وسيم يوسف ويوسف علاونة، هما
الشخصان الأبرز في حملات أبوظبي ضد القضية الفلسطينية؛ فرغم أن وسيم يحمل الجنسية
الإماراتية، إلا أن كليهما من أصول فلسطينية، مما يجعل طعناتهما أعظم إيلاما وأشد
أذى، رغم أن الشعب الفلسطيني تبرأ منهما، ويرفض كل ما يصدر عنهما.
1) وسيم يوسف: لنبدأ بوسيم الذي كان، قبل سنوات
قلائل، يحكم بالفسوق على كل مَنْ لا يرى في الإسرائيليين مفسدين، ولا يؤمن بوجوب
محاربة الكيان الصهيوني ومناصرة الشعب الفلسطيني، ويدعو بالنصر للشعوب في سوريا
واليمن، ويكاد ينفجر حماسة وهو يذكر الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تؤيد
مقولاته. وفجأة، انقلب على كل ما نادى به، فأصبح السوريون واليمنيون شعبين يستحقان
ما جرى لهما من مذابح ودمار، وصار الفلسطينيون مجموعات من الإرهابيين الذين لا
همَّ لهم إلا التخريب والتدمير وإراقة الدماء. وكان انقلابه بسبب إظهار قيادة
أبوظبي لوجهها الحقيقي المُعادي للشعوب وتطلعاتها وآمالها، والرافض للإسلام كهوية
معنوية للشعوب والأفراد، فلم يكن أمامه، وهو تاجر دين محترف، إلا إرضاؤها ولو كان
ذلك في غضب الله وسخطه.
الذي يهمني في أضاليل وسيم، هو أنه يركز
الحديث على الكيان الصهيوني كدولة شرعية، وتغيب فلسطين تماما فلا نراها إلا كطيف
هزيل لا أساس تاريخيا وحضاريا وإسلاميا لها.
ولا يكتفي بذلك، فنراه يعقد مقارنات غير سليمة
بين هذا الكيان الذي يصفه بأنه مثالٌ للإنسانية والتحضر، والعرب والمسلمين الذين
يصفهم بالوحشية والتخلف والهمجية، ويقول إنهم السبب في خراب بلادهم ودمارها.
والأمر الذي تنبغي ملاحظته هو أن وسيم يعمل لترسيخ وجود الكيان في الأذهان، وتطهير
تاريخه من الجرائم التي ارتكبها ولم يزل يرتكبها. وبالطبع، فإن ذلك ينبغي له أمر
آخر هو تزييف المفاهيم الإسلامية الأساسية، فنجد وسيما يدعو للمساواة بين الأديان
السماوية، وينشر تغريدة يتجاور فيها الهلال والصليب والنجمة الصهيونية، وتغريدات
يبثُّ فيها الصهاينة حبه لهم، أو يتحدث عن الجنة وكأنها ملك يديه فيُدخل فيها
الجميع. ويتناسى أن الإسلام يساوي بين البشر مطلقا، لكنه في الجانب الإيماني البحت
لا يقبل بالمساواة بينه وبين ديانات ترفضه وتم تحريفها.
نحن نتفهم، يا وسيم، أن تقول رأيا سياسيا حتى
لو كان مخالفا للعقيدة، ولكننا لا نقبل أن تسنده بتزييف القرآن الكريم والسنة
النبوية، لأن فلسطين وأقصاها ليسا مجرد قضية سياسية وطنية تتلاعب بهما قيادتك،
وإنما هما جزءٌ ضخمٌ من عقيدة الأمة، ولا يمكن لك ولأشباهك من تجار الدين أن
تؤثروا في العقيدة الصحيحة بشأنهما. ورغم ذلك، فإننا نشجعك على الاستمرار في نشر
أضاليلك، لأنك بذلك تُعرِّي الوجه الحقيقي لإمارة أبوظبي، وتوحِّد العرب والمسلمين
ضد كل ما تنادي به وتفعله.
2) يوسف علاونة: هذا الغوغائي هو من نِعَمِ الله
على أمتنا، ومن الأشخاص الذين أتمنى دوام وجودهم؛ لأنه شخصٌ ضحلُ الثقافة، فاجرٌ
في الخصومة، مبتذل في القول والفعل، فساعد بذلك على تعرية الركائز اللاإسلامية
واللاأخلاقية واللاإنسانية التي تقوم عليها سياسات أبوظبي، وزاد في قوة التزام
الشعوب بالقضية الفلسطينية. فهو يخرج علينا في قناة سعودي 24، وفي اليوتيوب
وتويتر، ليدعو إلى التخلي كليا عن فلسطين، ويشتم الشعب الفلسطيني شتما مُقذعا،
ويهاجم بسفاهة كل حر شريف يرفض ما تقوم به الإمارات في كل أرجاء وطننا العربي
الكبير. ونحن لا نتعامل معه كشخص يعبِّر عن رأيه، وإنما كأداة موجَّهة لإثارة
البلبلة والتشرذم، بهدف شغل الشعوب بمعارك جانبية بعيدة عن ساحة المعركة الحقيقية
التي يريد الصهاينة والمتصهينون الاستفراد بالإسلام والعروبة فيها.
3) عبد الخالق عبدالله: الطريف في الزفة
الإماراتية بعد اتفاقها مع إسرائيل هو أن البوق الأكاديمي الإماراتي: عبدالخالق
عبد الله قد أعلن انضمامه رسميا لقافلة التصهين، فخرج علينا بتغريدة تقول إنه كان
صادقا في مواقفه السابقة تجاه فلسطين، ولكنه يؤمن أن قيادة أبوظبي لا تقوم إلا بما
فيه صالح بلاده لذلك فإنه، اليوم، معها. ونقول له، بدورنا: يا عبد الخالق، لم يسمع
أحدٌ بك وبأشباهك إلا حين تمرغتم في أوحال الابتذال والتصهين، فقل ما تشاء، وافعل
ما تريد، فوجودك كعدمه، وفلسطين كانت قبلكم، وستظل بعدكم.
كلمة أخيرة:
ما يثبت قوة أهل الحق، أن تتعالى أصوات أهل الباطل.
(الشرق القطرية)