قد لا يقتنع كثير من المصريين بوجود شرفاء في الجيش المصري، خاصة بعد سنوات من الصمت على كثير من التنازلات والخيانات المتتالية للجنرال المنقلب المدعو السيسي، وكان أكثرها صدمة لكل الشعب المصري التنازل عن تيران وصنافير لصالح المملكة العربية السعودية، شكلا وحقيقة للعدو التاريخي، الكيان الصهيوني.
ثم اتفاقيات سد النهضة غير المسؤولة، والتي لا يعرف عنها أحد شيئا لسريتها المفروضة من قبل الجنرال المنقلب، والتي تنازل فيها عن حق مصر التاريخي في مياه نهر النيل لصالح إثيوبيا اصطلاحا، وبالطبع الكيان الصهيوني حقيقة.
لكن الأمر الذي يحير الجميع أن مصر المهددة وجوديا لا تتحرك ولا تهدد باستخدام قوتها العسكرية لصالح حماية وجودها!!!، بل ذهبت بعيدا لدق طبول الحرب في ساحة يمكن على أقل تقدير ضمان عدم تهديدها لمصر، بل ويستطيع الجنرال المنقلب إن أراد أن يجعل من ليبيا ضمانة مهمة لأمن مصر، وإضافة لاقتصادها عن طريق المفاوضات وتحسين العلاقات في ظل هذا الظرف الصعب الذي تحتاج مصر فيه للأصدقاء وليس للأعداء.
دخول مصر وتركيا حربا تحت أوضاع شبة مُعقدة للطرفين ومناخ مضطرب في الشرق الأوسط، كذلك معارك مفتوحة للطرفين في محاور مختلفة وعلى مستويات سياسية أو عسكرية، بل وداخلية غير مستقرة لن يصب في صالح أحد إلا الكيان الصهيوني وتتويجه القوة العسكرية الأقوى في المنطقة.
الحرب بين تركيا ومصر في الفضاء الليبي مترامي الأطراف يعني زجّ الجيشين إلى مستنقع لا سبيل للخروج منه في القريب العاجل كما يصور ويزين الإعلام للشعبين، إنما هي معركة لا انتصار فيها ولا سلامة لأحد.
لا نريد أن يعود جنود مصر إليها من ليبيا في توابيت الموت، مغلفين بعلم مصر كما حدث سابقا في حرب اليمن في العام 1963، ولا يجب أن يسمح شرفاء الجيش بذلك في معركة معروف ما ستكون عليه مسبقا.
دخول مصر وتركيا حرب تحت أوضاع شبة مُعقدة للطرفين ومناخ مضطرب في الشرق الأوسط، كذلك معارك مفتوحة للطرفين في محاور مختلفة وعلى مستويات سياسية أو عسكرية، بل وداخلية غير مستقرة لن يصب في صالح أحد إلا الكيان الصهيوني وتتويجه القوة العسكرية الأقوى في المنطقة.
نريد أن يدافع جيش مصر عن مصر ويفرض على إثيوبيا التعاطي الجدي مع أهمية نهر النيل لمصر كأي جيش وطني ينبغي له أن يحدد المعارك التي تدافع عن أمن وسلامة مصر وشعبها ولا يكون بيدقا بيد السيسي المدفوع من ابن زايد وأمواله القذرة من جهة والكيان الصهيوني بأهدافه المعروفة والمعلنة سلفا من جهة أخري، لتدمير بلد عربي واستنساخ تجربة الجيش المصري في اليمن التي انعكست على قدرته في الدفاع عن مصر، بل وهزيمته الساحقة أمام العدو الصهيوني الذي مازال متربصا به.
مصر-تركيا، الحرب التي لا يجب أن تكون، وليس مسموحا التلاعب بها على الإطلاق، لكي لا تنزلق بنا لغة التهديد والوعيد إلى ما لا يحمد عقباه، حرب نتاجها خراب على الشعبين ودمار للجيشين، لا يجب أن تكون.
لذلك، وجب أن نوجه نداءً عاجلا ليس فقط لشرفاء الجيش المصري وإنما أيضا لكل بيت مصري لا ترسلوا أولاد مصر، أولادكم إلى القبور.
يا أبناء جيش مصر، أين ذهب شرف العسكرية ويمين الولاء لمصر والدفاع عنها وطنا ليس لنا وطن سواه، وليس لنا أمل فيه بدون نهر النيل، معركتنا الوجودية الآن مع إثيوبيا وقبلها مع أنفسنا، هل نحن حقا أبناء مصر أم عبيد السيسي؟، هل بقي لنا شرف وكرامة؟، أم سيستمر السيسي في استنزافنا إلى مالا نهاية؟
متى سنتوقف عن دعم الخراب الذي جلبه السيسي على مصر؟، ومتي سنحاسبه على خيانته وتضحيته ليس فقط بالمواطن العادي، بل وبعساكر وضباط الجيش في استهتار بقيمة حياة المصري!!
عزيزي ضابط ومجند الجيش المصري أنت الآن أمام مفترق طرق ووجب عليك الاختيار بين حرب تخدم أهداف الكيان الصهيوني وحلفائه، وحرب تُدافع بها عن وجود مصر وكينونتها ليس فقط في التاريخ، وإنما في الجغرافيا.
مع الجيش التركي أم المصري في ليبيا؟!
مصر بين إثيوبيا وليبيا.. هل غابت البوصلة أم الإرادة؟
سبع سنوات عجاف على انقلاب السيسي (1-2)