في سالف العصر والآوان، كان القدماء يقدمون القرابين البشرية لآلهتهم، اعتقادا منهم بأنها تجلب الخير وتُبعد الشر. واليوم في عصرنا هذا يتم الشيء نفسه، وذلك إما باغتيالها معنويا، أو تشويهها والتندر بما تفعله هذه الشخصية أو تلك؛ من تصرفات وسلوك تراه منافيا للعرف العام. ومن ثمّ، ينشغل الرأي العام بهذه الأمور، وينصرف عما هو أهم وأخطر (التعديلات الدستورية على سبيل المثال).
هنا تم تقديم قربانين بشريين لفنانين
مصريين، هما خالد أبو النجا وعمر واكد، اللذين ذهبا إلى الكونغرس الأمريكي، ليُقدما اعترافا كاملا برفضهما للتعديلات الدستورية في مصر.
قامت الدنيا ولم تقعد، وانبرى الإعلام السمعي والبصري في كيل الشتائم والسباب واللعنات عليهما، بل تحركت نقابة الممثلين (وهي المعنية في الأصل للدفاع عن حقوق الممثلين) بشطبهم وسحقهم وفصلهم من النقابة.
ومرة أخرى، انشغل الرأي العام، بعد انشغاله بالمخرج "الإباحي"، وقصصه المنفلتة مع بنات صغار. ومن قبل انشغل منغمسا بفستان فاضح لفنانة مشهورة، إلى زلة لسان لفنانة مشهورة أخرى.
وأخيرا، قضية خالد وعمر، وكأنما توقف الزمن عند هذه الواقعة الطبيعية جدا في مجتمعات أخرى، وتمدد لكي يُسَلم الإعلام قربانا آخر، عندما يحين الوقت.
لا يسع كاتب هذه السطور في هذه المناسبة؛ إلا أن يتذكر أبياتا من أغنية كانت تُغَنى قبل الإسلام، كنوع من التبرك بالآلهة حين تقديم الأضاحي، وتزلفا للصنم هُبَل:
لبيك اللهم هُبَل
لبيك يحدونا الأمل
الحمد والشكر لك، وكلنا نخضع لك.