نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، الأمر الذي لم يطفئ بعد لهيب الاحتجاجات الشعبية في شوارع البلاد.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء اللبناني المكلف حسن دياب، عقدا يوم الثلاثاء الماضي اجتماعا حول تشكيل حكومة جديدة في البلاد بعد مرور ثلاثة أشهر تقريبا على استقالة سعد الحريري، وبروز أكثر الاحتجاجات الشعبية عنفا في البلاد في العاصمة بيروت، حيث خلفت 500 جريح خلال عطلة نهاية الأسبوع.
من جهته، صرّح دياب من القصر الرئاسي قبل دعوة الوزراء الجدد لحضور اجتماعهم الأول أن "هذه الحكومة ستمثل تطلعات المتظاهرين التي نادوا بها لمدة ثلاثة أشهر".
وأضافت الصحيفة أن المتظاهرين طالبوا منذ السابع عشر من شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي بضرورة استبعاد النخبة السياسية الطائفية من السلطة التي يتهمونها بقيادة البلاد إلى الإفلاس. وفي هذا الإطار، أدى إعلان الحكومة الجديدة إلى تقسيم المواطنين مرة أخرى يوم الثلاثاء بين أولئك الذين يعتبرون أنها ليست "حكومة تكنوقراط" كما ذكر دياب، وأولئك الأكثر براغماتية الذين يبحثون عن حكومة ذات صيغة تكنو-سياسية "مقبولة" قادرة على كبح جماح الانهيار الاقتصادي الذي تتجه إليه البلاد.
اقرأ أيضا: إعلان الحكومة الجديدة بلبنان.. غوتيريش رحب وماكرون سيساعد
وأردفت الصحيفة أن جيل العشرينات المولودين ما بعد الحرب التي دارت خلال الفترة الممتدة بين سنة 1975 و1990، والشباب الذين عانوا من ويلات الهجرة والبطالة يتصدرون موجة الاحتجاجات التي تعارض إدامة النظام الطائفي الذي حكم لبنان لمدة ثلاثة عقود، والذي يتسم بتوزيع معقد للسلطة السياسية، وذلك وفقا للرسوم الطائفية.
ومثّلت الأزمة الاقتصادية الناشئة في بلد يعيش فيه ثلث اللبنانيين البالغ عددهم 4.5 مليون نسمة تحت خط الفقر الدافع الرئيسي لكسر النظام التقليدي للتعبئة والتضامن الاجتماعي القائم على الانتماء الديني وتعزيز بناء مجتمع غير طائفي.
ونقلت الصحيفة على لسان حسين حميد، التاجر الذي يعمل في بيروت والذي يبلغ من العمر 52 عامًا قوله إن "ثلث هذه الحكومة يعتبر من التكنوقراط في حين أن الثلثين طائفي بامتياز". وتعليقا على هذه المسألة، ترى مي إنسولي وهي ربة منزل وأم لثلاثة أطفال عن عمر يناهز 32 سنة أنه "لا يمكن تغيير سياسة 30 سنة في غضون ثلاثة أشهر فقط". وتابعت مي حديثها قائلة: "يفقد كل يوم المزيد من اللبنانيين وظائفهم حيث أصبحت الليرة تساوي نصف قيمتها، كما أن العنف يزداد في الشوارع".
عموما، يخشى الكثير من اللبنانيون أن يسوء حال البلاد أكثر فأكثر بسبب الفراغ السياسي حتى يفقد المزيد من العمال وظائفهم ورواتبهم. كما هناك حالات أخرى من المواطنين لا يستطيعون دفع تكاليف المستشفيات والمدارس أو حتى الطعام. كما تنهار البنية التحتية للبلاد بشكل مفزع، ويعاني السكان من انقطاع الكهرباء يوميًا بسبب استغلال المافيا التي توفر المياه والكهرباء للسكان.
حكومة من لون واحد غير متنوعة
نوّهت الصحيفة بأن المتظاهرين انتقدوا الحكومة الجديدة كونها غير متنوعة واصفين إياها بأنها حكومة من لون واحد. بالإضافة إلى ذلك، رفضت كتلة الأقلية السياسية التي تضم الحريري عن حزب تيار المستقبل والممثل الرئيسي للطائفة السنية، أن تكون جزءا من هذه الحكومة زاعمة أنها تنحاز إلى صفوف المتظاهرين في مطالبتهم بتكوين حكومة تكنوقراطية بالكامل.
اقرأ أيضا: حكومة دياب.. رفض شعبي ومقاطعة سياسية واتهام "بالتبعية"
وأوضحت الصحيفة أن تصميم الحكومة الجديدة بقي حصريا في أيدي كتلة الأغلبية التي تضم أساسا حزب الله وحركة أمل الشيعية بالإضافة إلى الحزب المسيحي الرئيسي بقيادة وزير الخارجية، جبران باسيل، وصهر الرئيس، ميشال عون. وعلى الرغم من أن جميع هذه الأحزاب لها تقريبا التوجّه السياسي نفسه، إلا أن الاختلافات في تعيين أسماء الحكومة أدت إلى التأخير في الإعلان عنها.
وخلصت الصحيفة إلى أن اللبنانيين ظلّوا في الشوارع للمطالبة بمزيد من التمثيل في القرار السياسي، ووضع حد لنظام قضائي قديم تُنصّب فيه النساء من طرف أزواجهن وآبائهن في نظام من الأبوية السياسية والدينية المزدوجة. وفي الواقع، ستشغل النساء الكثير من الحقائب الوزارية بما في ذلك وزارة الدفاع.
كاتبة بريطانية: فيلق القدس لن ينهار جراء مقتل سليماني
MEE: هؤلاء ضحايا الزلزال السياسي بعقد الثورة في الشرق الأوسط
هكذا تناولت الصحف الفرنسية قصة هروب "غصن"