ربطت صحيفة إسرائيلية، بين تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن ضرب إيران، وبين العرض الأمريكي "الكبير" في المنامة والمتمثل في "مؤتمر البحرين"، الذي يعتبر الانطلاقة الرسمية لما يسمى "صفقة القرن" الأمريكية.
وبلغة ساخرة، أكدت صحيفة
"يديعوت أحرنوت" العبرية، في مقالها الافتتاحي الذي كتبه بن-درور
يميني، أن لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "لسانا طويلا ولكن اليد كما يبدو فهي قصيرة جدا".
وذكرت أن "إيران ارتكبت سلسلة
من الاستفزازات، فقد ضربت المرة تلو الأخرى ناقلات نفط، ولم يرد أحد، لذا فقد
فهمت أن بوسعها أن تستمر، واستمرت بالفعل؛ وأسقطت طائرة تجسس لأمريكا غير مأهولة،
كلفتها 130 مليون دولار، وهذا استفزاز إيراني".
وزعمت أن "ترامب بادر إلى رد
فعل وأوقفه في الوقت ذاته، هل تردد؟ يحتمل ذلك، ولكن في الظروف القائمة، لا حاجة
للاستخفاف بترامب، لأن ضبط النفس كان في مكانه"، موضحا أن "الولايات
المتحدة تنكب على تنظيم الورشة الاقتصادية في البحرين، والتي ستبدأ بعد
يومين".
ونوهت إلى أن "السيطرة في
البحرين سُنية، ولكن الأغلبية شيعية؛ وبعضها يؤيد إيران التي طلبت في الستينيات من
الحكم البريطاني في البحرين السيطرة على الجزيرة (البحرين)، وهي لم تكف عن
هذا".
اقرأ أيضا: بومبيو ينفي رسالة ترامب إلى طهران.. سنتحرك بالوقت المناسب
واعتبرت الصحيفة أن "الأمر
الأخير الذي تحتاجه الولايات المتحدة هو اضطرابات في البحرين في أعقاب ضرب إيران،
وهو الأمر الذي كان سيهدم المؤتمر تماما"، مضيفة أن "صاروخا واحدا يضرب
منطقة مطار البحرين كفيل بأن يحطم المؤتمر، فلن يأتي أحد ولن يخرج كذلك".
وأكدت أن "مؤتمر البحرين هو سبب
من بين أسباب كثيرة، ولكنه ليس أقلها".
وإضافة لما سبق، فقد قدرت
"يديعوت"، أنه "في موازين القوى الحالية؛ ليست الولايات المتحدة الطرف القوي، وإيران ضعيفة جدا اقتصاديا، ولكنها دولة مسلحة من أخمص القدم حتى
الرأس، ولديها مخزون هائل من الصواريخ الدقيقة، وصاروخ إيراني يمكنه أن يضرب ليس
المطار فقط بل الجسر البري الذي يربط السعودية بالبحرين، وهو شريان مواصلات
استراتيجي".
وأكدت أن "المعضلة الإيرانية
لدى الولايات المتحدة تشبه المعضلة الغزية واللبنانية لدى إسرائيل"، منوهة إلى
أن "الكيانات الضعيفة تحوز أحيانا قدرة ضرب هائلة وقدرة امتصاص هائلة
أيضا".
وأشارت إلى أن "أمريكا لم تنس الغرق في الوحل العراقي، لأن من اكتوى بالنار يحذر من البخار (اللي يتلسع من
الشوربة ينفخ في الزبادي)، ودول الشرق الأوسط؛ مستنقع مغرق".
ونبهت "يديعوت"، أن
"إيران هي قصة مختلفة وأكثر خطورة، فلقد كانت قوية قبل الاتفاق النووي ومنذئذ
وهي تعنى أساسا بتحسين قدراتها العسكرية".
وقدرت
أنه "يمكن ألا يكون مفر من ضربة توضح للإيرانيين، أنهم لا يمكنهم مواصلة
الاستفزازات، ولكن أحيانا من المجدي العد حتى 10 قبل اتخاذ قرار الرد، وهذا صحيح
أكثر في هذا الأسبوع، قبيل العرض الأمريكي الكبير في المنامة"، معتبرة أن
ترامب فعل خيرا لأنه منع إيران من "فرصة سرقة العرض".
"هآرتس" تشكك بقدرة ترامب على مواجهة إيران.. العقوبات فشلت
توقع إسرائيلي لتداعيات توتر الخليج وسلاح ترامب المفضل حاليا
"هآرتس" تتوقع تأجيلا متكررا للجزء "الأصعب" من صفقة القرن