قتل قائد عسكري بارز بالجيش اليمني، مساء الجمعة، في المعارك الدائرة مع مسلحي الحوثي في مديرية العبدية، بمحافظة مأرب، شمال شرق البلاد.
وكان الحوثيون في وقت سابق اليوم، سيطروا على مركز مديرية العبدية، بعد حصارها لأكثر من ثلاثة أسابيع، وانسحاب قوات الجيش المتمركزة فيها إلى القرى والمرتفعات في المناطق الأخرى في المديرية.
وأفاد مصدر يمني مطلع، بأن قائد اللواء 159 التابع للجيش الوطني، العميد عبدالحكيم الشدادي، قتل مع مجموعة من القيادات العسكرية باللواء مع اشتداد المواجهات مع الحوثيين، فيما تبقى من مناطق والبلدات في المديرية.
وقال المصدر المطلع من مأرب لـ"عربي21"، مساء اليوم؛ إن الحوثيين بعد سيطرتهم على مركز مديرية العبدية، واصلوا هجومهم المكثف على ما تبقى من مناطق تتمركز فيها القوات الحكومية ومقاتلو المقاومة الموالية لها، وسط وشمال وغرب المديرية.
والعميد الشدادي، هو نجل قائد المنطقة العسكرية الثالثة السابق، اللواء عبدالرب الشدادي، الذي قتل في معارك مع الحوثيين في العام 2016.
وأشار المصدر ذاته إلى أن المديرية تعيش حصارا خانقا من جميع الاتجاهات، منذ 25 يوما، مع استمرار المعارك مع القوات الحكومية، التي تعاني حاليا من نفاد الذخيرة وقلة العتاد لمواصلة الصمود أمام هجوم الحوثيين.
اقرأ أيضا: التحالف يشن حملة عنيفة إثر سقوط "العبدية" بيد الحوثيين
"كارثة إنسانية"
فيما قالت المحامية والناشطة اليمنية، هدى الصراري؛ إن المدنيين والنازحين في مديرية العبدية، يعانون حصارا خانقا، يسببه الهجوم المستميت من قبل مليشيا الحوثي على محافظة مأرب، الذي يهدد الأمن الإنساني لأكثر من 2 مليون نازح فيها، بالإضافة إلى السكان المدنيين.
وأضافت في تصريح خاص لـ"عربي21" أن هذا الحصار على العبدية ينذر بكارثة إنسانية لما يقارب ٣٥٠ أسرة نازحة، بالإضافة إلى انتشار الأمراض والأوبئة نتيجة شرب ٣٥٠٠ شخص مياها ملوثة وحرمانهم من وصول الغذاء.
وتابعت الصراري: "حياة 9 آلاف و 827 طفلا، مهددة جراء الحصار، و4 آلاف و500، تهددهم المجاعة، فيما تفتقر 3 آلاف و٤٥١ امرأة للعناية الصحية والوصول للعلاج، بالإضافة إلى ٤٠ مريضا يعانون فشلا كلويّا وسرطانا، محرومين من التطبيب والعلاج".
وأشارت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة الشجاعة والصحوة الدولية: للأسف، فإن تشديد الحوثيين واستمرار هجومهم على مديريات مأرب وحصارها، ينذر بكارثة إنسانية وشيكة في ظل تفرج المجتمع الدولي واشتداد المعارك فيها.
واتهمت الناشطة الصراري، الحوثيين بعدم السماح للمدنيين بالخروج والنجاة بحياتهم، في الوقت الذي تم الإعلان عن مديرية الجوبة منطقة عسكرية، من ثم أصبحت حياة المدنيين والنازحين مهددة.
ودعت الصراري الدول الراعية لعملية السلام في اليمن والمبعوثين الأممي والأمريكي، إلى الضغط على الحوثيين وإيقاف استهدافهم لمأرب والسماح للمدنيين بالخروج وفتح ممرات آمنة لدخول المساعدات الغذائية والطبية، بإشراف أممي ووجود اللجنة الدولية للصليب الأحمر وبعثة الأمم المتحدة في المناطق المستهدفة.
كما طالبت الحكومة المعترف بها، بالتحرك دبلوماسيا في هذا الاتجاه ومخاطبة المنظمات والبعثات الأممية كافة، بالتحرك والضغط على مليشيا الحوثي لإيقاف استهداف المدنيين بالصواريخ الباليستية والطيران المسير والمقذوفات، وتفادي المناطق المأهولة بالسكان.
العبدية، مقاطعة تقع في الريف الجنوبي من مدينة مأرب، ويقطنها 35 ألف شخص، يرزحون تحت حصار
خانق فرضه الحوثيون منذ أواخر أيلول/سبتمبر الماضي، على وقع معارك ضارية مع قوات تابعة للجيش اليمني.
والأربعاء، أعلنت السلطات الصحية في مدينة مأرب، المديرية، منطقة منكوبة، حيث تعيش مأساة إنسانية جراء الحصار المطبق، وقصف المستشفى الوحيد فيها، حيث لا يمكن التنبؤ عن حجم المعاناة الإنسانية التي قد تحدث في ظل استمرار القصف للقرى والمساكن.
التحالف يشن حملة عنيفة إثر سقوط "العبدية" بيد الحوثيين
ضحايا القتال باليمن 235 خلال شهر.. وأزمة إنسانية بمأرب
كشف قضايا فساد في السعودية.. تورط ضباط وموظفين بينهم نساء