علق محللون ومختصون، على ما كشفه "هجوم خانيونس" الذي نفذه شاب فلسطيني فجر اليوم، وأوقع 3 إصابات في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي.
عورة الاحتلال
وبعد أقل من يوم على اختتام جيش الاحتلال مناورته وتدريباته العسكرية بدأها قبل أربعة أيام، ضمن تجهيزاته واستعداداته لما أسماها "المعركة المحتملة" في غزة، نجح منفذ الهجوم في التسلسل عبر السياج الأمني شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع.
وذكر الناطق بلسان جيش الاحتلال العميد رونين مانيليس، أنه "لم يتضح لأفراد الجيش ما إذا كان المشتبه به مسلحا"، لافتا إلى أن "التقدير الأولي يشير في هذه المرحلة إلى أنه نفذ الهجوم بمفرده".
وحول ما كشفه الاشتباك المسلح الذي خاضه شاب فلسطيني ضد قوات الاحتلال بعد تسلله لشرقي السياج الأمني جنوب قطاع غزة فجر اليوم، أوضح الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي، عماد أبو عواد، أن "إسرائيل تقر ونحن أيضا، أنها تمتلك قوة هائلة من الناحية العسكرية والتكنولوجية والعتاد والتجهيزات والعقول التي تستطيع أن تسير عن بعد، ولكن مشكلة إسرائيل؛ أن لديها جيشا لا يريد القتال، ومجتمعا لا يقبل التضحية".
وبين في حديثه لـ"عربي21"، أن "العائلات الإسرائيلية ترفض إرسال أبنائها للجيش البري خوفا من القتل، كما يفضل نحو 80 بالمئة من أهالي الشباب الإسرائيلي، أن يذهب أبناؤهم إلى وحدات السايبر والوحدات التكنولوجية".
اقرأ أيضا: شهيد فلسطيني وإصابة 3 من جنود الاحتلال جنوبي قطاع غزة
ونوه أبو عواد، إلى أن "المعطيات السابقة تقودنا إلى أن الجيش الإسرائيلي غير مستعد للتضحية"، مضيفا: "من يحسم المعركة هو الجندي المقاتل على الأرض، وفي حالة الاحتلال فإن الجندي على الأرض هدفه الأول هو حماية نفسه بعدم التقدم للاشتباك".
وذكر أن "جيش الاحتلال في كل مواجهة خاضها في السنوات الأخيرة، يصدم ويتفاجأ، بأنه لم يقدم المطلوب منه، وفي المقابل، فإن لديك مقاومة وشبابا فلسطينيا على استعداد للتضحية في سبيل الدفاع عن وطنهم المسلوب، وفي سبيل كسر الحصار، رغم أن كل العالم يتآمر عليهم".
ولفت إلى أن العديد من قادة الاحتلال "اعترفوا بأن إسرائيل ليس لديها جيش بري يريد القتال"، مؤكدا أن "مثل هذه العمليات تكشف عن عورة الاحتلال، وتدخله في أزمة واتهامات داخلية كما هي العادة، بفقدان الردع".
عملية اصطياد
وبشأن حديث الاحتلال عن أن الهجوم فردي، نبه المختص، إلى أن "الاحتلال لو كان معنيا بالتصعيد لحمل المقاومة المسؤولية مباشرة ولما اعتبرها عملية فردية وإن كانت كذلك، وفي حال لم يرد التصعيد فإنه سيقول عنها عملية فردية وإن كانت المقاومة تقف خلفها".
وأضاف: "تصريح الاحتلال، بأنها عملية فردية، هو للنزول عن الشجرة، وإقناع الجيش والجمهور الإسرائيلي، بأن حماس ملتزمة بالتفاهمات، وهذا حدث فردي سنرد عليه بشكل لا يستفز الطرف الآخر، وعليه تبقى الأمور ضمن السياسية الحالية".
اقرأ أيضا: جنرال إسرائيلي: المواجهة البرية في غزة مسألة وقت لا أكثر
وفي قراءته للحدث من الجانب العسكري، نبه الخبير الأمني والعسكري العميد مصباح أبو كرش، إلى أنه "عندما يمتلك المقاتل عنصر المفاجأة، فإنه يكون هو الأقوى والأقدر على إيقاع خسائر في صفوف الخصم مهما بلغت قوته، وهذا ما تحقق الليلة بحسب رواية الاحتلال".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "عندما يقوم أحد المقاومين بمباغتة قوة عسكرية صهيونية ومهاجمتها مستخدما في ذلك أبجديات في العمل العسكري؛ كالبدء بإلقاء قنبلة ومن ثم الاشتباك، فإن هذا يشير إلى أن المنفذ على معرفة جيدة بالمكان، وأنه خطط بشكل مدروس لما قام به من عمل بطولي".
