شهدت
عدة مناطق بتونس تظاهرات حاشدة للمتعطلين عن العمل، بعد رفض الرئيس التونسي
قيس سعيد تنفيذ القانون 38، المتعلق بالأحكام
الاستثنائية للانتداب في القطاع الحكومي لمن تجاوزت بطالتهم 10 سنوات.
وأكد
سعيد بعد لقاء جمعه بعدد من المتعطلين عن العمل، أن "القانون وضع في تلك الفترة
لاحتواء الغضب وليس للتطبيق أو للتنفيذ".
وتظاهر
مساء الجمعة، عشرات العاطلين عن العمل بمحافظة قفصة جنوب غربي تونس؛ احتجاجا على ما
اعتبروه "تراجع" رئيس البلاد، قيس سعيّد، عن مساندتهم.
ورفع
المتظاهرون شعارات على غرار "خدّمونا خدّمونا ولا هزوا وقفونا" (نريد التوظيف
أو أوقفونا في السجون)، وغيرها.
وقال
حساب "من تونس ضد الانقلاب"؛ إن المحتجين اقتحموا مقر ولاية قفصة، كما
اقتحم محتجون مقر ولاية القصرين.
يأتي
ذلك، بعد لقاء جمع سعيد مساء بوزير التشغيل والتكوين المهني، نصر الدين النصيبي تطرقا
خلاله إلى القانون 38 الصادر في 13 آب/ أغسطس 2020.
ويتعلق
القانون المذكور بالأحكام الاستثنائية للانتداب في القطاع الحكومي لمن تجاوزت بطالتهم
10 سنوات.
كما
شهدت مناطق سيدي بوز زيد والقصرين تظاهرات مماثلة.
وكان
سعيد قد التقى أيضا ظهر الجمعة مجموعة من الشباب المتعطلين عن العمل الذين تجاوزت بطالتهم
عشر سنوات.
وأكد
سعيد خلال اللقاء أن "القانون وضع في تلك الفترة لاحتواء الغضب وليس للتطبيق أو
للتنفيذ، وأن الوظيفة العمومية لا يمكن أن تستوعب المزيد من الموظفين،" وهو ما
يعتبره المحتجون تراجعا منه عن تنفيذ القانون.
"عربي21" تكشف التفاصيل
"عربي21"، التقت إحدى الشابات اللاتي التقين الرئيس سعيد ضمن وفد المتعطلين عن العمل، التي
كشفت عن ما دار في الاجتماع.
وقالت
هناء بوحرس من محافظة الكاف (شمال غرب)؛ إن اللقاء تناول القانون 38 الخاص بتشغيل العاطلين
عن العمل الذين طالت بطالتهم.
وكشفت
أن الرئيس كان قراره واضحا، وهو أنه لن يطبق القانون. وذلك
رغم محاولات إقناعه، وأن الآلاف من المعطلين ينتظرون في الخارج.
وأكدت
هناء أن الإجابة الوحيدة للرئيس كانت: "المنظومة فاسدة وسيقوم بالإصلاح".
وكشفت
هناء أن اللقاء مع الرئيس حضره أحد أفراد تنسيقية الرئيس، على الرغم من رفض المتعطلين
لحضوره، وعلى الرغم من عدم ورود اسمه في القائمة التي تم تجهيزها للذين سيلتقون الرئيس.
واستغربت
هناء بشدة لقاء الرئيس للعدد من المنسقين لحملته الانتخابية قبل اللقاء مع
المتعطلين.
وكشفت
الشابة هناء أنه خلال اللقاء، قال الشاب لطفي رمضاني (أحد منسقي حملة الرئيس وهو
متعطل عن العمل): "نحن معك سيدي الرئيس ونساندك، حركة النهضة قامت بوضع الفصول
(3،2،4) حتى لا يطبق القانون".
وأضافت:
"وزير التشغيل قال لنا بالحرف الواحد: "لا توجد أي وظيفة لأن تونس في حالة
إفلاس، ولن تكون هناك انتدابات في الوظيفة العمومية لسنوات أخرى، نحن لا نملك أموالا حتى لدفع الأجور الآن".
من جهته
وصف الناطق الرسمي باسم المشمولين بالقانون عدد 38 العاطلين عن العمل حسام سعيدية في
تصريح خاص لعربي 21"، أن قرار الرئيس قيس سعيد عدم تفعيل القانون يعتبر الضربة
القاضية بالنسبة للمتعطلين، خاصة أن الرئيس كان قد صادق على القانون ونشر بالرائد
الرسمي".
وتابع
سعيدية: "نذكرك سيدي الرئيس، أنت صادقت على القانون لو كنت صادقا مع المعطلين
ولم تكن تلعب للشعبوية مثل الأحزاب الفاسدة، وهو في حد ذاته لو لم يكن من الفاسدين
لأرجعه لمجلس النواب".
وتوجه
الشاب سعيدية للرئيس: "لسنا فئران تجارب، من لديه أحلام سياسية فليمارسها بعيدا
عن المتعطلين".
وأكد
حسام سعيدية أن اللقاء الذي جمع الرئيس بممثلين عن المتعطلين، حضره أحد أعضاء تنسيقيات
الرئيس.
وشدد
الناطق باسم المتعطلين: "سيطبق القانون كلفنا ذلك ما كلفنا، سنتحاور ونتشاور في
الخطوات التصعيدية".
والثلاثاء،
أظهرت بيانات للمعهد التونسي للإحصاء ارتفاع معدل البطالة في السوق المحلية، إلى
18.4% خلال الربع الثالث من 2021، مقابل 17.9% خلال الربع الثاني من العام نفسه.
تأخر خارطة الطريق بتونس يشي بغيابها ويعمق الأزمة
الآلاف يتظاهرون ضد سعيّد.. وانتشار أمني بمحيط البرلمان (صور)
إيران تعلن استئناف "الزيارات الدينية" إلى سوريا.. لماذا الآن؟