لا تتوقف المخاطر الأمنية التي تعانيها دولة الاحتلال عند الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، بل إن الحديث يدور عن أربع جبهات أمنية متلاحقة، باعتبارها دورة مستمرة مضادة كاملة معادية للاحتلال، الأمر الذي قد يستدعي من أجهزته الأمنية البدء بجمع المعلومات الاستخبارية، وترجمتها إلى كل نشاط عملياتي، ويستوجب الردع، وهذا تحد صعب أمام الاحتلال.
وفي الوقت ذاته، فإن المحافل الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية لا تجري تمييزا بين الفلسطينيين في شتى مناطق تواجدهم، لاسيما عند الحديث عن إجراء أي نقاش سياسي أو أمني، لأنهم منتشرون بين أربع ساحات معادية باتت تواجهها خلال الأسبوعين الماضيين.
غادي خيتمان، المحاضر البارز في قسم الشرق الأوسط بجامعة أريئيل، والخبير في شؤون فلسطينيي الأراضي المحتلة 1948، ذكر في مقاله بموقع "نيوز وان" العبري، ترجمته "عربي21"، أن "الساحة الأولى هي فلسطينيو 48، والحديث يدور عن مجموعة من الآراء المعادية للدولة، وانتقال أفكارهم من الاندماج إلى الانفصال، ومن التعايش إلى الراديكالية، ولعل الهجومين الأخيرين في بئر السبع والخضيرة، اللذين نفذهما فلسطينيون من النقب وأم الفحم، يعني أننا أمام فشل لفكرة الأسرلة، وتصاعد لفكرة القومية، المختلفة عن المواطنة الإسرائيلية، بجانب هوية دينية تختلف عن الهوية اليهودية".
وأضاف أن "الساحة الثانية هي شرق القدس، وعدد سكانها 350 ألفاً، وهم في الواقع في منطقة جغرافية ليس لها عنوان سيادي واضح، لأن إسرائيل تعارض تدخل السلطة الفلسطينية في إدارة حياة المقدسيين، ومن ناحية أخرى لا تعامل الدولة، من خلال بلديتها، هؤلاء السكان كمواطنين على قدم المساواة مع اليهود، والنتيجة نشوء فراغ حكومي، ونمو جيل شاب ساخط، وعاطل عن العمل، معرض للتحريض الوطني الفلسطيني، وكل هذا يؤدي بين حين وآخر إلى تصعيد أمني في القدس، كما رأينا في الأيام الأخيرة قرب باب العامود، مع تنامي ظاهرة المحاكاة والتقليد للعمليات، خاصة في شهر رمضان".
وأشار إلى أن "الساحة الثالثة هي الفلسطينيون في الضفة الغربية، ويبدو أن هذا هو الأكثر إشكالية بالنسبة لإسرائيل في الوقت الحالي لعدد من الأسباب: خروقات الجدار، ونجاح عمال غير قانونيين من منطقة جنين في تنفيذ عمليات، بالتوازي مع التحريض التقليدي في وسائل الإعلام الفلسطينية ضد إسرائيل، التي تأمل ألا يكون قد فات الأوان، من خلال تصعيد قواتها الأمنية من عملياتها الوقائية في إطار التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية".
اقرأ أيضا: تشكيك إسرائيلي بقدرة جيش الاحتلال فرض سيطرته على الأقصى
وأكد أن "الساحة الرابعة هي الجنوبية، ففي الوقت الحالي تبدو قيادة حماس في قطاع غزة غير معنية بالتصعيد الأمني، لكنها في الوقت ذاته منشغلة في إعادة إعمار القطاع، وبناء قوتها العسكرية، وزيادة قدراتها العملياتية، وخلق الردع أمام إسرائيل، رغم أن شهر رمضان، وسلسلة الذكريات الوطنية المستمرة حتى منتصف أيار/ مايو، قد تستدعي من إسرائيل وأجهزتها الأمنية مزيدا من اليقظة العالية من أجل إعادة الهدوء لشوارعها، والأمن الشخصي للمستوطنين".
جنرال إسرائيلي يدعو لتذليل العقبات أمام "تطبيع السعودية"
تشاؤم إسرائيلي حول فرص بينيت بالعودة للحياة السياسية
انتقاد إسرائيلي لقرار بناء 40 كم بالجدار.. ما تداعياته؟