نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن قدرة "التشافيزية" (إيديولوجية سياسية يسارية) في فنزويلا على حشد مؤيدين لها عندما يكون هناك خطر عدو خارجي، بغض النظر على الأوضاع الداخلية.
وقال التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن "التشافيزية اعتادت على توحيد صفوفها إزاء أي عدو خارجي يمكن أن يهددهم، على غرار العدو الجديد المتمثّل في الولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترامب".
وعموما، يُضاف إلى هذا العدو الخارجي حليف وطني، وهو خوان غوايدو، رئيس الجمعية الوطنية، المعترف به من عشرات الدول كرئيس لفنزويلا، الذي تراه التشافيزية "دمية متحركة للإمبراطورية الأمريكية".
اقرأ أيضا: مادورو يعلن إطلاق مناورات عسكرية ضخمة في فنزويلا
وبينت الصحيفة أن الرئيس نيكولاس مادورو قد دعا في جميع ساحات بوليفار في فنزويلا إلى الإمضاء على عريضة لرفض تدخل الولايات المتحدة في الشؤون الداخلية للبلاد.
وفي شهر آذار/مارس سنة 2015، اتخذت خطوة مماثلة ضد قرار أوباما، الذي كان بمثابة أمر تنفيذي أعلن فيه عن حالة طوارئ وطنية بسبب التهديد "غير العادي والاستثنائي" للأمن القومي، الذي تسببت فيه وضعية فنزويلا.
ونقلت "الكونفدنسيال" ما جاء على لسان نيكولاس مادورو الذي أفاد بأن "الشعب مسلح بالفعل، فإذا ما كنت تريد إحلال السلام، استعد للدفاع عنه"، إضافة إلى ذلك، أكد مادورو أن هناك ما يصل إلى مليون ونصف المليون من الميليشيات، وهو رقم يمكن أن يصل إلى حوالي مليونيْ شخص على الأقل يكونون على استعداد للقتال.
ومن جهته، صرح المستشار السياسي بالميرو فيدال، الذي عبر عن استعداده لخوض حرب العصابات، أن الولايات المتحدة تعتزم غزو بلاده وأكد قائلا إن "ذلك يعدّ بمثابة تهديد. فهم يعبرون عن نيتهم في القيام بذلك، ونحن لا نريد أن يحدث ذلك، ولن نتوقف عن التصدي لهم. إنه بلد محاصر اقتصاديا واجتماعيا. وسنشن حربا على الجميع في حال شُن هجوم على الشعب خاصة وأنه من الممكن أن تتحول فنزويلا إلى فيتنام جديدة".
وأوردت الصحيفة أن رأي فيدال بشأن غوايدو كان واضحا فهو يعتبر أنه "يعمل لصالح الجانب الأمريكي، وهو مجرد نائب حصل بالكاد على 50 ألف صوت من قبل ولاية فارغاس. إنها خطة واضحة من قبل الجانب المكسيكي".
وفي ذلك إشارة إلى خطة مزعومة تم اكتشافها من خلال سلسلة من رسائل البريد الإلكتروني التي كشفت أن عدة أعضاء من المعارضة، بما في ذلك غوايدو، كانوا يتلقون توجيهات وإرشادات من مجموعة من الصرب في المكسيك من أجل الإطاحة بالرئيس هوغو تشافيز.
وأضاف فيدال قائلا إنه "مرسل من الجانب الأمريكي وليست له أية جذور في البلاد. فرؤساؤه هم مؤسسو حزب "الإرادة الشعبية"، يوبولدو لوبيز وترامب".
اقرأ أيضا: غوايدو يعلن اعتزامه إنهاء قطيعة فنزويلا مع إسرائيل
وأبرزت الصحيفة أن فيدال ينتقد بشدة العقوبات الأمريكية المفروضة ضد الاقتصاد الفنزويلي ويقول إن الهدف من ذلك هو شلّ حركة البلاد. في هذا الإطار، صرّح فيدال قائلا: "يسعى ترامب إلى الحصول على 50 بالمائة من الثروات الفنزويلية، والأمر سيّان بالنسبة لليبيا. إنها سرقة مبتذلة".
وأشارت الصحيفة إلى أن خوسيه بوير يخشى حدوث غزو في البلاد، حيث أورد قائلا: "وفقا للتاريخ، نحن على وشك أن نشهد تدخلا وشيكا. وعلى الرغم من محاولتهم القيام بذلك، إلا أن الشعب لهم بالمرصاد. لم يشهد الناس أي غزو من قبل، بالتالي لن يكون ذلك ضد شخص معين، وإنما ضد شعب بأسره. وسيعاني الجميع بنفس القدر".
وفي الختام، أوردت الصحيفة أن بوير يؤكد أنه في حال حدوث غزو، ستندلع معركة. وأضاف بوير قائلا: "حوالي مليونيْ شخص من رجال الميليشيا سيكونون مستعدّين لإحلال السلام من جديد. نحن لا نملك قوتهم، لكن لدينا روح المقاومة".
ديلي بيست: كيف أصبحت فنزويلا ساحة حرب بين بوتين وترامب؟
FP: كيف ستؤثر عقوبات فنزويلا على استراتيجية ترامب بإيران؟
التايمز: هل تستخدم أمريكا القوة بفنزويلا.. ماذا ستحتاج؟