قلل زعيم حزب جبهة العدالة والتنمية المعارضة في
الجزائر، الشيخ عبد الله جاب الله، من أهمية الرسالة الجديدة المنسوبة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، والتي تعهد فيها بأن يكون للشعب الكلمة الفصل في الدستور، ووصفها بأنها "لا تقدم ولا تؤخر شيئا بالنسبة لمطالب الشعب الجزائري".
وقال جاب الله في حديث مع
"عربي21": "ما قاله الرئيس بوتفليقة اليوم بشأن الدستور والندوة الوطنية، هو تكرار لذات الوعود التي أطلقها في رسالته الأولى، والتي أعلن فيها تنحيه عن الترشح لولاية خامسة، وأنه يعتزم إطلاق مرحلة انتقالية تنتهي بإعلان دستور يتم استفتاء الشعب عليه، ثم الذهاب إلى انتخابات نزيهة، وهي وعود رفضها الشعب الجزائري بمظاهرات مليونية".
إقرأ أيضا: بوتفليقة: الجزائر مقبلة على نظام حكم جديد بمشاركة الجميع
وأضاف: "الشعب لا يثق في النظام الحالي مطلقا، ويعرف أن هذه الوعود ليست إلا وسائل التفافية، ويعرف أنهم إنما بادروا بهذه الخطوات لتجديد نظام حكمهم ليس إلا، والشعب له تجربة حراك تشرين الأول (أكتوبر) 1988، وما جرى بعدها من حوارات حتى اكتشف الشعب بعد 30 سنة أنه كان يعيش وهما".
وأكد جاب الله، أنه لا بديل أمام النظام الحاكم في الجزائر عن الإنصات لمطالب الشعب، الذي يطالب برحيل هذا النظام.
وقال: "الحسنة الوحيدة التي يمكن لبوتفليقة أن يقدمها للشعب الجزائري، هو أن يصدر مشروع قانون بتشكيل هيئة رئاسية تحل محله، ثم يستقيل، وتتشكل الهيئة من عقلاء وحكماء وقانونيي الجزائر، الذين عليهم أن يباشروا وضع الآليات المختلفة لقيادة مرحلة انتقالية تنتهي بدستور ثم انتخابات شفافة ونزيهة".
وأكد جاب الله أن "الأزمة في الجزائر هي أزمة سياسية، ولا يتم حلها إلا بالطرق السياسية السلمية، باحترام القواعد المقررة في عالمنا المعاصر، وفي مقدمتها الاعتراف بأن الشعب هو صاحب الحق في السلطة، ومن حقه أن يسترجع سلطته متى شاء، وقد عبر الشعب الجزائري عن ذلك بمليونيات غير مسبوقة".
ورأى جاب الله، أن أي تغيير في الجزائر يجب أن تتوفر له ثلاثة شروط أساسية، الأول أن يستمر الحراك الشعبي السلمي، على الأقل كل جمعة، والثاني أن تنجح المعارضة في توحيد صفها على كلمة سواء، وتتمكن من بلورة تصور واضح لتحقيق مطالب الشعب، والثالث وهو المهم، أن يحتضن الجيش مطالب الشعب، ويساعده في تحقيقها، لأنه المؤسسة الوحيدة التي تملك القرات التي تسمح لها بالتعاطي مع هذه المطالب"، على حد تعبيره.
وأكد الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، أن الشعب هو من يبت في التعديل الدستوري عن طريق الاستفتاء.
وأشار بوتفليقة في رسالة نقلتها وسائل إعلام جزائرية محلية، اليوم الاثنين، إلى أن الندوة، هي التي تتخذ القرارات الحاسمة الكفيلة بإحداث القفزة النوعية، والتي تتجسد من خلال تعديل دستوري شامل وعميق.