة أيقونية لن ينساها الفلسطينيون.
وأشار خنفر في
المؤتمر الذي نظمه المركز الدولي للعدالة من أجل الفلسطينيين، إن شيرين لم تكن ناشطة
سياسية، ولم تكن مراسلة عاطفية تسعى لاستثارة العواطف وتقديم ما يتجاوز المهنية
للجمهور، بل كانت من أكثر الصحفيين الذين عرفتهم مهنية، كانت مهنية جداً.
وأضاف: "ولكن،
كان الفلسطينيون يحتاجون إلى أن تقدم حكايتهم بشكل موضوعي إلى العالم. وشيرين فعلت
ذلك. كان لدينا كثيرون آخرون عملوا مراسلين في فلسطين بأساليب شتى، ولكنهم لم
يحظوا بمثل تلك المكانة في عقول وقلوب الشعب الفلسطيني".
وشدد على أن ما جرى عقب قتل أبو عاقلة، يؤكد
أن الشعب
الفلسطيني في هذه اللحظة الزمنية وصل إلى مستوى من النضج، وإلى مستوى من الثقة،
بحيث إذا ما تمت تغطية قضيته بشكل موضوعي فإن ذلك سيكون فارقاً.
وقال خنفر:
"لمن لا يعرفون ما الذي حدث في ذلك اليوم عندما تعرض النعش للهجوم، نعم كان
النعش محمولا من قبل كل قطاعات الفلسطينيين، من قبل المسلمين والمسيحيين. وشارك
الجميع في الجنازة، الغني والفقير، الصغير والكبير، الرجال والنساء، والناس الذين
كانت لديهم خلفيات أيديولوجية وسياسية مختلفة، كلهم شاركوا. كانت تلك لحظة نادرة.
تلك هي الأمة الفلسطينية على حقيقتها، الأمة التي رأيناها في ذلك اليوم".
وأشار إلى أن
المقابل لتلك الصورة، كان الأبارتايد الإسرائيلي على حقيقته، ذلك الذي رأيتموه في
ذلك اليوم في عيون الشرطة والقوات التي هاجمت المتظاهرين. تلك كانت هي الصورة. لا
نحتاج في الحقيقة أن نغوص عميقاً في المصطلحات القانونية، ورغم أن العالم لم يعترف
به. كثيرون حول العالم علموا به ولكنهم لم يجرؤوا على الاعتراف به.
وتابع خنفر:
"أعتقد أننا في هذا الوقت بالذات، ويعود الفضل في ذلك إلى الجهود العظيمة
التي تبذلها بيتسيلم وهيومان رايتس واتش ومنظمة العفو الدولية، ومنظمات كثيرة
أخرى، لدينا حكاية بإمكاننا أن نتحدث للعالم عنها، ألا وهي أن إسرائيل دولة
أبارتايد. قانونياً، وسياسياً ومعنوياً، إنها دولة أبارتايد، ينبغي علينا نحن الناس
أن نعمل حتى يصبح ذلك متعارفا عليه، وصحيح أن 10 داونينغ ستريت والبيت الأبيض
وكثيرون آخرون لن يفعلوا ذلك في القريب العاجل، ولكن علينا نحن أن نكون أمناء مع
أنفسنا".
وخاطب خنفر الصحفيين الغربيين بالقول: "المرة تلو الأخرى،
كونوا أوفياء لمعاير النزاهة في هذه المهنة، عندما قتلت زميلتكم شيرين أبو عاقلة في
فلسطين، لم يقل أحد ممن كانوا متواجدين هناك، وكان لدينا الكثير من الصحفيين، وكان
لدينا الكثير من شهود العيان، وكلهم قالوا إن جنديا إسرائيلياً، قناصاً، قتلها، لم
يقل أحد إن الفلسطينيين هم من أطلقوا النار عليها".
وقال: "لكن حتى وقت قريب، وربما حتى
الآن، كثير من المؤسسات الإعلامية في التيار العام، في لندن وفي واشنطن وفي
نيويورك، وفي كثير من العواصم حول العالم، ما زالوا يقولون لا نعرف بالضبط من الذي
قتل شيرين أبو عاقلة، بالفعل، عار على أولئك الذين لا يمكنهم اعتبار الفلسطينيين
مصدراً مثلهم مثل غيرهم".
وأضاف: "لقد بلغ نزع صفة البشرية
عن الفلسطينيين على مدى عقود مستويات عديدة، ومن بين ذلك الدوائر الإعلامية، نحتاج.. وأنا الآن لا أخاطب السياسيين، وإنما أخاطب الصحفيين، الذين توسمنا فيهم أنهم
الناس الذين يحاولون الالتزام بمعايير معينة من الكرامة والنزاهة والأخلاق، أعتقد
أن علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا، نحن أيضاً مارسنا شكلا من الأبارتايد، ومضينا
بحكاية الأبارتايد إلى ما هو أبعد من النظام الإسرائيلي نحو مستوى آخر، أعتقد أنه
يتوجب علينا أن نصدق مع أنفسنا، وأن نتوب عن تلك الخطيئة الكبرى".
وختم بالقول: "الفلسطينيون أمة ناضجة، ويتحلون
بصبر كبير، ولديهم كما قلت ذاكرة عظيمة، واليوم لدينا أيضا رواية عظيمة نتحدث مع
العالم عنها، فأرجوكم، ساعدوا الفلسطينيين على نقل هذه الرواية إلى العالم".
طالع النص الكامل لتحقيق "CNN" بشأن مقتل شيرين أبو عاقلة
الشيخ رائد صلاح يرثي أبو عاقلة ويصفها بـ"أيقونة فلسطين"
هكذا غطّت الصحف الخليجية خبر اغتيال شيرين أبو عاقلة