أثارت
تصريحات رئيس الحكومة المكلف من البرلمان الليبي، فتحي باشاغا أنه سيدخل طرابلس خلال
يومين بقوة القانون كثيرا من الأسئلة حول خطته في تنفيذ ذلك وكيفية تجنبه الصدام مع
المجموعات العسكرية التي أعلنت رفضها لحكومته وتأييدها للدبيبة.
وقال
باشاغا في كلمة مرئية إن "حكومته ستتوجه إلى العاصمة خلال اليومين المقبلين، وستتسلم
السلطة بقوة القانون وليس بقانون القوة، وأن حكومته ليست سلطة موازية إنما تمثل البلاد
شرقا وغربا وجنوبا، محذرا من الانزلاق إلى الحرب لافتا أنه رجل عسكري ويعرف ما هي الحروب"،
وفق تعبيره.
"الدبيبة
يحشد"
في المقابل
ظهر رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة رفقة رئيس المجلس الرئاسي، محمد
المنفي يستقلان سيارة واحدة ويقومان بجولة في طرابلس ثم يحضران حفلا حول السلامة الوطنية،
ما فسره كثيرون أنه دعم من قبل الرئاسي لحكومة الدبيبة ورفضه لأي سلطة أخرى.
كما
قامت عدة مجموعات مسلحة على رأسها قوة عسكرية جديدة تسمى "قوة دعم الانتخابات
والدستور" باستعراضات عسكرية موسعة في العاصمة في إشارة لردع أي تحركات موازية.
فهل
يحدث صدام عسكري بين باشاغا وعسكريين موالين للدبيبة؟ وما صحة استعانة باشاغا بقوات
تابعة لحفتر للدخول للعاصمة؟
اقرأ أيضا: خلاف حول مبادرة ويليامز.. ما موقف "النواب الليبي"؟
"حكومة
عسكر"
من جهته،
قال القيادي العسكري في قوة دعم الاستقرار والانتخابات التابعة لوزارة الدفاع الليبية،
طاهر الصمود إن "هناك اتفاقا بين القوى المدنية والعسكرية وحكومة الوحدة الوطنية
أن السلطة التنفيذية الموازية التي شكلها البرلمان في طبرق مؤخرا هي حكومة غير شرعية
وغير توافقية ومرفوضة تماما، كونها حكومة تحمل كل أدوات الحكم العسكري لخضوعها التام
لخليفة حفتر فكيف نسمح لها بالتواجد في العاصمة".
وأوضح
في تصريحات خاصة لـ"عربي21" أن "لديهم قوة مهمتها ضبط الأمن في العاصمة
طرابلس وخارج نطاق العاصمة، وتهدف في الأساس إلى الوصول إلى الانتخابات في أقرب وقت،
لذا أي أرتال عسكرية تحاول إفساد الاستقرار أو تحاول الدخول للعاصمة سوف نتعامل معها".
"تحالف
مع قوات حفتر"
في حين
رأى الناشط السياسي من الشرق الليبي، فرج فركاش أنه "في حال أقدم باشاغا على اللجوء
لقوة السلاح خاصة بالتحالف مع قوات تابعة للقيادة العامة (حفتر)، فهذه ستكون مغامرة
غير محسوبة النتائج والمسمار الأخير في نعش حكومته الموازية وقد تنهي هذه الخطوة أي
طموح سياسي له في المستقبل القريب".
وأضاف
لـ"عربي21": "بعد الخطوات التي اتخذها الدبيبة بصفته وزير دفاع فقد
نجح حتى الآن في منع أي حرب أو تصعيد عسكري في العاصمة، ومع عدم وجود أي اعتراف دولي
بباشاغا إلا من قبل روسيا، وكذلك رفض القوى العسكرية الفاعلة في العاصمة وفي مصراتة
لصفقة التمديد فإن الباب أغلق أمام دخول باشاغا للعاصمة سواء بقوة القانون كما يقول
أو بقوة السلاح".
"الانتخابات
هي الحل"
الناشطة
الحقوقية والمدونة الليبية، نادين الفارسي قالت إن "المجتمع الدولي يدفع إلى أمر
واحد الآن ويراه هو الحل الأمثل وهو عقد انتخابات في أقرب وقت، لذا أعتقد أن فرصة حكومة
باشاغا انتهت خاصة بعدما تخلت عنه بعض القوى العسكرية التي كان يعول عليها في وصول
حكومته إلى طرابلس".
وتابعت:
"الخيارات محدودة الآن والنتائج واضحة إذا حاول الدخول للعاصمة فسوف يتم القبض
عليه، ولكنه اليوم يقوم بتشكيل قوة مشتركة تضم قوات حفتر لكي تقوم بعرض عسكري بمنطقة
سرت، ومن ثم محاولة الدخول للعاصمة عبر هذه القوة وإذا فعل ذلك فستكون بداية الحرب"،
حسب تصريحها لـ"عربي21".
ما مصير حكومة باشاغا بعد تراجع المشري وجدل "التشكيلة"؟
الكشف عن تزوير تقرير طبي لمقتل ليبي شرق البلاد (وثائق)
أزمة تغيير حكومة ليبيا تتواصل.. وباشاغا أمام خيارات صعبة