حذر دبلوماسي إسرائيلي، من خطر نشوب حرب باردة جديدة بين القوى العظمى في العالم، معتقدا أن "مثل هذه الحرب لا تبشر بخير للاعبين الثانويين بما فيهم إسرائيل".
ونبه السفير الإسرائيلي
الأسبق في الولايات المتحدة، زلمان شوفال، في مقال بصحيفة "معاريف"
العبرية، إلى أن هناك العديد من الأحداث التي تجري في المحيط "تقض مضاجعنا"، بحسب وصفه..
الأول، هو "تواصل
اندفاع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، نحو استئناف الاتفاق النووي مع إيران،
الأمر الذي يمسك بلباب إسرائيل دون سياسة واضحة باستثناء تصريحات متبجحة زائدة".
أجواء الحرب
وأما الثاني، فهو
"انتشار أجواء الحرب الباردة في العالم، حيث تقف أمريكا مع حلفائها
(أوروبا منبطحة كعادتها) في طرف، وفي الطرف الآخر تقف روسيا والصين.. وفي هذه
اللحظة يتركز الاهتمام الدولي على المواجهة بين روسيا وأوكرانيا. ورغم أن النشاط
الروسي في هذا السياق يتركز ظاهرا محليا وبشكل محدود، فإن آثاره المحتملة تضع في
اختبار ملموس علاقات القوى ومدى تصميم الطرفين، ومن ذلك يستخلص لاعبون آخرون
الاستنتاجات أيضا".
وقال السفير: "صحيح أن
المواجهة ليست أيديولوجية بالمعنى الذي كان في الماضي؛ بين الشيوعية والديمقراطية،
ولكنه يتعلق بالذات في ’كيف يعرف كل طرف جوهر الحكم‘.. الصين تعطي النبرة في الجانب
المناهض للديمقراطية، وروسيا وبضع دول أخرى في أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية تقف
خلفها؛ وهذا نهج يرد مبادئ الديمقراطية الليبرالية التي تضم: قواعد السوق الحرة،
وحكم القانون، وحقوق الإنسان، والقيم التي كانت الخط الموجه والهدف المعلن لمعظم
العالم في الـ75 سنة بعد الحرب العالمية الثانية".
اقرأ أيضا: NYT: هذه خيارات عقوبات أمريكا ضد روسيا إذا غزت أوكرانيا
ورأى أن "الصين بدلا
من ذلك، تتطلع لقيادة نظام عالمي جديد يقف بمركزه الدول وحكامها، وبالطبع ليس
بمفهوم الفيلسوف الألماني يوهان هيردر الذي رأى في الدولة إطارا لضمان حرية الفرد،
بل كنهج يفرض إمرته على كل مستويات الحياة، بما في ذلك المؤسسات الثقافية
والاجتماعية والقوانين والتكنولوجيا وما شابه؛ بمعنى أن الكل أداة لخدمة الحكم
المركزي".
ولفت شوفال إلى أنه
"عندما ينظر زعماء الصين وروسيا لما يجري في واشنطن، وفي الخلفية الاجتماعية نجد
الثقافة والسياسية في أمريكا إضافة لعملية الانسحاب من أفغانستان، فهم يستنتجون أن
أيام أمريكا كقوة عظمى متصدرة في العالم انتهت وأن المستقبل لهم، وفقا لشعار ’الشرق يصعد، الغرب يهبط‘".
حوار الطرشان
وتابع: "حتى لو كان
هذا الاستنتاج مغلوطا ومتسرعا، فإن هذا من شأنه أن يؤدي إلى نتائج تعرض للخطر السلام
العالمي.. بالنسبة للمسألة الأوكرانية، وكذا بالنسبة لعدة مواضيع أخرى، أجريت
مكالمتان بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي جو بايدن، يمكن تعريفهما
كحوار الطرشان، ولكن في أعقاب ذلك، بدأت في أوروبا محادثات بين وفود دبلوماسية
للطرفين للبحث في أزمة أوكرانيا وجملة أمور موضع خلاف".
ونوه إلى أنه "على رأس
سلم الأولويات العالمي يجب أن تكون الصين وليس روسيا وأوكرانيا، فلدى الصين خططها
الجغرافية السياسية ذات الهيمنة، بما في ذلك إمكانية السيطرة على تايوان، التي
تعهدت واشنطن بالدفاع عنها".
اقرأ أيضا: صحيفة إسبانية: 3 سيناريوهات لحروب قد تنشب في 2022
وبالعودة إلى روسيا، فقد أفاد السفير بأن "إحدى نتائج الانسحاب الأمريكي من الشرق الأوسط، والذي بدأ في عهد باراك أوباما ونال الزخم في عهدي دونالد ترامب وبايدن، كان تموضع روسيا في منطقتنا".
وأكد أن "حكومة
إسرائيل السابقة (برئاسة بنيامين نتنياهو) استغلت الوضع الجغرافي السياسي الجديد
بنجاح كبير لتحقيق مصالحها الأمنية في سوريا وفي أماكن أخرى، فروسيا ليست حليفة
مثل أمريكا، لكنها شريكة براغماتية، وفي هذه المرحلة على الأقل، فإن الحكومة الحالية
(برئاسة نفتالي بينيت) لم تفوض هذا الإنجاز".
وقدر شوفال، أن "الوضع
قد يتدهور إذا ما أصبح الشرق الأوسط مرة أخرى موضوعا في الحرب الباردة المحتملة،
مثلما كان في عهد الاتحاد السوفياتي، وبالنسبة للصين، فإن هذه إشكالية موجودة منذ
الآن، ومثال على ذلك التعهد الإسرائيلي بأن تبلغ واشنطن مسبقا باتفاقات
اقتصادية معينة مع الصين".
وخلص السفير إلى أن
"السحب القاتمة التي تشير إلى إمكانية نشوب حرب باردة جديدة بين القوى العظمى،
لا تبشر بالخير للاعبين الثانويين أيضا بما فيهم إسرائيل".
مخاوف إسرائيلية من تجنيد الصين للمواهب.. استقطاب علني وسري
تحذير إسرائيلي من هجوم ضد "نووي إيران".. النتائج كارثية
قراءة إسرائيلية في تكثيف القصف بسوريا.. ما دور روسيا؟