وأكد أبو كرش، أن "ما حدث يضيف فشلا أمنيا جديدا لرصيد أجهزة أمن الاحتلال، التي تخفي الرواية الحقيقية لحادثة الليلة"، مضيفا: "من غير المستبعد بالمطلق أن يكون ما حدث؛ هو عملية اصطياد لقوة صهيونية خاصة حاولت التسلل للقطاع أو القيام بزراعة شيء في هذه المناطق الحدودية، وهو ما دفع المقاومة للقيام بواجبها المطلوب في مثل هذه الحالات".
ثغرة جديدة
ورأى الخبير أن "هذا الشكل المقاوم، تنجح المقاومة بموجبه في تحييد الآلة العسكرية الصهيونية المتكاملة والأكثر تطورا في هذا العالم، وهو الأجدى والأكثر واقعية بالنسبة لنا مقارنة بمواجهات نظامية حدثت وقد تحدث بين المقاومة وبين هذا العدو".
وحول وقوع الحدث بعد أقل من يوم على مناورة عسكرية ضخمة، أوضح الخبير الأمني إبراهيم حبيب، أن "المناورات التي يجريها جيش الاحتلال، تجري في إطار رفع الروح المعنوية المتدنية لجنود الاحتلال، ومنحهم القدرة على تنفيذ العمليات إذا ما وقعت مواجهة مع غزة، وهو يدرك أنه يقاتل في بيئة صعبة، ويواجه مقاتلين من طبيعة ونفسيات وتجهيزات خاصة".
وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أن "المقاتل الفلسطيني منفذ العملية، كشف أن كل تدريبات ومناورات جيش الاحتلال، لن تكون رادعا للمقاتلين الفلسطينيين الذين سيعملون بجد وقساوة، وسيلقنون جيش الاحتلال دروسا قاسية في البيئة التي يعملون فيها".
اقرأ أيضا: الاحتلال ينهي مناورة تجهيزية "لمعركة محتملة" في غزة
ولفت إلى أن "عملية خان يونس؛ ليست دفاعية وإنما هجومية، لقنت الاحتلال درسا كبيرا برغم حالة التأهب القصوى المعلنة لديه، كما أنها كشفت ثغرة جديدة في كل ما تقوم به قوات الاحتلال".
وبشأن مزاعم جيش الاحتلال، أنه لم يتضح للجيش أن منفذ الهجوم كان مسلحا، بين الخبير الأمني، أن "هذا تبرير غير منطقي؛ فهناك العديد من عمليات التسلل التي تحدث، وبمجرد أن يهم أي شاب بالتسلل يتم اعتقاله أو إطلاق النار عليه، كما أن أجهزة الليزر الموزعة على السياج الفاصل؛ لا تكشف فقط الأشخاص، وإنما تكشف أي معدن يحمله هذا الشخص، وبالتالي فإن هذه محاولة لتغطية فشله على ما جرى هذه الليلة".
من جانبه، رأى الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا، أن هذا "الهجوم الفردي، هو اختبار عملي لقدرات جيش الاحتلال الذي أنهى مناورات عسكرية، من أجل الاستعداد لأي مواجهة قادمة مع غزة، حيث فشلت قواته في التصدي لهذا الشاب الذي تمكن من التسلل والاشتباك لأكثر من 3 ساعات مع جنود الاحتلال".
ونوه في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "هذا النموذج الفردي الجديد للشباب الفلسطيني، قد يتكرر مع شباب آخرين، رغم الظروف الأمنية المعقدة التي تحيط بمنطقة السياج الأمني العازل شرق القطاع"، متسائلا: "كيف سيتعامل الاحتلال مع هذا النموذج الجديد، الذي أحرج جيش الاحتلال، وكذب تصريحات قادته؛ بأن جيشهم جاهز لخوض أي مواجهة؟".
معهد إسرائيلي: استراتيجيتنا العسكرية فشلت أمام حماس بغزة
"القدس تلفظ المطبعين".. هكذا يطردهم رواد الأقصى
هل تنفذ السلطة قرار وقف العمل بالاتفاقيات مع الاحتلال؟