أكد سياسيون ودبلوماسيون عرب وفلسطينيون على إيجابية رفع كبار المسؤولين في تونس والدول المغاربية والعربية سقف الخطاب والتمسك بحق شعب فلسطين في التحرر وبناء دولة مستقلة عاصمتها القدس ومعارضة قرارات الإدارات الأمريكية الاستفزازية الجديدة ومن بينها نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة واعتبار الجولان السوري أرضا تابعة لإسرائيل.
جاء ذلك في ملتقى حواري نظمته التنسيقية التونسية لمساندة الشعب الفلسطيني ومؤسسة ابن رشد للدراسات الاستراتيجية وجمعية البناء المغاربي أمس الإثنين 4 تشرين ثاني (نوفمبر) الجاري بمناسبة مرور قرن على وعد "اللورد البريطاني بلفور"، الذي فتح باب تأسيس دولة يهودية في فلسطين، واتفاق سايكس بيكو البريطاني الفرنسي الذي قسم دول المشرق العربي الإسلامي وتركة الإمبراطورية العثمانية إلى دويلات تابعة لفرنسا وبريطانيا.
وقد شارك في هذا الملتقى، الذي تابعته "عربي21"، بالخضوص السفير الفلسطيني بتونس هايل الفاهوم ونخبة من الخبراء الفلسطينيين بينهم الأساتذة هاني مبارك وسيف الدين الدرين وهشام مصطفى ومطيع كنعان ممثل حركة "فتح" بتونس.
كما شارك من الجانب التونسي بالخصوص الأساتذة عبد اللطيف عبيد الأمين العام المساعد السابق لجامعة الدول العربية ووزير التربية سابقا والسفير محمد الحصايري والخبراء في السياسة الدولية والدراسات الاستراتيجية الأساتذة خليفة شاطر وعمر الماجري والبشير الجويني وكمال بن يونس وعلي اللافي وعبد الرحمان الجامعي، ونخبة من الإعلاميات والإعلاميين .
وقد توقفت المداخلات عند التحديات التي تواجه السياسة الخارجية التونسية بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الجديدة وخاصة بعد تصريحات الرئيس قيس سعيد عن الصراع العربي ـ الإسرائيلي والمطالب الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وفتح البعض بالمناسبة ملفات التطبيع والخيانة الوطنية.
إقرأ أيضا: هل مثل فوز قيس سعيد ضربة للتطبيع العربي مع إسرائيل؟
وربطت الندوة بين الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس واستفحال تبعية أغلب الأنظمة العربية للسياسات الأمريكية في عهد دونالد ترامب في المشرق العربي الإسلامي وإفريقيا، بما في ذلك في ما يتعلق بتشجيع الزحف الإسرائليي إلى دول الساحل والصحراء الإفريقية والدول المغاربية.
وقدمت مداخلة الأستاذ البشير الجويني عرضا علميا موثقا حول الغزو الإعلامي والثقافي الإسرائيلي للدول والمجتمعات العربية بما في ذلك عبر شبكات الإعلام الإلكتروني والمواقع الاجتماعية إلى درجة أن حوالي 60 مليون مواطن عربي أصبحوا يتابعون مواقع الناطق الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي .
وتوقفت المداخلات وحصة النقاش العام عند سلسلة من التحديات الجديدة في ملف الصراع العربي الإسرائيلي وتلك التي تواجه حركة التحرر الوطني الفلسطينية من بينها دخول بعض الحكومات العربية في شراكات تنسيق أمني وعسكري شامل مع تل أبيب ضد دول ومجموعات سياسية فلسطينية ولبنانية وعربية، بما يكشف ارتباكا واضحا في رسم أولويات الأمن القومي وخلطا بين الخلافات الداخلية الظرفية والمطالب الوطنية المشروعة والدائمة وعلى رأسها انهاء التبعية والاحتلال.
وشملت الورقات وحصة النقاش العام مستجدات ملف التطبيع بين الحكومات العربية والأطراف السياسية مع إسرائيل، وأوصت الندوة بالخصوص بما يلي:
ـ عدم الخلط بين السياسات التي أجبرت عليها السلطات الفلسطينية ومؤسسات الشعب الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وظاهرة "الهرولة" نحو "التطبيع السياسي والاقتصادي الشامل الذي ليس له اي مبرر عربيا" وإن كانت الأطراف والحكومات التي تورطت فيه تخضع لضغوطات أمريكية ودولية .
ـ عدم الخلط بين التطبيع مع سلطات الاحتلال وزيارة الشعب الفلسطيني في مناطق الحكم الذاتي أو تطوير وسائل الشراكة معه ثقافيا للمساهمة في رفع الحصار الاقتصادي والمالي الذي يعاني منه منذ عقود .
ـ الاعتراض على الخلط بين التعامل الثنائي غير المبرر مع سلطات تل أبيب، لا يعني مقاطعة المؤسسات والملتقيات الأممية والدولية التي يشارك فيها إسرائيليون من داخل الأراضي المحتلة أو يهود من حاملي جنسيات عديدة من بينها جنسيات عربية وأوربية وأمريكية وآسيوية وأخرى إسرائيلية .
ـ حث الإعلاميين والنشطاء العرب وأنصار السلام في العالم على تأسيس شبكات تواصل اجتماعي ووسائل إعلام الكترونية بعدة لغات تنجح في كسب المعركة الإعلامية مع قوى الاستعمار العالمي الجديد بأنواعه ومع سلطات الاحتلال الإسرائيلية .
ـ دعم الحراك الشبابي والاجتماعي الجديد الذي تشهده عدة دول عربية منذ حوالي عام، من الجزائر والسودان إلى العراق ولبنان وفلسطين وتونس، مع التحذير من توظيف النزعات الثورية للشباب والمتظاهرين من قبل عواصم استعمارية هدفها مزيد إغراق المنطقة في التبعية والتخلف والفوضى والصراعات الهامشية .
وجاءت هذه التظاهرة التي تصادف مرور 102 من الأعوام على وعد اللود البريطاني بلفور ليهود العالم بتأسيس دولة لهم على أرض فلسطين و103 أعوام على اتفاق سايكس بيكو البريطاني ـ الفرنسي بعد عامين من ندوة كبيرة نظمتها تنسيقية مساندة الشعب الفلسطيني ومنتدى ابن رشد للدراسات في مقر اتحاد إذاعات الدول العربية بمشاركة عدد من الديبلوماسيين والسياسيين التونسيين والفلسطينيين والعرب.
أول فريق لكرة القدم من الأطفال مبتوري الأطراف في غزة
الشهداء يعودون.. هكذا يحفظ الفلسطينيون أسماء شهدائهم
تجاذبات بشأن مشاورات تشكيل الحكومة التونسية الجديدة