استبعد
مؤرخ
إسرائيلي، إمكانية أن تساهم حكومة الاحتلال برئاسة نفتالي بينيت في حل المشاكل
التي تعصف بزعيم النظام
المصري الحالي عبد الفتاح
السيسي، وفي مقدمتها أزمة
سد النهضة
الإثيوبي.
وأوضح
المؤرخ إيال زيسر في صحيفة "إسرائيل اليوم"، أن لقاء السيسي مع بينيت الأسبوع
الماضي، "احتل عناوين الصحف في إسرائيل، ليس بسبب مضمونه بل لمجرد انعقاده، فهو
اللقاء العلني الأول منذ أكثر من عقد على أرض مصرية".
وأضاف:
"مع ذلك، فإن هناك في إسرائيل من سعى ليرى في اللقاء تعبيرا عن تحسن في العلاقات بين
الجانبين، بل وعن رغبة مصرية لتطويرها وتوثيقها، وأعرب هؤلاء عن أملهم في أن تتجند مصر
بمساعدة إسرائيل في الجبهات المختلفة؛ في العمل المشترك لإسرائيل ومصر على حد سواء،
في وجه حماس في غزة وتطلعات إيران الإقليمية، غير أنه تبين أن قلب مصر يوجد في مكان
آخر، ويشغل بال السيسي موضوع آخر يقف على رأس سلم أولوياته".
ونوه
زيسر، إلى أن "السيسي طرح في حديثه مع بينيت مسألة سد النهضة الذي تقيمه إثيوبيا،
ومن شأنه أن يمس بضخ مياه النيل لمصر"، موضحا أن "تصميم إثيوبيا على التقدم
في بناء السد تسبب في أزمة غير مسبوقة في علاقات القاهرة وأديس أبابا، لدرجة التخوف من
نشوب مواجهة عسكرية".
وقال: "مرة أخرى يؤدي إقامة سد على النيل إلى حرب، فقبل نحو 65 سنة، كان هناك سد أسوان
الذي سعت مصر لإقامته جنوب مصر، بعد أن رفضت دول الغرب طلبهم لتمويل إقامة السد، وأمّم
الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر قناة السويس، التي كانت في حينه بملكية بريطانية–فرنسية، وردا على ذلك، خرجت بريطانيا وفرنسا في هجوم على مصر، وانضمت إليهما إسرائيل
التي خرجت لحملة السويس".
ونبه
المؤرخ إلى أنه "في هذه المرة انقلبت الخواطر، إثيوبيا هي التي تقيم سدا هائل
الحجم، يسعى لتخزين مياه النيل"، مؤكدا أن "كل الجهود للتوسط والمصالحة بين
الدولتين، بل وتدخل مجلس الأمن، فشلت، والآن تقترب إثيوبيا بخطوات كبرى لإكمال السد
وتفعيله".
وأشار
إلى أن "مصر بقيت وحدها في مواجهة إثيوبيا، ودول أفريقيا غير معنية بالتدخل في
النزاع، الدول العربية تجر الأرجل، فيما أن القوى العظمى، مثل روسيا أو الصين، تبث
عطفا على القاهرة، ولكنها غارقة حتى الرقبة في مشاريع غنية بالتمويل والربح في إثيوبيا".
وسلط
الضوء على اتهامات جرى الحديث عنها في القاهرة لتل أبيب، "كأنها التي تقف خلف خطط إقامة
السد من أجل المس بمصر، أما الآن فتهب رياح جديدة في مصر، وكما قيل على لسان السيسي
بعد اجتماعه مع بينيت: "لقد تحقق تفاهم بين الزعيمين، واتفقا على العمل معا لحل
المشكلة التي تعدها مصر مسألة حياة أو موت".
ولفت
زيسر إلى أن "مصر تتوقع من إسرائيل أن تتجند لمساعدتها في حل مشكلة السد، غير
أن هذا توقع حقيقي تقريبا مثلما هو التوقع في إسرائيل بأن تقود مصر العالم العربي في
صراع مع إيران ووقف حكم حماس"، مضيفا أنه "ينبغي أن يكون واضحا لبينيت والسيسي
ما الذي يمكن أن يفعله كل طرف لمساعدة الآخر".