نشر موقع
"ميدل إيست آي" تقريرا لمراسلته في القدس المحتلة أصيل الجندي قالت فيه
إن الفلسطينيين في القدس يشعرون بالخيانة من الإمارات مع الاحتلال ولكنهم ليسوا
مندهشين.
وقال التقرير الذي ترجمته "عربي21" إنه ومنذ
الإعلان الرسمي في يوم الخميس عن الاتفاق
الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل والإمارات تتالت الأخبار عن مشاريع وفرص جديدة
بين البلدين. وكان من الإعلانات الإثنين عن دعوة الرئيس الإسرائيلي روفين ريفيلن
لولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد لزيارة
القدس.
ورفض
الفلسطينيون اتفاق التطبيع بشكل واسع إلا أن الفلسطينيين في القدس المحتلة شعروا
بتخلي العرب عن مدينتهم التي ظلت بوتقة للتوتر حول أهميتها الدينية والجيوسياسية.
واجتمع سكان
القدس يوم الجمعة في المسجد الأقصى وداسوا على صور محمد بن زايد ووصفوه بالخائن.
وبالنسبة للفلسطينيين الذين واجهوا نكسات في ظل إدارة دونالد ترامب الداعم الحماسي
لإسرائيل والذي توسطت إدارته بالاتفاق الأخير بين إسرائيل والإمارات فإنهم
يتساءلون عمن بقي يدعمهم.
اقرأ أيضا: الكويت ردا على كوشنر: مواقفنا نابعة من مصالحنا الوطنية
وبالنسبة
للشيخ عكرمة صبري، المفتي العام السابق للقدس فإن الإعلان عن تطبيع الإمارات علاقاتها مع إسرائيل لم يكن
مفاجئا، وقال: "العلاقات قديمة والإعلان لا شيء بل مجرد تتويج للعلاقات
السرية برعاية أمريكية".
وبالنسبة
لصبري فالاتفاق هو دليل آخر عن تفكك الدعم العربي والتضامن مع الفلسطينيين ضد الاحتلال
الإسرائيلي، وقال: "القضية الفلسطينية ليست محدودة بالفلسطينيين فقط ولكنها
مسؤولية العرب والمسلمين (...) الاحتلال غير قانوني والتطبيع سيشجع الحكومة
الإسرائيلية على زيادة الإجراءات العدوانية ضد الفلسطينيين والمسجد الأقصى".
وقال صبري: "يفترض الفلسطينيون استمرار الدعم من إخوانهم العرب وعليهم تجنب التحرك ضدنا".
ويعتقد صبري
أن التطبيع الإماراتي هو مقدمة لدول عربية أخرى تقوم بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل،
ولكنه لا يعتقد أن تؤثر هذه التحركات على الأسس الثابتة للكفاح الفلسطيني ضد الاحتلال.
وبالنسبة
لشادي مطور، أمين سر حركة فتح في القدس فالاتفاق الثنائي يمثل خيانة للفلسطينيين
وحقوقهم. وقال: "لقد أوقفت منظمة التحرير الفلسطينية المفاوضات والتنسيق
الأمني مع إسرائيل لرفضها التفاوض حول الحل النهائي للقدس (...) عندما لا يتجرأ أي
فلسطيني على التخلي عن عاصمتنا تأتي الإمارات وتقدم لنتنياهو شريان حياة، بدلا من
الوقوف مع الفلسطينيين ودعم حقوقهم".
ويقول مطور إن
أي زعيم لا يملك الحق بالتخلي ولا عن ذرة من القدس المحتلة والمسجد الأقصى. وقال
إنه يشعر بالقلق من ملامح التقارب الأخيرة بين عمان والبحرين من جهة وإسرائيل من
جهة أخرى.
وقال:
"لو أدار كل العرب ظهورهم لنا فسنظل نحن الفلسطينيون على الخط الأمامي للدفاع
عن كرامة العرب والمسلمين (...) سنلتزم بحقوقنا ولن نرفع الراية البيضاء، وهذا
يعني أن على الفلسطينيين الوحدة لمواجهة الخطط الإسرائيلية التي تهدد
وجودنا".
ويرى مطور أن القدس "قضية جوهرية وأي
طرف يريد التوصل لمكاسب سياسية للفلسطينيين فعليه تأكيد حقوقنا وسيادتنا في
المدينة ووقف توغل المستوطنين في المسجد الأقصى (...) سيتذكر التاريخ من تمسكوا
بحقوقهم في المدينة المقدسة حتى لو تآمر كل العالم ضدهم".
ويتفق سكان
القدس المحتلة مع مطور وصبري، وتقول خديجة خويص: "ستظل العداوة بين
الإسرائيليين والفلسطينيين قائمة حتى يتم تحرير فلسطين من الاحتلال (...) تطبيع
العلاقات مع الاحتلال ليس إلا خيانة للحقوق الأساسية لأمتنا ووطننا ومعتقداتنا
والطريقة التي نشأنا عليها".
وعبرت خويص عن
مخاوفها من انضمام دول عربية أخرى للإمارات في التطبيع مع إسرائيل، ورفضت مزاعم
الإماراتيين أنهم وقعوا الاتفاق لمنع إسرائيل من ضم الضفة قائلة: "لا يحق
للإماراتيين التسويق لأنفسهم على أنهم حماة الفلسطينيين ضد الضم، وفي الحقيقة أعتقد أن إسرائيل ستمضي قدما في خطط الضم وبدعم من الإماراتيين".
وقال فخري أبو
دياب الناشط الفلسطيني في سلوان إنه لم يندهش من الأخبار: "الكثير من المشاكل
التي نعانيها في القدس إما بسبب أو بدعم الإماراتيين".
وزعم أن عددا
من بيوت المقدسيين بيعت للمستوطنين عبر شركات وهمية مسجلة في الإمارات، وقال:
"كان الإماراتيون يطعنوننا في الظهر ولكنهم الآن يطعنوننا في القلب. ومع ذلك
يزعمون أنهم منعوا الضم".
وقالت خويص:
"لم يتوقع أهل القدس أبدا أن تلعب الإمارات دورا في الأقصى والعبادة، ولكننا
نتوقع من الدول العربية والإسلامية الوقوف مع المملكة الأردنية الهاشمية لتقوية
حراستها للمسجد الأقصى".
وعلق أبو دياب:
"بتوقيع الاتفاقية قررت الإمارات الخروج عن الموقف العربي وأضعفت القضية
الفلسطينية التي كانت الجسر الذي يربط العرب معا" واليوم تريد الإمارات لعب
دور الجسر الذي يربط العالمين العربي والإسلامي بإسرائيل، وتوقعنا أن تظل القضية
الفلسطينية مهمة وحيوية وأولوية في الأجندة العربية ولم نتوقع أبدا موقفا كهذا من
العرب".
FT: السعودية هي هدف أمريكا التالي للتطبيع مع إسرائيل
الأوبزيرفر: تطبيع الإمارات يعزز احتلال إسرائيل للقدس والضفة
FP: تطبيع الإمارات مع إسرائيل ليس من أجل الفلسطينيين