طرحت تصريحات لرئيس الأركان العامة الليبية، محمد الحداد حول حالة الانقسام الحالية وأزمة الحكومتين وتأكيده أن الجيش معني بالمواطن فقط، بعض التساؤلات عن دور المؤسسة العسكرية في المشهد الراهن.
وقال الحداد في تصريحات؛ إن "الجيش الليبي معني في المقام الأول بالشعب وقيمه وأمنه القومي والاستعداد لأي أطماع قد تهدده، وأنهم قلقون جدا مما آلت إليه البلاد من حالة انقسام سياسي محتدم، وأن ليبيا تواجه وضعا سياسيا حرجا، والمستقبل الاقتصادي المجهول يُحيق بها"، وفق خطابه.
ودعا المسؤول العسكري الليبي "كل الأطراف السياسية إلى تغليب مصلحة الوطن على أي اعتبار في حوار وطني ليبي خالص يضم الجميع على حد سواء، دون أي تدخلات خارجية ووصايات"، كما قال.
اقرأ أيضا: مصادر لـ"عربي21": مقترح دولي للرئاسي الليبي حول الانتخابات
"موقف يخدم حفتر"
ورأى مراقبون أن خطاب الحداد في هذا التوقيت الحساس ووجود حكومتين، يؤكد أن الجيش بقسميه غربا وشرقا لا يدعم حكومة بعينها أو يتمترس خلف شخص، متوقعين أن يقوم الجيش بدور في الأزمة الراهنة للمساهمة في الحل؛ سواء بتقديم مبادرات، أو الضغط على الأطراف السياسية بالقوة".
ورأى العقيد في الجيش الليبي سعيد الفارسي، أن "كلام الحداد غير منطقي على الإطلاق، وأنه في هذا التوقيت يخدم خليفة حفتر؛ كون الأخير هو من يسيطر على الجيش بدعم وشرعية من البرلمان، وأنه يريد السيطرة وحكم ليبيا عسكريا".
وأضاف في تصريح لـ"عربي21"، أن "هذه التصريحات لا تعني فقط التخلي عن رئيس الحكومة "الدبيبة"، بل تعني أن الفريق الحداد تخلى أصلا عن أهداف ومبادئ الثورة الليبية، ومن ثم فإنه قد يرضى ويقبل أن يحكم حفتر وأولاده ليبيا وعسكرة الدولة"، حسب كلامه.
وتابع: "أما بخصوص الدور الخارجي في الأزمة الذي أشار إليه الحداد، فالطرف الخارجي موجود بقوة على الأرض، متمثلا في روسيا ومصر والسعودية والإمارات، وبدون التدخل الأجنبي أو بالأدق الضغط الدولي، لن تحل الأزمة الليبية"، كما رأى.
"ضغط ودعم للرئاسي"
في حين قال المحلل السياسي الليبي، فرج فركاش؛ إن "الحداد كغيره من العسكريين الحرفيين والمهنيين، يتكلم عن الساسة الذين يخرجون بقرارات غير مدروسة وغير توافقية تتسبب في مزيد من الانقسام، ومنهم مجلس النواب بقراراته الأخيرة التي قد تؤدي إلى استمرار الانقسام العسكري، ومن ثم عرقلة عمل اللجنة العسكرية المشتركة، وربما يؤثر ذلك سلبا على اتفاقية وقف إطلاق النار".
وأشار في تصريحات لـ"عربي21"، إلى أن "أهمية الجيش قد تأتي في دعم المجلس الرئاسي في خطوات قد يراها مناسبة للحفاظ على وحدة ليبيا وللحد من هذا الانقسام، ولكن هذا يحتاج إلى دعم إقليمي والأهم الدعم الداخلي"، وفق تصريحاته.
"توافق وحرفية"
الأكاديمي الليبي، عماد الهصك قال من جانبه؛ إن "تصريحات الحداد تحمل رسالة مفادها أنه على مسافة واحدة من الأطراف الليبية المتنازعة على الشرعية، المتمثلة في حكومة الدبيبة وحكومة باشاغا، وهو بهذا الموقف يتماهى على نحو جلي مع موقف رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي".
ورأى في حديثه لـ"عربي21" أن "عدم انحياز الحداد يمكن تفسيره من وجهتين: الأولى يعد ذلك موقفا رشيدا لأنه نأيٌ بالمؤسسة العسكرية عن المعترك السياسي، وذلك لا يخلو من الحرفية العسكرية التي لا ترغب في السقوط في وحل السياسة، والثانية يمكن قراءة هذا الموقف على أنه براغماتية سياسية، أي إنه لا يربط مصير بقائه بانحيازه لحكومة الدبيبة التي قد تسقط فيكون مصيره السقوط معها، وكلا الموقفين في صالحه"، كما قال.
أما عن دور للجيش الليبي في الأزمة الراهنة سواء سلبا أو إيجابا، فقال: "الجيش الليبي ليس مؤسسة صلبة أو متماسكة، الأمر الذي يؤهلها لأداء دور محوريّ في مستقبل ليبيا القريب؛ لأنه يعاني كغيره من المؤسسات من حدية الانقسام".
هل يسيطر "باشاغا" على مقرات الحكومة بالقوة بمساعدة حفتر؟
هل تنجح واشنطن في الجمع بين الدبيبة وباشاغا في تركيا؟
حفتر يستعرض صواريخ باليستية.. هل بمقدوره خوض حرب جديدة؟