نشر موقع "فورين أفيرز" مقالا لأستاذ العلاقات الدولية الأمريكي، غريغوري غوس، يضع فيه خيارات قال إن من الواجب على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اللجوء إليها، لإيقاف الانهيار الاقتصادي الكبير الذي تشهده السعودية.
غوس، وهو أحد المؤيدين لإقامة علاقة استراتيجية بين واشنطن والرياض، قال إن السعودية والدول المصدرة للنفط من الشرق الأوسط، تلقت ضربة موجعة قبل شهور، بسبب تأثير فيروس "كورونا" على أسعار الوقود.
وأوضح أن الخسارة كانت كارثية بشكل أكبر على ولي العهد محمد بن سلمان، وذلك بسبب الوعود التي أطلقها في 2016، عندما زعم أن العام 2020 سيسجل تجاوز السعودية لمسألة ارتباط اقتصادها بالنفط، وسيتمكن السعوديون من العيش دون هذه المادة التي تجني ثمنها مليارات الدولارات.
وبحسب غوس، فإن تصريح وعد آخر أطلقه ابن سلمان ولم يطبّق، وهو وصول الإيرادات غير النفطية إلى 160 مليار دولار، وبدلا من ذلك، ارتفع العجز في موازنة المملكة، ورفعت ضريبة القيمة المضافة من 5 إلى 15 بالمئة.
خياران
يقول غوس، إنه ورغم عودة سعر برميل النفط إلى نحو 40 دولارا، ستبقى السعودية تعاني من أزمة اقتصادية، لا يمكن تخطيها سوى بتنازلات شخصية من محمد بن سلمان.
ووفقا للمقال، فإن إيقاف حرب اليمن، وإيقاف مشروع "نيوم" هو الحل الوحيد لإنعاش الاقتصاد السعودي مجددا، وتعطيل انهياره.
غريغوري غوس، قال إن السعودية لا يوجد لها فرصة حقيقية بهزيمة الحوثيين، وبالتالي فإن الحرب التي كان مخططا لها أن لا تزيد على عدة أسابيع أو شهور، قد تمتد لسنوات طويلة إضافة إلى عمرها الحالي (6 سنوات).
وقال إن السعودية لا شك في أنها ترغب بإنهاء الحرب سريعا، لكن العائق هو أن ذلك يعني انتصارا كبيرا للحوثيين ومن خلفهم إيران.
وبحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، فإن نحو تسعة بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي السعودي يذهب إلى الجيش، والذي بدوره ينفق جل ميزانيته في حرب اليمن.
الشجاعة مطلوبة
قال غوس إنه يجب أن يتحلى ابن سلمان بخطوة شجاعة بالانسحاب من اليمن، على غرار ما فعلته الولايات المتحدة بالانسحاب من فيتنام، وأفغانستان.
وأوضح أنه حتى لو اعتبر ذلك هزيمة عسكرية وسياسية له، فإن تجرع مرارة الهزيمة سيكون حتما أقل ضررا من مواصلة النزيف في اليمن.
ونوّه غوس بأن وقف السعودية لحرب اليمن، لا يعني بالضرورة الانسحاب الكلي منها، إذ تبقى الرياض مؤثرة سياسيا في جارتها.
قرار جريء آخر على ابن سلمان اتخاذه بحسب "فورين أفيرز"، هو وقف مشروع "نيوم" نظرا لتكلفته الباهظة جدا على ميزانية الدولة، مع عدم الوثوق بعوائده على المواطنين (فرص العمل وغيرها).
فرصة متاحة
ذكر غوس أن أكثر من مليون عامل غادروا المملكة في السنوات الأخيرة، ومن المتوقع أن يزيد الرقم بسبب الظروف الاقتصادية السيئة، وارتفاع الضرائب.
وقال إنه برغم الركود الاقتصادي الذي سببته مغادرة العمالة الوافدة، إلا أن محمد بن سلمان أمامه فرصة لاستغلال ذلك في خلق فرص عمل لمواطنيه على المدى الطويل.
وأوضح أن قرارا مثل الانسحاب من حرب اليمن، كان ليتم في العهود السابقة إذ كان الملوك يستمعون للأمراء أصحاب الآراء السياسية، إلا أن الأمير الشاب اليوم لا يعير أحدا من أقاربه أي اهتمام.
لذلك، قال غوس إن الفرصة لا تزال متاحة أمام محمد بن سلمان لمراجعة سياساته التي أضرّت به وببلده كثيرا، لا سيما حادثة مقتل الكاتب جمال خاشقجي.
ترامب والديمقراطيون
نصح غوس، الأمير السعودي الشاب بإعادة النظر في سياساته تجاه الولايات المتحدة، ورئيسها دونالد ترامب.
وقال إنه وبرغم مساعدة ترامب لابن سلمان بإقصاء أبناء عمومته وفي مقدمتهم محمد بن نايف، ومساعدته أيضا في الخروج من أزمة قتل خاشقجي أمام المجتمع الدولي، فإن تلك العلاقة ستضر بالسعودية على المدى البعيد.
وأوضح أن ابن سلمان الذي شكّل علاقة قوية مع ترامب وصهره جاريد كوشنر، عليه التحالف مع الديقمراطيين.
وبيّن أن الديمقراطيين اليوم في مجلس الشيوخ يحاولون تعطيل صفقات بيع الأسلحة إلى الرياض، وينتقدون الحرب في اليمن، وبالتالي على الرياض الابتعاد عن إدارة ترامب لبناء جسور مع إدارة ديمقراطية محتملة نهاية العام الحالي، وذلك في حال فوز جو بايدن بالانتخابات.
للاطلاع على النص الأصلي (هنا)
صفقة استحواذ السعودية على نيوكاسل الإنجليزي تواجه عراقيل
وثائق تكشف محاولة ابن سلمان جلب "الجبري" عبر الإنتربول
صحيفة: لندن تهاجم الصين وتغض الطرف عن الرياض .. لماذا؟