قال سياسيون مصريون ومحللون، إن جهود مصر وحلفائها في ليبيا بدعم قوات اللواء المنشق، خليفة حفتر، لانتزاع السيطرة على العاصمة الليبية طرابلس تواجه شكوكا وممانعة غربية وروسية.
وكانت قوات شرق ليبيا، قالت، الجمعة، إنها دخلت الضواحي الجنوبية من العاصمة طرابلس في تصعيد لصراع على السلطة يمزق البلاد منذ الإطاحة بمعمر القذافي في 2011.
وأكدوا في تصريحات لـ"عربي21" إن قوات حفتر تلقى دعما عسكريا وماديا من مصر والإمارات العربية بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية، التي قام حفتر بزيارتها قبل عمليته العسكرية بأسبوع واحد، ما يوحي بحصوله على مباركة الرياض على تحركاته.
على مستوى ردود الفعل الغربية من تحركات حفتر، حذر وزير خارجية روسيا، سيرجي لافروف، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره المصري، سامح شكري، بالقاهرة، من التدخل الخارجي في ليبيا، ودعا كل القوى السياسية الليبية إلى التوصل لاتفاق فيما بينها.
موقف الغرب
فيما أصدرت حكومات الولايات المتحدة وإيطاليا والإمارات وفرنسا وبريطانيا بيانا مشتركا دعت فيه إلى وقف التصعيد الحالي، والتأكيد على عدم رؤيتها لحل عسكري للصراع خوفا من إمكانية تسبب ذلك في جر ليبيا نحو الفوضى.
اقرأ أيضا: تركيا وبريطانيا تعلقان على التطورات الأخيرة في ليبيا
ويشارك حفتر السيسي في عدائه للتيار الإسلامي، وعلى رأسه جماعة الإخوان المسلمين، واعتماد الحل العسكري بدلا من الحوار لحسم المفاوضات.
في شباط/ فبراير 2017، أكد حفتر أن "ما يقوم به الجيش الليبي ضد تنظيم الإخوان وأعوانه من الجماعات الإرهابية شيء بسيط بالنسبة لما قام به الجيش المصري منذ البداية ضد هذا التنظيم الإرهابي"، مشيرا إلى أنه "لولا ما قدمته مصر لنا ما كنا نستطيع أن نقف على أرجلنا مرة أخرى".
عقبة الغرب
وعلق النائب السابق، والسياسي المصري، عبدالموجود الدرديري، بالقول: "إن الغرب يسمح بدور مصري في ليبيا طالما أنه لا يخرج عن إطار السياسة الأوروبية، ولا يسمح بوجود دور مستقل"، مشيرا إلى أن "السيسي يدعم حفتر طمعا في الحصول على أكبر نصيب من براميل النفط، وعدم وجود دولة مدنية ديمقراطية إلى جواره".
مؤكدا أن "الغرب الاستعماري لا يريد لمصر الاستفادة من النفط الليبي حتى لو كانت تحت حكم العسكر؛ لأن الغرب لا يريد أن يتقوى المصريون على حساب الشعوب الأوروبية والعقلية الاستعمارية، وتصر على بقاء سايكس بيكو بدون تغيير".
اقرأ أيضا: أوبزيرفر: هل بعثت الرياض برسالة لحفتر للهجوم على طرابلس؟
وأشار إلى أن "هناك بعد آخر هو تطور الحراك الليبي لإنشاء دولة مدنية ديمقراطية دون أن تكون دولة عسكرية، وهذا ما لا يريده نظام العسكر المصري. انقلاب مصر يفضل التعامل مع انقلاب مماثل له في ليبيا، ووجود دولة مدنية ديمقراطية في ليبيا يهدد مستقبل الانقلاب المصري".
دور السيسي محدود
بدوره؛ قال المحلل السياسي، محمد السيد، لـ"عربي21": "تعد ليبيا من الدول المنتجة للنفط ولديها احتياطي نفطي بلغ في 2017 ما يقرب 48 مليار برميل، ولازالت هناك كميات كبيرة لم تكتشف بعد نتيجة توقف الشركات الأجنبية بسبب الصراع الدائر بين حكومة الوفاق الوطني والمتمرد خليفة حفتر".
وأضاف: "ورغم ما يقدمه النظام الانقلابي في مصر بقيادة السيسي من دعم عسكري على الأرض وفِي الجو مكًن حفتر من السيطرة على مدن عدة أهمها بنغازي، إلا أن الدول الغربية لن تترك النفط الليبي نهما للسيسي والإمارات".
موضحا أن "الشركات التي تقوم بعمليات التنقيب، ومنها توتال، وإيني وبي بي لها استثمارات كبيرة في ليبيا، وهذه الدول أيضا شاركت في القضاء على نظام معمر القذافي، وأذكر هنا بالتحديد الضربات الجوية التي نفذتها الطائرات الفرنسية والتي حسمت المعركة لصالح الثوار".
المجتمع الدولي
ورأى السيد "الغرب عموما له مآرب كثيرة في ليبيا على رأسها النفط، ومحاربة الهجرة غير الشرعية التي تنطلق من السواحل الليبية، وما سمح به الغرب للسيسي من تدخل في ليبيا كان تحت ذريعة محاربة ما يسمى الاٍرهاب الداعشي، وهذا الأمر انتهى، لكن بعض القوى الغربية، بالاتفاق مع السيسي، تترك له المجال لمساعدة حفتر تحت ذريعة وقف تهريب السلاح إلى مصر".
تساؤلات عن دور مصري وإماراتي في تحركات حفتر نحو طرابلس
هل ينقلب حفتر على اتفاقه مع السراج في أبوظبي؟
مظاهرات ضد لقاء السراج وحفتر في الإمارات.. لهذه الأسباب