رأت
صحيفة "هآرتس" أن أوكرانيا أصبحت ساحة صراع روسيا والصين ضد الولايات
المتحدة على تغيير النظام العالمي، خاصة أن موسكو وبكين تعتبران الساحة الدولية
مقسمة إلى مناطق نفوذ.
وقالت
الصحيفة إنه بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن التوتر مع كييف يخدم هدف الاعتراض
على "أمريكانا باكس" (السلام الأمريكي)، الذي تشكل واستقر بعد الحرب
العالمية الثانية.
وأضافت:
"بوتين الشخص الوحيد الذي يعرف إذا كانت الأزمة في أوكرانيا ستتطور إلى تصعيد
عسكري أو إلى حل سياسي".
واعتبرت
أن الرئيس الروسي لا يمكنه معرفة سوى ما ستكون عليه المرحلة القادمة التي ستتخذها موسكو،
كما أنه لا يستطيع أن يقدر استمرار تسلسل الأحداث.
واعتبرت
أن العلامات الظاهرية تدل على أن بوتين اجتاز نقطة اللاعودة، وفي حسابات الربح
والخسارة، السياسية والاقتصادية، توصل إلى استنتاج بأنه في الغزو سيكسب أكثر مما
سيكسب عند تجنبه، الأمر الذي سيفسر كخضوع لضغط الولايات المتحدة.
اقرأ أيضا: FP: حرب أوكرانيا-روسيا ستعرض الأمن الغذائي العالمي للخطر
وتابعت:
"توجد حلول دبلوماسية معروفة للأزمة، ولأنها ليست قريبة بصورة جوهرية كي تكون
محتومة ربما يجب البحث عن تفسير خارج أوكرانيا نفسها".
وأشارت
إلى أن الطرفين تمترسا في مواقفهما عقب جولة محادثات دبلوماسية، حيث أعلن بايدن أن
الثمن الاقتصادي الذي ستدفعه روسيا بسبب الغزو سيكون باهظا، في حين يواصل بوتين
التهديد عن طريق تعزيز قواته في منطقة الدونباس شرق أوكرانيا.
ولفتت
إلى أن روسيا لم تعترف في أي يوم في الحقيقة باستقلال أوكرانيا، وبوتين يريد إعادة
روسيا إلى مكانتها كدولة عظمى، أو على الأقل كلاعبة رئيسية في الساحة الدولية.
ونبهت
إلى أن الصين وروسيا لاحظتا في العقد الماضي وجود مصالح مشتركة واتحدتا حول مبدأ
منظم فوق استراتيجي، الذي يرى في النظام العالمي ما بعد الحرب العالمية الثانية
(السلام الأمريكي) تهديدا لمكانتها.
وبينت
أن "الصين وروسيا، رغم الفجوات الضخمة في قوتهما، تعتبران العالم مقسما إلى
مناطق نفوذ واضحة، كما يوجد بينهما اتفاق يتمثل في أنه محظور تقويض هذا التقسيم".
ووفق
تحليل الصحيفة من وجهة نظر العلاقة بين روسيا والناتو أو رغبة بوتين في أن يعيد
لبلاده مكانتها السابقة، حتى لو كان بشكل جزئي، تصعب رؤية أين يمكن لموسكو أن تسجل
إنجازات، مشيرة إلى أن بوتين عزز التحالف وأعطاه سببا وجوديا لعقد آخر على الأقل.
وإذا
كان هدف بوتين هو تعزيز روسيا فإن الضرر الاقتصادي الذي سيلحق بها في أعقاب الغزو،
يمكن أن يكون أكبر بسبب عقوبات الولايات المتحدة، لذلك، بقي تفسير سياسي معقول
واحد وهو أن بوتين قد ربط روسيا بالصين لعقود كثيرة قادمة، وهو يقدر بأن الطريق
لتحسين مكانتها يمر بتغيير النظام العالمي.
تل أبيب تستعد لهجرة عشرات آلاف اليهود من أوكرانيا
قلق إسرائيلي من مناورة روسية سورية جوية مشتركة
دبلوماسي إسرائيلي يحذر من نشوب حرب باردة: خطر علينا