وجه بابا الفاتيكان السابق بنديكتوس السادس عشر، اتهاما علنيا وذلك لأول مرة، ضد معارضيه، وقال إنهم "حاولوا إسكاته"، مضيفا أنه "كان ضحية لتشويه خبيث للحقيقة"، بعد إبداء رأيه في نقاشات لاهوتية، بحسب ما أوردته وكالات أنباء اطلعت على مقتطفات من كتاب سيرة جديد صدر الاثنين في ألمانيا.
وصدر الكتاب بعنوان "بنديكتوس السادس عشر- سيرة
حياة الجزء الأول"، ومن المتوقع أن يصدر باللغة الإنجليزية في الخريف المقبل،
ويتضمن مقالات مع رجل الدين الألماني جوزيف راتزنغر البالغ من العمر 93 عاما، وقد
انتخب حبرا أعظم في عام 2005، واستقال من منصبه عام 2013.
ويتكوّن الكتاب الجديد من ألف صفحة، وهو من تأليف الصحفي
بيتر سيوالد، وهو صاحب كتب عدة تشارك بكتابتها مع البابا السابق، ويضمّ الكتاب مقابلات
مع بنديكتوس السادس عشر أجريت على مراحل، وآخرها في خريف عام 2018.
وتمثل هذه التصريحات أشدّ انتقادات يوجهها بنديكتوس علنا
"للنسبية الأخلاقية وأجندة المثليين"، كما يعرّفها بعض قادة الإكليروس الكاثوليك
ذوي الخلفيات المحافظة.
اقرأ أيضا: هكذا خاطب البابا عناصر المافيا الإيطالية
ويعدّ بنديكتوس من ممثلي التيار المحافظ المتشدّد في
الكنيسة، ويؤخذ عليه موقفه من بعض الفضائح الكنسية خلال ولايته، إلى جانب تاريخه في
الشبيبة النازية.
وفي الكتاب يربط البابا السابق بين "زواج المثليين"
و"الإجهاض"، وبين "القوّة الروحية للمسيح الدجال"، ويقول:
"قبل ألف عام، كان الجميع يعتقد أن زواج المثليين أمر عبثي، والآن، بات أيّ معارض
للفكرة يتعرّض للنبذ من المجتمع، والأمر ذاته ينطبق على الإجهاض أو على تخليق أجنة
بشرية في المختبر".
وفي الكتاب، يحذّر بنديكتوس من قوة المسيح الدجال الروحية،
مذكرا بالحاجة للصلاة لمقاومته، وبالخطر على "العقيدة المسيحية الصحيحة"
في المجتمع الحديث، ويقول إن "الخطر على الكنيسة لا يتمثل بالفضائح الداخلية،
بل يأتي من الخارج، ومن ديكتاتورية ما يسمى الأيديولوجيات الإنسانية".
ويشير بنديكتوس في الكتاب إلى أنه "لا يريد الخوض
في تحليل الأسباب التي تجعل الناس ينوون إسكاته"، واصفا ردود الفعل عليه من اللاهوتيين
الألمان بالـ"مُضلَّلة وسيئة النية"، وفي ذلك إشارة إلى الكنيسة الكاثوليكية
في ألمانيا التي يقودها رجال دين يتبعون نهجا معاكسا لتوجهات راتزينغر التقليدية.
كنيسة بالمكسيك تعتمد "التوبة عن بعد" بسبب كورونا