ملفات وتقارير

كيف ستؤثر رئاسة ترامب أو بايدن على قضايا الدفاع في أوروبا؟

تحدث مراقبون عن احتمالات جادة بانسحاب ترامب من تحالف الناتو في ولايته الثانية- جيتي

يواجه رئيس الولايات المتحدة المرتقب، منافسة متزايدة مع روسيا والصين من أجل الهيمنة العسكرية، وسيكون أمامه دعوات قاسية في ما يتعلق بالسياسة العسكرية خلال الفترة المقبلة، إلى جانب اتخاذ نهج يتعلق بقضايا الدفاع التي ستؤثر على أوروبا.


واستعرض تقرير نشرته قناة "يورونيوز" الأوروبية وترجمته "عربي21"، النهج المحتمل للرئيس القادم، سواء الرئيس الحالي دونالد ترامب، أو المرشح الديمقراطي جو بايدن.


ترامب والناتو


وأشار التقرير إلى أن ترامب منذ توليه منصبه، اتخذ نهجا عدائيا، يتعلق بمسألة الدفاع، التي أثارت قلق الحلفاء التقليديين في أوروبا، موضحا أنه "هدد بالانسحاب من الناتو، إذا لم يعزز الأعضاء الإنفاق العسكري، وطالب أعضاء الناتو بإنفاق ما لا يقل عن 2 بالمئة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، بحلول عام 2024".


وتعتقد الباحثة ريبيكا ليسنر أن هناك احتمالات جادة، بانسحاب ترامب من تحالف الناتو في ولايته الثانية، رغم أن ذلك غير مضمون بشكل قاطع، مبينة أن "هناك فرصة كبيرة، لأن العديد من حراس الأمن والكثير من الأشخاص الذين تحدثوا معه فعليا عن القيام بذلك في فترته الأولى، لن يكونوا موجودين في ولايته الثانية".

 

اقرأ أيضا: قراءة إسرائيلية: بايدن لن يتوقف عن دعم تل أبيب حال فوزه


وتابعت ليسنر: "سيشعر ترامب بالجرأة، للاعتماد أكثر على غرائزه، وبدرجة أقل على مستشاريه"، منوهة إلى أن ترامب كان لديه "مؤسسة جمهورية" في وقت مبكر من ولايته الأولى، لكنها لم تعد موجودة في الوقت الحالي.


بايدن والناتو


ورجحت ليسنر أن إدارة بايدن ستتلقى دعوات من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، من أجل زيادة تقاسم الأعباء في سياق التحالفات الأمريكية المختلفة، وقالت: "أعتقد أننا سنرى نهجا مختلفا عن إدارة ترامب، لأنه مقتنع بأن الولايات المتحدة أقوى، إذا عملت جنبا إلى جنب مع الحلفاء على الصعيد الدولي".


وتوقعت ليسنر أن يكون هناك إعادة تأكيد على هذه التحالفات، إلى جانب محاولة تحديثها، لتصبح "أقل شبها" بآثار الحرب الباردة، وتشبه إلى حد كبير نوع الأدوات الدولية، التي تتناسب مع ملف الدفاع أمام تحديات القرن الأمنية.


وأشارت إلى أن بايدن تحدث عن عقد قمة للديمقراطيات في عامه الأول، ملمحا إلى "اتباع نهج أقل استقلالية من ترامب، وإعطاء الأولوية للحلفاء والشركاء الديمقراطيين، الذين كانوا في قلب السياسة الخارجية الأمريكية.


القوات الأمريكية بأوروبا


وذكر تقرير "يورونيوز" أن ترامب أعلن سحب الولايات المتحدة لحوالي 12 ألف جندي من ألمانيا، مع إعادة نشر نصفهم في أماكن أخرى حول أوروبا، كخطوة استراتيجية دفاعية، تتناقض مع الرؤساء السابقين.

 

اقرأ أيضا: الأمريكيون يختارون الرئيس الـ46 للولايات المتحدة (صور)


وأكدت ليسنر أنه "تم بالفعل وضع الأساس لقرارات مستقبلية من هذا النوع، في حال دخول ترامب المكتب البيضاوي مرة أخرى"، مضيفة أنه "من الصعب معرفة الشكل الذي سيتخذه ذلك بالضبط".


وفي ما يتعلق بخطط بايدن، فإنه سيعمل في اتجاه معاكس، نظرا لأن إخراج القوات الأمريكية من ألمانيا مكلف للغاية، وليس هناك مبرر واضح لذلك، بحسب تقدير ليسنر.


العلاقة مع روسيا


قالت ليسنر إنه "من الصعب تحديد النهج المحتمل تجاه روسيا في ولاية ترامب الثانية، مع وجود اختلافات بين ما استراتيجيته وقناعته الشخصية، في ظل علاقاته الجيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مدى السنوات الأربع الماضية".


ولفتت إلى أن "الانكماش في العلاقات الروسية الأمريكية، سبق الرئيس ترامب، حينما ضمت موسكو شبه جزيرة القرم، وما شكلته من نقطة انهيار".


بينما سيتخذ بايدن موقفا أكثر صرامة تجاه روسيا، مستندا بشكل أساسي على نطاق التدخل الروسي في انتخابات 2020، ما يعني أنه بحال ثبت التدخل، فإن إدارة بايدن ستعاقب موسكو بطريقة أكثر حسما بكثير مما فعلته إدارة ترامب.


الصراعات الأوروبية


وتحدث التقرير عن تكثيف ترامب لجهوده الدبلوماسية الدولية خلال الأشهر القليلة الماضية، بعد تراجع دور الوساطة الأمريكية التقليدية في معظم فترة ولايته الأولى، مبينة أن إدارته بذلت أول جهد علني لها في القتال بإقليم "قره باغ" بين القوات الأرمينية والأذرية.

 

اقرأ أيضا: انتخابات أمريكا.. انقسامات داخلية واستمرار لـ"الترامبية"


وأفاد بأن ترامب حاول التوسط في أوروبا بين دول البلقان (صربيا وكوسوفو)، إلى جانب سعيه للانفتاح الدبلوماسي في أماكن أخرى بالعالم، وتحديدا في ما يتعلق بالعلاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين والسودان.


ومن ناحية بايدن، فإن النزاع الحالي في "قره باغ" أظهر دورا سلبيا لترامب، ما سمح لروسيا بقيادة جهود الوساطة وحماية المدنيين، وبالتالي فإن إدارة بايدن ستعمل على استضافة حوار بين البلدين، بهدف التوصل إلى تسوية سياسية.