قررت الهيئة الوطنية العليا لمخيمات مسيرة العودة وكسر الحصار، إرجاء جمعة "الشباب الفلسطيني" إلى الجمعة التي تلي إجازة عيد الأضحى المبارك مباشرة.
وألغت الهيئة العليا لمسيرات العودة فعاليات اليوم الجمعة، لـ"التخفيف عن المواطنين وإتاحة الفرصة لتحضيرات عيد الأضحى"، وفق قولها.
دعوات لتحسين الفعاليات
ووسط أنباء تأجيل فعاليات مسيرات العودة، ظهرت دعوات للعمل على تحسين وتطوير أدوات "المقاومة الشعبية" المستخدمة خلال الفعاليات لما بعد العيد، وأن هناك وقتا كافيا لعمل مراجعات من أجل إحداث تغييرات إيجابية.
من جهته، قال الناشط الشبابي حيدرا الشريف المقيم في مدينة رفح جنوب القطاع، لـ"عربي21"، إن "هناك حاجة لإعادة أدوات المقاومة الشعبية مثل؛ إشعال إطارات السيارات، وقص السلك، والبالونات والطائرات الحارقة، والإرباك الليلي وغيرها".
ولفت إلى أن "الكثير من المشاركين ومن جميع الأعمار والفئات، ينتظرون عودة تلك الأدوات للمشاركة من جديد في مسيرات العودة"، داعيا "للاهتمام أكثر من المنظمين بالجرحى الذين أصيبوا خلال مشاركتهم بفعاليات مسيرات العودة السلمية".
وانطلقت مسيرات العودة بقوة قبل أكثر من عام ونصف، وشهدت فعاليات شعبية ضخمة، وتعرضت لمحاولة قمع سلطات الاحتلال على الخط الفاصل، ما تسبب باستشهاد وجرح العديد من المتظاهرين السلميين.
وأدى قمع قوات الاحتلال الدموي للمشاركين في مسيرات العودة بحسب وزارة الصحة إلى استشهاد 307 وإصابة أكثر من 31 ألفا بجراح مختلفة.
تعليق من المنظمين
من جانبه، أوضح عضو الهيئة الوطنية لمسيرات العودة، القيادي في الجبهة الديمقراطية، طلال أبو ظريفة، أن "الهيئة تعمل على المحافظة على الطابع السلمي للمسيرات والاهتمام بمواصلة فعالياتها الجماهيرية، باتجاه تقييم المشاركة الشعبية، ومعالجة كافة التداعيات التي من شأنها أن تؤثر على حجم تلك المشاركة".
ونوه في تصريح خاص لـ"عربي21"، إلى أنه "يجري في البداية معالجة بعض الإشكاليات التي برزت في إطار مسيرات العودة، عبر تنوع الفعل الجماهيري لتجاوز الروتين المتكرر في مخيمات العودة، إضافة لإعادة النظر في عمل اللجان؛ التي بدورها تشكل روافع للعمل الجماهيري، ولديها الدور الرئيس في تحشيد الجماهير".
ولفت أبو ظريفة، إلى أن "البعد المهم في المسيرات هو كسر الحصار، وأنه يجري معالجة ملف جرحى مسيرات العودة وغيره من الملفات التي تشعر الهيئة أن هناك تقصير فيها".
وحول "الأمور العملية" التي قامت بها الهيئة لعلاج هذه الإشكاليات، أوضح عضو الهيئة الوطنية، أنه "جرى عقد اجتماعات عدة مع وزارة الصحة، لتأمين المستلزمات العلاجية كافة للجرحى، كما توجد تحركات على بعض البلدات لتأمين هذه المستلزمات الطبية".
وأكد أن "مسيرات العودة مستمرة حتى تحقيق أهدافها التي انطلقت من أجلها"، لافتا إلى أن "عمليات التقييم للمسيرة تجري بشكل دوري، يرافقها محاولات مستمرة لتحسين الأداء".
"الوعي النضالي"
من جانبه، أوضح المتخصص بالشأن الإسرائيلي مأمون أبو عامر، "أهمية الوعي بطبيعة النضال السلمي، حتى لا يتعجل أحد بتحقيق الأهداف، دون إدراك أن هذا نضال تراكمي".
وشدد على أنه لكي تنجح مثل هكذا فعاليات، "فهي بحاجة لفترة زمنية طويلة لتحقيق أهدافها"، لافتا إلى أن هناك رفعا في مستوى التوقعات لإنجازات الحراك، ما يستوجب الإيضاح بأن الأهداف تتحقق بشكل تراكمي.
ودعا أبو عامر المنظمين إلى الابتعاد عن "حالة النمطية، حتى لا يؤدي ذلك إلى الملل في صفوف الجمهور".
قمع الاحتلال
وحول مساهمة القوة المفرطة من جيش الاحتلال في التعامل مع المشاركين، استبعد أبو عامر تأثير ذلك، وقال: "لا أعتقد أن الشعب الفلسطيني يمكن ردعه عن المشاركة بسبب العنف الإسرائيلي".
أهداف حققتها المسيرات
وحول واقع مسيرات العودة، أوضح أستاذ العلوم السياسية هاني البسوس، أن "مسيرات العودة حققت أهداف بلوغها إلى المجتمع الدولي لتوصيل رسالة بالحقوق الفلسطينية".
وأكد أن "رسالتها وصلت إلى الاحتلال، بأن الشعب الفلسطيني قادر على المواجهة الشعبية ومقاومة الاحتلال بالوسائل كافة، خاصة عندما استعمل نشطاء المسيرات البالونات الحارقة وغيرها من وسائل المقاومة الشعبية".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21" أن "صعوبة أن تقدم المسيرات أكثر مما قدمته حتى الآن، يمكن تجاوزه إذا انتقلت مسيرات العودة إلى الضفة الغربية"، بحسب تقديره.
أزمة مالية خانقة تعصف بجامعات غزة.. أسبابها وتداعياتها
ثغرات وفشل إسرائيلي.. هذا ما كشفه "هجوم خانيونس"
معهد إسرائيلي: استراتيجيتنا العسكرية فشلت أمام حماس بغزة