على مقربة من إجراء الانتخابات المبكرة للكنيست الإسرائيلي في الـ17 أيلول/ سبتمبر، ظهر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مؤتمر صحفي عقده، الثلاثاء، وأعلن عن نيته ضم مناطق غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة إلى "إسرائيل"، في حال فوزه بالانتخابات.
وأشار نتنياهو إلى أنه سيقدم للكنيست المقبل مشروعا كاملا، لنشر مستوطنات في منطقة غور الأردن، مضيفا أن "الجيش الإسرائيلي ملزم بالتواجد في كل مناطق غور الأردن".
خطوة عملية أولى
ولفت رئيس حكومة الاحتلال إلى أن "ضم غور الأردن سيكون خطوة أولى إذا فزت في الانتخابات"، مؤكدا أنه سيضم مستوطنات أخرى بعد نشر خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام، والمعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن".
واستعان نتنياهو بخارطة لغور الأردن مشيرا إليها في خطابه "هناك مكان واحد يمكننا فيه تطبيق السيادة الإسرائيلية بعد الانتخابات مباشرة".
وكان نتنياهو قد تعهد قبل انتخابات نيسان/ أبريل الماضية بفرض السيادة الإسرائيلية أو ضم جميع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، ولكن دون إعطاء إطار زمني.
ويعد إعلان الثلاثاء أول خطوة محددة وواضحة لتنفيذ القرار الذي تعهد به.
اقرأ أيضا: نتنياهو: سأفرض السيادة على غور الأردن إن شكلت حكومة جديدة
ما هو غور الأردن؟
تمثل منطقة غور الأردن حوالى ثلث الضفة الغربية، ويقع معظمها على طول الجانب الشرقي من الأراضي القريبة من الحدود الأردنية.
وتقع معظم أراضي غور الأردن في المنطقة المصنفة (ج) في الضفة الغربية المحتلة التي تسيطر إسرائيل على 60 في المئة منها فعليا.
ويؤثر تعهد نتنياهو إذا ما أصبح واقعا على 65 ألف فلسطيني يقطنون في غور الأردن، وفقا للمنظمة الحقوقية الإسرائيلية "بتسيلم".
ووفقا للإحصاءات "الإسرائيلية"، يعيش في غور الأردن 9000 مستوطن من أصل 400 ألف في مستوطنات الضفة الغربية التي بنيت على أراضي الفلسطينيين البالغ تعدادهم 2,7 مليون نسمة.
وتعتبر المنطقة مهمة من الناحية الإستراتيجية وتتخذ العديد من الشركات الإسرائيلية منها مقرا لها وخصوصا الشركات الزراعية.
ويعتبر السياسيون اليمينيون في إسرائيل ومنذ فترة طويلة المنطقة إستراتيجية لا يمكن التخلي عنها أبدا.
ويرى الفلسطينيون أن السيطرة الإسرائيلية على عمق الضفة الغربية تنهي فعليا إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة.
وقال نتنياهو: "إن مدينة أريحا الفلسطينية التي تقع في غور الأردن غير مشمولة بتعهده".
ماذا كان رد الفعل؟
أثار تعهد نتنياهو غضب الفلسطينيين الذين أعلنوا أن مثل هكذا خطوة ستدمر كل عملية السلام.
وقالت المسؤولة في منظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي لوكالة "فرانس برس": "إنه لا يدمر فقط حل الدولتين بل يدمر كل فرص السلام".
وأكدت عشراوي على أن "التعهد ما هو إلا جزء من المحاولات الإسرائيلية الأوسع لإجبار الفلسطينيين ببطء على الخروج من الضفة الغربية".
ووفقا لما صرح به نتنياهو فإنه "يعمل بدعم من الولايات المتحدة" لكنه لم يوضح ما إذا كان ترامب وافق على خطة الضم الجديدة.
ويعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أحد الداعمين لنتنياهو، حيث قدم له دفعا قويا تمثل في موافقة ترامب سابقا على ضم إسرائيل لأراضي الجولان السورية.
ومن المقرر أن يعلن ترامب الذي لم يعلق بعد على تعهد نتنياهو، عن خطة السلام للصراع الإسرائيلي الفلسطيني التي أعدتها إدارته، بعد الانتخابات الإسرائيلية.
وحذر الاتحاد الأوروبي من أنه في حال تنفيذ نتنياهو تعهده، فإنه "يقوض قابلية قيام حل الدولتين وإمكانيات السلام الدائم".
اقرأ أيضا: رد فلسطيني وأردني على إعلان نتنياهو بشأن "السيادة" بالضفة
هل سينفذ نتنياهو تعهده؟
يرى كبير المحللين في مجموعة الأزمات الدولية، عوفر زالزبرغ، أن إعلان نتنياهو كان محاولة منه للحصول على مزيد من الدعم اليميني في انتخابات الأسبوع المقبل.
وأشارت استطلاعات الرأي في الأيام الأخيرة إلى أن نتنياهو قد يجد صعوبة وللمرة الثانية في تشكيل ائتلاف حكومي، حتى لو كان حزب الليكود هو الأكبر في البرلمان.
وعلق زالزبرغ بالقول "إنه ليس من المؤكد أن نتنياهو سيفوز أو أن شركاءه في الائتلاف سيدعمون مثل هذه الخطة".
ماذا يعني ذلك؟
ويقول زالزبرغ لـ"فرانس برس": "إذا طبقت خطة نتنياهو بالفعل، ربما ستكون التداعيات الأكثر إيلاما للفلسطينيين بصورة رمزية أكثر منها عملية".
ويضيف: "تسيطر إسرائيل فعليا على المنطقة، لكن ضم جزء كبير من الضفة الغربية رسميا سيمثل إشارة واضحة إلى أن الدولة اليهودية لا تنوي التخلي عنها.
ويقول زالزبرغ: "قد يؤدي ذلك إلى انخفاض كبير للدعم الفلسطيني لحل الدولتين ويقود صانعي القرار الفلسطينيين إلى خطوات سلبية".
اقرأ أيضا: تركيا تدين بشدة نية نتنياهو ضم "غور الأردن" وتدعو للرد عليه
أما المستوطنون الإسرائيليين الذين يعيشون أو يعملون في غور الأردن، فيعني الضم بالنسبة إليهم أن التطورات في المنطقة لن يقررها الجيش بعد الآن بل الوزارات الإسرائيلية، ما يجعل الحصول على تصاريح دخول أسهل، حسب ما ذكرت "فرانس برس".
ويقول زالزبرغ "الأمر الأكثر أهمية بالنسبة للإسرائيليين هو رمزية التغيير الفعلي على الأرض حيث سيشعر المستوطنون أنهم خضعوا حقا للسيادة الإسرائيلية".
وبدوره، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان في وقت متأخر الثلاثاء إنه "في حال تنفيذ نتنياهو لتهديده، لن تكون اتفاقات السلام المبرمة مع الدولة اليهودية سارية".
بشارة: حديث نتنياهو عن غور الأردن ليس مجرد وعود انتخابية
وزير الخارجية القطري: فلسطين أم القضايا العربية
سياسي أردني: صفقة القرن تُنفذ على الأرض بدون إعلان