قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن " وانغ تشي شان نائب الرئيس الصيني، سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل وسط مخاوف جدية من زيادة النفوذ الصيني في مشاريعها الاقتصادية، خاصة البنى التحتية والاستراتيجية وحيازة تكنولوجيا متطورة، لاسيما في الموانئ البحرية ومشاريع البنى التحتية الضخمة في إسرائيل، وكل ذلك بالتزامن مع دفء علاقات الصين مع إيران".
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "هذه الزيارة الأولى لمسؤول صيني رفيع بهذا المستوى لإسرائيل منذ 18 عاما، بعد زيارة الرئيس الصيني شاي جين فينغ عام 2000، ويعتبر نائبه الرجل القوي بجانب الرئيس، وسيحضر القمة المشتركة للبلدين التي تنظم للمرة الرابعة، على رأس وفد من رجال الأعمال وشخصيات الدولة، منهم مؤسس شركة علي بابا "جيك ما"، ورؤساء الشركات الكبرى بالصين، وستستمر زيارته ثلاثة أيام".
ونقلت الصحيفة عن مجلة الإيكونومويست العالمية أن "أحد رؤساء المخابرات الإسرائيلية تفاجأ من النفوذ المتزايد للصين في الاقتصاد الإسرائيلي، وبعض هذه المشاريع ذات صلة بالأمن الإسرائيلي الحساس، بجانب بيع إسرائيل لبعض القدرات التكنولوجية المتطورة للصين، دون أخذ المصادقة الأمنية، مما يثير المخاوف بأن يمنح هذا النفوذ الصيني المتزايد داخل إسرائيل القدرة على عمليات التجسس".
اقرأ أيضا: دبلوماسي إسرائيلي: لسنا جاهزين لصعود قوة عظمى بعد أمريكا
وأكدت أن "العيون متجهة نحو ميناء حيفا الذي شهد في يونيو نقل الجزء الأول منه لشركة SIPG الصينية، وهذا الجزء على مساحة 180 دونما من أصل 800 دونم مساحة الميناء الجديد، بعد أن حازت على عطاء لترميمه قبل ثلاث سنوات، وسيكون جاهزا في عام 2021، ويتم تشغيله على يد هذه الشركة الصينية، التي تدير ميناء شنغهاي منذ 25 عاما، وهناك شركة صينية نالت عطاء لترميم ميناء أسدود جنوب إسرائيل".
وأوضحت أن "ميناء حيفا هو الأكثر ازدحاما بالعمل في إسرائيل، ويضم القاعدة العسكرية الأساسية لسلاح البحرية، وتوجد فيه الغواصة القادرة على إطلاق صواريخ نووية، ورغم كل ذلك فإن الصفقة مع الشركة الصينية لم تبحث أمام الحكومة ومجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وهناك مخاوف من نقل تكنولوجيا حربية للصين".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "رغم وقف إسرائيل بيع أسلحة للصين عام 2005 عقب ضغوط أمريكية، لكن هناك مساحة قائمة لبيع التكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج، مثل منظومات السايبر ذات العمل المدني والاستخباري في الآن نفسه، ولعل ما يقلق إسرائيل وحلفاءها أن الصين تعتبر شريكا تجاريا من الدرجة الأولى لإيران".
ونقلت عن رئيس جهاز الموساد الأسبق، أفرايم هاليفي، أن "إسرائيل ملزمة بإقامة علاقات تجارية مع الصين، لكن لا توجد آلية رقابة واضحة تحول دون أن نبيع لها مقدرات اقتصادية متقدمة ومنظومات تكنولوجية باهظة".
اقرأ أيضا: مخاوف إسرائيلية من مشروع طريق الحرير الصيني.. لماذا؟
ونوهت إلى أن "زيارة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى بكين قبل عام ونصف أسفرت عن توقيع 25 عقدا من التعاون المشترك في مجالات عديدة بقيمة ملياري دولار، وفي الشهور الثمانية الأولى من 2018 باعت إسرائيل للصين بضائع وخدمات اقتصادية بقيمة 3.5 مليار دولار".
وختمت بالقول إن "الضيف الصيني القادم على إسرائيل لديه شبكة علاقات واسعة مع الأمريكيين، وأدار معهم سلسلة مفاوضات خلف الكواليس حول قضايا تجارية ومسائل اقتصادية، بغرض تخفيف حدة الانتقادات الأمريكية تجاه الصين، وكان من المتوقع أن يزور الولايات المتحدة في يونيو، لكن الزيارة تأجلت بسبب توتر العلاقات التجارية".
معارضة أمنية إسرائيلية لوقف "ليبرمان" إدخال الوقود لغزة
سفراء إسرائيليون: للسيسي علاقة أمنية وسياسية وثيقة معنا
يديعوت تحذر من عملية عسكرية بغزة إذا تصاعدت مسيرة العودة