علمت
"عربي21" من مصادر عسكرية يمنية، أن قوات حكومية بدأت بالانسحاب من مناطق
ومواقع عدة جنوب وشرق محافظة
الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، غربي
اليمن.
وقالت المصادر، التي
تحفظت على ذكر أسمائها، إن القوات المشتركة (ألوية العمالقة والألوية التهامية
والمقاومة الوطنية) المتمركزة في عمق مدينة الحديدة، تلقت توجيهات بالانسحاب من
المناطق والمواقع التي تتمركز فيها، إلى منطقة الحيمة، جنوبي المدينة الساحلية.
وأضافت المصادر أن
القوات المتمركزة في مناطق كيلو 16 وكيلو 7، ومدينة الصالح (مدينة سكنية)، شرق وشمال شرق
مدينة الحديدة، أكدت أنها تلقت توجيهات من التحالف بالانسحاب من تلك المناطق.
وأشارت المصادر إلى أن
القوات المشتركة التي تشرف عليها دولة الإمارات، في مديرية الدريهمي الساحلية،
جنوبي مدينة الحديدة، بدأت بالانسحاب منذ صباح الأربعاء، وسحبت 80 في المئة من
مقاتليها ومعداتها، بناء على التوجيهات التي وصفت بـ"الغامضة".
وفي مقابل سحب القوات
المشتركة المحسوبة على الحكومة اليمنية المعترف بها، أكد أحد المصادر أن
الحوثيين
يحشدون قواتهم العسكرية داخل مدينة الحديدة، تزامنا مع بدء القوات الحكومية
الانسحاب من مديرية الدريهمي، في مشهد ضبابي، تحوم حوله علامات استفهام عدة.
فيما أفاد مصدر ثان
لـ"عربي21"، بأن معارك اندلعت بين الطرفين، منتصف ليل الأربعاء/ الخميس
(حسب التوقيت المحلي) في منطقة الفازة الواقعة في مديرية التحيتا، جنوبي الحديدة،
في مسعى من الحوثيين لقطع الطريق الذي يربط المديريات الجنوبية بمركز المدينة، أمام
الوحدات العسكرية الحكومية المنسحبة من شرق وشمال شرق وجنوب المحافظة الساحلية على
البحر الأحمر.
ولم تقدم المصادر
تفسيرات لعملية الانسحاب التي بدت مفاجئة ومثيرة للقوات الموالية للحكومة المعترف
بها، أو دوافع ذلك، وعلاقة ذلك بزيارة المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس
غروندبرغ، إلى مدينة المخا الاستراتيجية، غربي محافظة تعز، جنوب غربي اليمن، في
وقت سابق من يوم الأربعاء.
وكان المبعوث الأممي
إلى اليمن، قد وصل مدينة المخا، التي يقع فيها مقر قيادة القوات المشتركة في
الساحل الغربي، في زيارة بدأها في الأيام القليلة الماضية للبلاد، حيث التقى بقائد
قوات "المقاومة الوطنية" المنضوية ضمن القوات المشتركة، العميد، طارق محمد
عبدالله صالح.
وبالتزامن مع زيارة
غروندبرغ إلى المخا، نفذ الحوثيون هجوما صاروخيا، قال المتحدث العسكري باسمهم،
يحيى سريع، مساء الأربعاء، إنه استهدف معسكرا تدريبيا لما اسماه "العدو"
هناك.
وفي ديسمبر/كانون أول
2018، وقعت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين اتفاقا في السويد، يقضي بوقف جميع
العمليات القتالية في محافظة الحديدة، وتنفيذ انسحابات وإعادة انتشار لقوات
الطرفين، بإشراف من بعثة أممية.
وتتبادل الحكومة
و"الحوثي" اتهامات متكررة بخرق اتفاق وقف إطلاق النار في الساحل الغربي،
الذي تشرف عليه لجنة أممية أُنشئت لتنسيق إعادة الانتشار في الحديدة، بموجب
الاتفاق الموقع في العاصمة السويدية ستوكهولم، في 13 كانون الأول/ ديسمبر 2018.