رأى نشطاء فلسطينيون وبريطانيون أن القضية الفلسطينية تعيش وضعا صعبا، ليس فقط بسبب التغيرات الإقليمية في عدد من دول المنطقة، وإنما أيضا بسبب تغير أولويات مختلف دول العالم، وصعود اليمين في عدد من الدول الأوروبية.
وشدد خبراء وأكاديميون شاركوا في مؤتمر أكاديمي حول "القضية الفلسطينية في أوروبا: الواقع وأهم التحديات"، ينظمه منتدى التواصل الأوروبي ـ الفلسطيني (يوروبال فورَم) بالشراكة مع مرصد الشرق الأوسط (MEMO)، على أن الموقف الدولي من القضية الفلسطينية مهم، وأن تصاعد اليمين في أوروبا ربما يكون في غير كفة الفلسطينيين.
فقد أكد الناشط والأكاديمي الفلسطيني في بريطانيا، كامل حواش، أن تعويل الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال هو بالدرجة الأولى على من هم في الداخل الفلسطيني، الذين يواجهون الاحتلال على الأرض.
وأوضح حواش في حديث خاص لـ"عربي21"، أن حضور الملف الفلسطيني في الشأن السياسي والانتخابي البريطاني هذه الأيام باهت وثانوي، وأنه لا يتجاوز الاتهامات المتبادلة بين زعيم حزب المحافظين بوريس جونسون وزعيم حزب العمال جيرمي كوربين.
وقال: "علينا أن نعترف أن البريطانيين وقياداتهم السياسية منشغلون أولا بملف الخروج من الاتحاد الأوروبي، ثم بالملف الصحي والتعليمي. أما الملف الفلسطيني، فوجوده في برامجهم باهت وضعيف".
وأضاف: "لقد حضر الملف الفلسطيني في المناظرة الأولى بين جونسون وكوربين، الثلاثاء الماضي، باتهامات جونسون لكوربين بمعاداة السامية".
وأشار حواش إلى أن فلسطين حاضرة في أجندة حزب العمال، وقال: "لقد وعد جيرمي كوربين بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وبالعمل على وقف بيع السلاح إلى الإسرائيليين، وكل هذا مهم، لكن الأهم منه هو ثبات الفلسطينيين على الأرض"، على حد تعبيره.
من جهته، رأى القس فرانك جوليان جيلي، في حديث مع "عربي21"، أن الموقف البريطاني من القضية الفلسطينية سيتحدد أكثر بعد الانتخابات البرلمانية المرتقبة في 12 من كانون أول (ديسمبر) المقبل.
وقال: "بالتأكيد، سيكون فوز حزب العمال لصالح الفلسطينيين، ومن شأن ذلك أن يقوي الموقف الفلسطيني، أما إذا فاز زعيم المحافظين بوريس جونسون، وهو المعروف بانحيازه لإسرائيل، فإن ذلك سيزيد من ضعف الموقف الدولي المساند للحق الفلسطيني"، وفق تعبيره.
ويشارك في مؤتمر "القضية الفلسطينية في أوروبا: الواقع وأهم التحديات"، الذي يمتد على طول اليوم في العاصمة البريطانية لندن، عدد من الخبراء والأكاديميين والسياسيين الأوروبيين، بالإضافة لحضور عدد من المهتمين بالشأنين السياسي والأكاديمي في المملكة المتحدة.
يذكر أن منتدى التواصل الأوروبي ـ الفلسطيني"، هو "مؤسسة مستقلة غير ربحية تدعم حق الفلسطينيين في الحرية والاستقلال، وتهتم ببناء علاقات إيجابية بين المجتمعات الأوروبية وفلسطين".
أما مؤسسة مرصد الشرق الأوسط، فهي مؤسسة بحثية مستقلة، هدفها تقديم المعلومات الموثوقة عن القضية الفلسطينية ودول الشرق الأوسط.
مؤتمر في لندن يبحث مستقبل العلاقات الفلسطينية الأوروبية
تونس.. سياسيون وخبراء يطالبون برفع سقف الخطاب ضد الاحتلال
برلمانية أردنية تتحدث لـ"عربي21" عن فرص صفقة تبادل أسرى