نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا نقلت فيه عن الفريق القانوني الذي يمثل ولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف، وطلب عدم الكشف عن هويته قوله إن عائلة الأمير لم يسمح لها بزيارته منذ اعتقاله مع الأمير أحمد بن عبد العزيز في آذار/ مارس.
وقال المحامون: "لا يعرفون مكان احتجازه وكل المكالمات معه سطحية، وهذا وضع خطير" و "لا أحد يستطيع رؤيته، ولم تتم توجيه تهم إليه".
وكان ينظر للأمير محمد وأحمد كمرشحين منافسين للأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية الذي هز صعوده السريع إلى السلطة طريقة تداول السلطة التقليدية في البلاد. وعين بدلا من محمد بن نايف، في حزيران/ يونيو 2017 ووضع ابن نايف لفترة تحت الإقامة الجبرية وجرد من كل سلطاته.
وكان الأميران في رحلة بالصحراء عندما اعتقلا في آذار/ مارس حسبما يقول المحامون الذين يمثلونهم.
وزادت المخاوف حول حياة الأمير محمد بن نايف بعدما اتهم مساعده السابق سعد الجبري الأمير بن سلمان بمحاولة اغتياله وقدم ضده دعوى قضائية هذا الشهر في الولايات.
وكشف في الدعوى أن الأمير أرسل فرقة قتل لتلاحقه في منفاه بكندا. وكان الجبري قد اتهم ولي العهد باستهداف عائلته وسجن ابنه وابنته في محاولة للضغط عليه كي يعود إلى السعودية. واعتقلت سارة- 20 عاما، وعمر- 22 عاما، في شهر آذار/ مارس، أي في نفس الفترة التي اعتقل فيها الأميران، وكحال هذين لا يعرف شيء عن مكان اعتقال ولدي الجبري. وبعد تعبير عائلة الجبري عن قلقها على ولديها ومكان اعتقالهما، طلب محمد بن نايف إرسال البيانات البنكية إليه، فيما يعتقد المحامون أنه طلب جاء بالضغط. وقال المحامون إن "ظروفه وحقيقة عدم وجود مصدر مستقل قادر على تأكيد حالته الصحية تعني أن أي طلب يزعم أنه منه يجب التعامل معه بحذر بأنه لا يصدر بناء على رغبته".
وأضافوا أنهم باتوا يخشون على زوجة الأمير محمد بن نايف وابنتيه اللاتي منعن من السفر، ويتم الضغط عليهن من أجل الضغط على ولي العهد السابق.
ولم تعلق الحكومة السعودية بشكل علني على حالتي الجبري أو محمد بن نايف. ونقلت الصحيفة عن مقرب من الديوان الملكي قوله إن السلطات السعودية تتهم الجبري بعدم إنفاق 11 مليار دولار بطريقة جيدة واختلاس ما بين 4 و6 مليارات دولار تم تهريبها خارج البلاد.
وقال الشخص إن نفس الاتهامات وجهت للأمير محمد الذي كان قبل ثلاثة أعوام من أقوى الشخصيات في البلاد وأكثرها شهرة واحتراما في الخارج. واعتبرت عائلة الجبري اتهامات الفساد بأنها سياسية.
ويعترف قادة المخابرات الغربيين بالدور الذي قام به الأمير محمد بن نايف وسعد الجبري في مكافحة المتطرفين الإسلاميين أثناء العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وأقاما صلات قوية مع نظرائهما في واشنطن ولندن.
وعاد الأمير أحمد إلى المملكة بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018 حيث واجهت العائلة أزمة دبلوماسية كبيرة. وقضى الأمير فترة قصيرة في لندن فسرها بعض المراقبين بأنها فترة تنم عن عدم ارتياحه للمسار الذي اتخذته المملكة في ظل الأمير الشاب.
وعند اعتقاله مع الأمير محمد الذي يعاني من مشاكل صحية فإنهما لم يكونا يمثلان تهديدا على فرص محمد بن سلمان للوصول إلى العرش.
ورأى البعض أن اعتقالهما كان بمثابة رسالة لأي من الأمراء الذي يحاولون أو يفكرون بتحدي الأمير. وأنه لن يتسامح مع أي معارضة.
ودعا الأمير إلى إصلاح اقتصاد البلاد وتقليل اعتماده على النفط إلا أنه أرفق هذا بحملات قمع واعتقالات ضد الأمراء ورجال الأعمال والناشطات النسويات والمدونين.
وفي البداية كانت عائلة ابن نايف على اتصال منتظم معه، إلا أن المكالمات أصبحت محدودة حسبما يقول المحامون، مع أنها مراقبة كما يعتقدون.
اقرأ أيضا: هل يفتح الجبري "مستودع الأسرار" السعودي؟ (بورتريه)
للاطلاع على النص الأصلي (هنا)
نجل الجبري يطالب الرياض بالكشف عن مصير أشقائه المحتجزين
MEE: المعركة على السلطة لم تنته بالسعودية.. والجبري مثالا
WP: دعوى الجبري تكشف أن ابن سلمان يحكم بـ"فرق الموت"