تسببت
التحركات الأخيرة التي قام بها اللواء الليبي خليفة حفتر نحو العاصمة طرابلس تعقيدات
وردود فعل غاضبة محليا ودوليا، وسط تساؤلات عن أسباب هذه الخطوة الآن ومن يدعمها، وما
إذا كان لحلفاء حفتر الإقلميين "مصر والإمارات والسعودية" دور في هذا الهجوم.
وأعلن
حفتر رسميا عبر كلمة مسجلة عن بدء عملية "تحرير" طرابلس، مطالبا قواته بدخول
العاصمة، معتبرا أن تحركاته جاءت استجابة "لأهالي طرابلس"، هاتفا:
"لبيك طرابلس لبيك".
اقرأ أيضا: "حفتر" يحشد قواته نحو "طرابلس".. ما مصير الملتقى الوطني؟
"دور مصري وإماراتي"
وتوقع
مراقبون أن تكون هذه التحركات جاءت بعد دعم سواء سياسي أو عسكري من قبل حلفاء حفتر
من "الإمارات والسعودية ومصر"، خاصة
بعد زيارة الأخير للرياض مؤخرا، لكن البعض اعتبرها خطوة ليبية وفقط وأنه مخطط لها منذ
فترة.
ورغم
أن دولة الإمارات طالبت بالتهدئة ووقف هذا التصعيد عبر بيان لها مع الدول الكبرى، إلا
أن مصر لم تعلن أي ردود فعل حتى كتابة هذه السطور، رغم أن الأمين العام للأمم المتحدة
زار القاهرة قبيل زيارته للعاصمة طرابلس، ما طرح تساؤلات عن دلالة هذا الصمت، وما إذا
كان النظام المصري "داعما" لخطوة حفتر أم "متحفظا عليها".
"دولة
عربية ما.."
وفي
تصريح مفاجئ، كشف وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا أن "قوات حفتر تحركت
نحو طرابلس بعد تلقيها ضوءا أخضر لتدمير العاصمة من دولة عربية ( لم يسمها)، وأن هذه
الدولة دخلت على الخط حديثا أو كانت موجودة من فترة، وأنه جاري التأكد من المعلومات
لكشف هذه الدولة".
وأكد
الوزير أن "طرابلس بها 3 ملايين شخص، وأن قواته جاهزة لصد أي هجوم، وأن بلاده
ستعتمد على نفسها وفقط"، كما صرح لقناة "الحرة" الأمريكية.
اقرأ أيضا: إدانات دولية لعملية حفتر العسكرية تجاه العاصمة طرابلس
"دعم فرنسي –
إماراتي"
من جهته،
أكد الأكاديمي المصري المتخصص في الملف الليبي خيري عمر أن "تحركات حفتر ليست
مفاجئة أو جديدة، كونها يخطط لها منذ 6 أشهر تقريبا واحتمال دخوله العاصمة كان قويا،
وأنه أعلن عن ذلك مرارا، والأمر تغير فقط من الانتقال للغرب مباشرة إلى المرور بالجنوب
ثم الانتقال للغرب الليبي".
وأشار
في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "حفتر هو مشروع قائم على الدعم الخليجي
والإقليمي وهو لا يتحرك بشكل مستقل، لكن الداعمين القويين له الآن هما: فرنسا والإمارات
وليست مصر، فالدولتان هما أكبر دافع له لإيصاله لأكبر نقطة ممكنة ولو احترقت ليبيا
كلها، أما مصر فلايمكن التكهن بمستوى المساندة له".
وحول
نتائج هذه الخطوات العسكرية الآن، قال عمر: "هذه التحركات تجاوزت الملتقى الوطني
واعتبرته غير موجود، والمشكلة ليست في التحالفات المساندة لحفتر أو غيره، الأزمة أنه
لاتوجد حكومة في الغرب الليبي يمكنها السيطرة على الموقف".
"زيارة السعودية"
وقال
رئيس منظمة التضامن الليبية لحقوق الإنسان جمعة العمامي إن "الزيارة الخاطفة والمفاجئة
التي قام بها حفتر إلى المملكة السعودية تصب في تنفيذ مخطط المحور المعادي للثورات
والمتمثلة في الإمارات ومصر والسعودية"، مضيفا لـ"عربي21": "بالتأكيد
لو تطلب تنفيذ المخطط هذا تدخلات مباشرة من دول هذا المحور فلن تتأخر"، حسب توقعاته.
ورأى
الباحث السياسي الليبي، نزار كريكش أنه "بعد زيارة حفتر للسعودية واستمرار الدعم
الإماراتي له في الشرق وفي عمليات الجنوب يمكن القول بأنه لا يمكن أن تخرج هذه العملية
(دخول طرابلس) عن هذا المشروع الذي بدأ في مدينة بنغازي، في إشارة لمشروع حفتر العسكري"،
كما صرح لـ"عربي21".
"ضرب الإسلاميين"
وأشار
المدون من الشرق الليبي، فرج فركاش إلى أن "بعض الدول التي استثمرت في حفتر ومشروعه
ليست مستعدة للتخلي عن استثمارها بسهولة وهي بذلك تضرب عصفورين بحجر واحد: النفوذ في
ليبيا وضرب من تصنفهم أعداءها خاصة من تيار الإسلاميين، المدعوم من تركيا وقطر".
وتابع:
"الإمارات حاولت تقريب الأطراف الليبية وتعطي حفتر ما كان يريده المتمثل في قيادة
الجيش، لكن يبدو أن هذه التفاهمات لم تنضج بالطريقة التي يريدها الأخير كونه يريد وزارات
حساسة وحق "الفيتو" في المجلس الرئاسي الجديد، ويبدو أن السراج تراجع خطوة
للوراء ولم يلب طلبات حفتر ما دفعه للهجوم".
وتوقع
في تصريحه لـ"عربي21" أن "مصر غير راضية عن التحركات تجاه طرابلس، ولكن
لا يمكن فصل الموضوع عن زيارة حفتر الأخيرة للسعودية والمعروفة بعداوة ولي عهدها محمد
بن سلمان لجماعة الإخوان، حتى لو أعلنت الرياض دعمها للملتقى الجامع وخطة سلامة".
اقرأ أيضا: "حماية طرابلس" تستهدف قوات حفتر بقصف مدفعي غرب ليبيا
"دعم عسكري واستخباراتي"
وأكدت
الأمين العام لحزب الجبهة الوطنية الليبي، فيروز النعاس أنه "بدون دعم مصر والإمارات
لا يستطيع حفتر أن يتقدم خطوة، ومن خلال الاستعراض العسكري الذي تم بثه يتضح درجة الدعم
المتحصل عليها، وهذه الدول مجرد أدوات في يد فرنسا لتحقيق أطماعها في المنطقة".
وأوضحت
في تصريحات لـ"عربي21" أنه "في حال تقدم حفتر لطرابلس -لا قدر الله
- سيكون دعم هذه الدول له في الجانب الأمني والاستحباراتي كبيرا وسيدعمونه لضمان تحويل
الدولة إلى دولة بوليسية تابعة لهم".
تساؤلات حول لقاء حفتر بالملك سلمان.. هكذا قرأها سياسيون
لماذا "تستثمر" الإمارات والسعودية بـ"الصحة" في مصر؟
ما حقيقة وجود "خلايا نائمة" مؤيدة لحفتر في العاصمة طرابلس؟