نشرت صحيفة "
نوفال أوبسرفاتور" الفرنسية
تقريرا استعرضت فيه 10 معلومات تتعلق بوزير خارجية
بريطانيا السابق وعضو البرلمان
المحافظ
بوريس جونسون، من بينها إعجابه بتشرشل وعلاقته بترامب.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته
"
عربي21"، إن عمدة لندن السابق الذي ينافس على خلافة تيريزا ماي، هو
المرشح المفضل للناشطين المحافظين الذين اجتمعوا يوم السبت في برمنغهام في أولى
مواجهته مع منافسه جيريمي هانت.
وذكرت الصحيفة، أولا، أن جونسون يحظى بشعبية
بارزة. فمن بين المرشحين العشرة لمنصب زعامة
حزب المحافظين، لطالما اعتُبر بوريس
جونسون ذا الحظوظ الأوفر. وفي سنة 2016، كان هذا السياسي المولود سنة 1964، نجم
حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث جاب بريطانيا في حافلته الحمراء
وزعم، كذبا، أن الاتحاد الأوروبي كان يكلف دافعي الضرائب البريطانيين 350 مليون
جنيه إسترليني (أي ما يعادل 400 مليون يورو) أسبوعيا.
وينوي جونسون الآن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي
دون التوصل إلى اتفاق، ويهدد بعدم دفع ما يتراوح بين 40 و45 مليار يورو التي تدين
بها لندن لهذه الجمعية الدولية. ورغم حماقاته وتهريجه، أو بسببها، ظل وزير
الخارجية السابق في حكومة تيريزا ماي يحظى بشعبية لدى المحافظين والرأي العام.
وأوردت الصحيفة، ثانيا، أن جونسون يتمتع بهوية
"منصهرة". ففي طفولته، كان يُلقب "بآل"، علما بأن اسمه الكامل
هو ألكسندر بوريس دي فيفيل جونسون. ويعتبر جونسون نفسه "بوتقة خليط
عرقي" بحجة أنه ولد في نيويورك وينحدر من أصول روسية وفرنسية وألمانية
وتركية. وقد اغتيل جده، الذي كان آخر وزير داخلية للإمبراطورية العثمانية، في سنة
1922.
وأشارت الصحيفة، ثالثا، إلى عمله في الصحافة. فقد
بدأ جونسون، المعروف بقلمه الحاد، عمله الصحفي في صحيفة التايمز في أواخر
الثمانينيات، لكنه طُرد بعد أقل من سنة بسبب اختراع اقتباس كامل عن الملك إدوارد
الثاني وعشيقته. ثم انتدبته "ديلي تلغراف" كمراسل في بروكسل، حيث أصبح
أحد أبرز المنتقدين المتحمسين للمفوضية الأوروبية التي كان يترأسها آنذاك جاك
ديلور، "هذا الاشتراكي الذي يدخن باستعمال الغليون ويرتدي ملابس من تصميم
كريستيان لاكروا". ولطالما كانت أسئلته العدوانية (والمضحكة) في المؤتمرات
الصحفية منتظرة. إثر ذلك، أصبح رئيس تحرير مجلة "ذا سبيكتاتور"
الأسبوعية.
وأضافت الصحيفة، رابعا، الرابط الذي يجمعه بديفيد
كاميرون. فقد انتُخب جونسون لعضوية مجلس العموم في سنة 2001. بعد سبع سنوات، وبدفع
من زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون، نجح في ترأس عمدة لندن، ليخلف كين
ليفينجستون. كان جونسون وكاميرون صديقان منذ دراستهما في إيتون (المدرسة الداخلية
الفاخرة للأولاد) ثم في أكسفورد. وينتمي كلاهما إلى نادي بلينجدون، الذي تأسس سنة
1780.
وتحدثت الصحيفة، خامسا، عن أفراد عائلته. كان
والده (الذي يشبهه) المختص في البيئة، مسؤولا رفيعا في مفوضية بروكسل. وتُناضل
شقيقته، راشيل، وهي صحفية مثله، ضد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقد ترشحت
في الانتخابات الأوروبية لسنة 2019 على قائمة "تشاينج يو كاي" (تغيير
المملكة المتحدة). وقد صوت شقيقه جو، الوزير المحافظ السابق، ضد خروج بريطانيا من
الاتحاد الأوروبي، وينادي بإجراء استفتاء جديد.
وتطرقت الصحيفة، سادسا، إلى إعجابه الشديد بتشرشل
وحتى بمواقفه المتقلبة. وفي مقابلة صحفية له في أيلول/ سبتمبر 2015 بمناسبة إصداره
للسيرة الذاتية لرئيس الوزراء السابق، رسم صورة طبق الأصل له قائلا: "على
غرار الكتاب المقدس، يحتوي تشرشل على جميع النصوص التي يحتاجها المرء. فقد قال كل
شيء ونقيضه". إن جونسون على دراية تامة بهذا الأمر، فقد أعلن عن رفضه لخروج
بلاده من الاتحاد الأوروبي، قبل يومين من الدعوة العلنية لعكس ذلك بتاريخ 21 شباط/
فبراير 2016.
وتطرقت الصحيفة، سابعا، إلى مظهر بوريس الخارجي.
ويعتبر جونسون، الذي يتأخر عن جميع مواعيده ولا يواظب كثيرا على اجتماعاته عندما
كان نائبا، غير منضبط. ولطالما أسال مظهره (أحذية مصنوعة من القش وملابس مجعدة
وجوارب غير متطابقة) الكثير من الحبر. هل يعد ذلك متعمدا؟ قال أحد زملائه
السابقين إن "الاعتناء بمظهره يكلفه ساعة كل صباح". ويتمتع جونسون بحس
الصورة، حتى لو كانت فظيعة. ففي أثناء الألعاب الأولمبية التي احتضنتها لندن سنة
2012، وحين كان يشغل منصب عمدة، ظل عالقا فوق كابل للتزحلق على الحبل، وهو يلوح
بعلمين للمملكة المتحدة.
وشرحت الصحيفة، ثامنا، خياناته المتعددة. فقد
تصدرت مغامرته الخارجة عن نطاق الزواج الصفحات الأولى للصحف، وقد ساعدته في
مسيرته: "فمع تعدد علاقاته، تزداد شعبيته"، وذلك وفقا لما أشار إليه
موقع "سلايت" في سنة 2007.
ونوهت الصحيفة، تاسعا، إلى علاقته بترامب. فقد اعتبر
الرئيس الأمريكي أن "صديقه" يقوم "بعمل جيد جدا". وعلى الرغم
من الاختلاف الكبير بين مسيرتيهما، إلا أن هذين السياسيين يمتلكان نقاطا مشتركة،
وهي الشعوبية والليبرالية والتصور المرن للحقيقة وكراهية بروكسل، ناهيك عن الشعر.
وأشارت الصحيفة، عاشرا، إلى شبه بورين جونسون
بتاليران. ففي مقال رأي حديث نُشر في "نوفيل أوبسرفاتور"، لا يستبعد
النائب العمالي السابق دنيس ماكشان أن جونسون قد يغير مواقفه، وأن "الشخصية
الرمز في ثورة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الشبيه "بسانت جست"، تحول إلى مثيل تاليران في استعادة بوربون. وربما لن يزعج ذلك جونسون الذي أعلن، في
أحد الأيام، أن "النفاق هو جوهر شخصيتنا الوطنية".
اقرا ايضا: الغارديان: جونسون وبانون متشابهان حتى بكراهية المسلمين