قال خبير عسكري ليبي، إن تحركات المعارضة التشادية المسلحة في الجنوب الليبي، وانطلاقها باتجاه العاصمة التشادية، بهدف الإطاحة بنظام "إنجامينا"، لها آثار خطيرة على الأمن الليبي.
وحذر العقيد طيار، عادل عبد الكافي في حديث خاص لـ"عربي21" من أن خسارة المعارضة للهجوم الواسع على نظام الرئيس، إدريس ديبي في إنجامينا، سيكون له آثار "كارثية" على ليبيا.
وأوضح الخبير قائلا، "حال خسرت المعارضة معركتها للسيطرة على العاصمة، ستجد نفسها مضطرة للعودة إلى الخطوط الخلفية التي انطلقت منها أي الأراضي الليبية، مما يدفع بها إلى مزيد من التحشيد والتجنيد، ومحاولة السيطرة على الحقول النفطية وبعض المدن في الجنوب".
وكانت الولايات المتحدة قالت إن مقاتلين متمردين في تشاد تحركوا صوب العاصمة إنجامينا وأمرت موظفيها غير الأساسيين بمغادرة هذا البلد محذرة من احتمال اندلاع أعمال عنف.
وقال متحدث باسم جبهة التغيير والوفاق المتمردة في تشاد إن مقاتليها "حرروا" إقليم كانم الواقع على بعد نحو 220 كيلومترا من العاصمة ولكن الحكومة نفت ذلك.
تورط حفتر والإمارات
وحول الجهة التي تدعم المعارضة التشادية قال عبد الكافي: "هؤلاء حصلوا على أسلحة ثقيلة وعتاد عسكري من اللواء المتقاعد خليفة حفتر ومن خلفه الإمارات وبعض الدول الداعمة، وحفتر سمح لهم بالتمركز في الجنوب واتخذوه منطلقا لهجماتهم ومعاركهم".
وتابع: "هؤلاء يمارسون عمليات الحرابة لكل من يقدم لهم الدعم، وهنا أقصد خليفة حفتر الذي كان يمنحهم الأموال وجميع صنوف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة ليضمن ولاءهم".
اقرأ أيضا: الجيش التشادي يعلن "تحييد" 300 مسلح من المعارضة غرب البلاد
ولفت إلى أن قوات المعارضة التشادية "تهدد أمن واستقرار ليبيا من جهة الحدود الجنوبية، ولم يعد التهديد يقتصر فقط على ليبيا، بل إن التهديد يطال دول الجوار أيضا، وبالتأكيد هذه الدول سيكون لها موقف من النظام السياسي القائم في ليبيا، ولا أستبعد أن تقوم تشاد بملاحقة المعارضة داخل الأراضي الليبية ما يعني مزيدا من الفوضى المسلحة، ونحن لا نريد أن نصل إلى هذه الحالة".
حدود مفتوحة
الجماعات التشادية
وبحسب تقرير لفريق الخبراء الأممي المعني بليبيا الصادر في آذار/ مارس الماضي، تتمركز في جنوب ليبيا جماعات مسلحة تشادية أصبحت جزءًا من الحياة الاجتماعية فيها، كما أن مدنًا مثل هون ومرزوق، تشهد إقامة عدد متزايد من المسلحين التشاديين بها.
وتتمركز ما يسمى "جبهة التغيير والوفاق في تشاد"، (FACT)، على الأراضي الليبية في منطقة الجفرة التي تسيطر عليها قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وقامت مؤخرا بتوسيع معسكراتها بحسب تقرير صدر مؤخرا عن الأمم المتحدة.
فيما يتمركز "مجلس القيادة العسكرية لإنقاذ الجمهورية" (CCMSR)، في المنطقة الحدودية بين ليبيا وتشاد في منطقة كوري بوغودي، وتشير مصادر فريق الخبراء الأممي إلى أن عناصر المجموعة يشغلون ما لا يقل عن 100 مركبة في المنطقة الحدودية.
أبرز التحديات التي تواجه ليبيا في الذكرى الثانية لهجوم حفتر
ما الذي يجعل ملف المرتزقة في ليبيا يستعصي على الحل؟
هل يعجل اغتيال الورفلي برحيل حفتر عن المشهد الليبي؟