شهدت العاصمة الليبية "
طرابلس"
اشتباكات وتوترا أمنيا بين مجموعات مسلحة تتبع وزارة الداخلية بحكومة الوفاق، وسط تساؤلات عن دلالة هذه التوترات الأمنية في ظل الحديث عن محاولات من قبل قوات "
حفتر" الدخول والسيطرة على العاصمة.
ووقعت الاشتباكات المسلحة في مناطق "غوط الشعال، وجنزور، والسراج، والسياحية" بطرابلس، بين أفراد من القوة الأمنية المتحركة وبين بعض التمركزات الأمنية هناك وكلها قوات تتبع وزارة الداخلية، وسط حالة صمت من الوزارة أو توضيح لملابسات الاشتباكات.
في سياق متصل، انفجرت سيارة في منطقة "بير الأسطى ميلاد" في تاجوراء شرق العاصمة طرابلس، أسفرت عن مقتل شخص، دون مزيد من التفاصيل عن ملابسات الحادث.
"خلايا نائمة"
وتساءل مراقبون عن دلالة هذه الاشتباكات في هذا التوقيت الذي يتم فيه تداول أنباء عن خطة للواء الليبي، خليفة حفتر بالدخول إلى العاصمة والسيطرة عليها عبر تواجد قواته في الجنوب وتحركه إلى مدينة سرت الساحلية، ولقائه مؤخرا برئيس حكومة الوفاق، فائز السراج والذي قد يكون تم الاتفاق بينهما على الدخول سلميا"، وفق تقديراتهم.
والسؤال: هل للاشتباكات الأخيرة علاقة بخطة "حفتر" في الدخول لطرابلس؟ وهل توجد
خلايا نائمة فعلا ستدعمه في ذلك؟
"مندسون"
من جهته، قال الأكاديمي الليبي، مفتاح شيتوان إن "هذه الاشتباكات تحصل وتتكرر أحيانا لكن لفترة بسيطة ساعة أو اثنين مثلا، وفي العادة تكون مجرد إطلاق رصاص وقفل شوارع، وهدفها كله التنافس حول الاحتفاظ بنفوذ ومقرات".
وأوضح في تصريحات لـ"
عربي21" أنه "لا يوجد دعم عسكري من أي مجموعات لـ"حفتر" في طرابلس، لكن قد يكون له أعوان مندسّون يقومون بالتخابر لصالحه"، وفق كلامه.
اقرأ أيضا: مظاهرات ضد لقاء السراج وحفتر في الإمارات.. لهذه الأسباب
لكن الناشطة في المجتمع المدني في طرابلس، غالية بن ساسي استبعدت أن "يكون لهذه الاشتباكات علاقة بخطة "حفتر"، لكنها مجرد اشتباكات من أجل تصفية حسابات سابقة"، مضيفة لـ"
عربي21": "وحقيقة حتى هذه اللحظة الأقوال والمعلومات حول حقيقة الاشتباكات متضاربة"، حسب تعبيرها.
"زحف نحو العاصمة"
وأكد الباحث السياسي السوداني المهتم بالملف الليبي، عباس صالح أن "حفتر لن يكتمل مشروعه إلا بسيطرته على طرابلس، وما حققته عمليته في الجنوب الليبي ربما ستشكل غطاء له للزحف نحو العاصمة، وهذا ليس إلا مسألة وقت، ولن تردعه تحذيرات البعثة الأممية ولا تفاهماته مع السراج مؤخرا في "أبو ظبي".
وأشار في تصريح لـ"
عربي21" إلى أن "ما وقع وسيقع لاحقا من اشتباكات في العاصمة سيساهم في تمهيد الأرضية لحفتر لانتزاع العاصمة بالقوة، كما أنه سيصطنع مجموعات موالية له داخل أو حول طرابلس، كما حدث في مدن جنوب
ليبيا، ولكن سيكون ثمن "غزو" طرابلس باهظا جدا عسكريا وسياسيا"، حسب تقديره.
وتابع: "ويبدو أن المجتمع الدولي يتواطأ مع فريق حفتر متخليا عن كافة الترتيبات الدبلوماسية والسياسية التي دعمها سابقا"، كما توقع.
انتظار أوامر "حفتر"
لكن الناشط السياسي المقرب من القيادة العامة في الشرق الليبي، فتح الله غيضان أشار إلى أنه "في ظل تناحر "الميليشيات" في العاصمة تتكرر هذه الاشتباكات كل شهر وكل يوم حتى، أما مسألة دخول "الجيش" فلن تكون بطريقة همجية، لكنه عندما سيدخل العاصمة سيعلن ذلك أمام الملأ".
وأضاف لـ"
عربي21": "كما أنه سيقوم قبل الدخول بعملية حشد ضخمة يصبح مجرد التفكير في مواجهته تعني الانتحار كما حدث في الجنوب، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من العسكريين والمدنيين داخل طرابلس الذين ينتظرون صدور الأوامر بالتحرك لإنهاء الوضع المزري في العاصمة"، حسب زعمه.
"العاصمة بخير"
وبدوره، قال المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار إنه "رغم وجود مؤيدين لحفتر في طرابلس إلا أن العاصمة لا تزال بخير، والاشتباكات الأخيرة ليس لها علاقة بحفتر كونها مجرد خلاف بين "ميليشيا" تتبع مدينة "الزنتان" وأخرى تتبع مدينة "جنزور" وهو خلاف نفوذ ومصالح وتصفية حسابات".
اقرأ أيضا: قوات تابعة للوفاق الليبية تعلن حالة الطوارئ والنفير بسرت
وتابع: "أما بخصوص الخلايا النائمة لحفتر هناك، فليس هناك خلايا نائمة بمعناها المعروف، يوجد مؤيدون لحفتر وعمليته "الكرامة" وهم معروفون ولا يملكون القدرة للتحرك كون الغرب الليبي رافض لذلك وأي حراك ستكون عواقبه وخيمة عليهم"، بحسب كلامه.