قال خبير عسكري إسرائيلي في موقع ويللا الإخباري، إن "الأوضاع الاقتصادية والمعيشية السيئة في قطاع غزة تدفع حماس، في ظل وصولها لطريق مسدود مع أبو مازن لتفعيل المزيد من أدوات الضغط على إسرائيل من خلال المسيرات الشعبية، بهدف العودة لمواطنيها بإنجاز ذي معنى".
وأضاف أمير بوخبوط في تقرير ترجمته "عربي21" أن "اسم اللعبة القائمة بين حماس وإسرائيل اليوم هي الصبر والتحمل، صحيح أن الجيش الإسرائيلي لا يريد لمباحثات القاهرة التي تجري بين حين وآخر أن تفشل ، لكنه في الوقت نفسه متأهب لأي سيناريو من التصعيد العسكري".
وأشار إلى أن "الظروف المعيشية تشهد في غزة تدهورا غير مسبوق خلال الأشهر الأخيرة، مما لا يجعل لحماس الكثير من الخيارات، ويدفعها لأن تسعى بكل ما لديها من اتصالات لمنع وقوع الفوضى في القطاع، وفي الوقت ذاته لا تريد أن تكسر قواعد اللعبة كلها من أحل المحافظة على مصر وسيطا قائما".
وأكد أن "حماس تتوجه لتفعيل أدوات الضغط على إسرائيل من خلال المقاومة الشعبية، كي تلفت أنظار الأوساط على مستوى العالم، وقد دفعت خلال الأيام الماضية بعدد من الخطوات باتجاه زيادة الاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي".
وأضاف أن "الخطوة الأولى هي إقامة تجمع جديد للمظاهرات قرب شاطئ زيكيم شمال غزة، وهي نقطة حساسة جدا لأنها قريبة من المياه الإسرائيلية التي تسللت إليها قوة كوماندوز خاصة، تابعة لحماس خلال حرب غزة الأخيرة، حيث تنطلق مظاهرات شبه يومية هناك، تضطر الجيش لنشر قناصته على طول الشاطئ".
أما الخطوة الثانية لحماس، فذكر بوخبوط أنها "تنظيم مظاهرات ليلية عبر وحدات الإرباك التي تتركز مهمتها بالتشويش على الجيش في ساعات الظلام، بمعدل ألف متظاهر على طول الحدود، يطلقون الحجارة والقنابل الحارقة والعبوات الناسفة والبالونات المشتعلة وألواح الزجاج وإشعال الحرائق، وآخرون يحاولون التسلل باتجاه المستوطنات لإثارة الفوضى الأمنية، وتنتهي هذه المظاهرات عند منتصف الليل، ثم تعود في اليوم التالي".
يقول بوخبوط إن "المستوى الأمني والعسكري الإسرائيلي في تعامله مع هذه التوترات الأمنية من قبل حماس، يبدو منقسما على نفسه، فهو تارة يعتبرها نتيجة طبيعية لتآكل الردع الإسرائيلي، أو محاولات من حماس لتفعيل المزيد من أدوات الضغط، وحتى اللحظة لا يبدو أن بين يديها إنجازا تستطيع العودة به للشارع الفلسطيني ، مما يجعلها تستمر في فعالياتها الميدانية".
وأوضح أن "قيادة المنطقة الجنوبية تصف هذه الممارسات بأنها تكتيكية، رغم أنها قد تأخذ الأمور باتجاه تدهور أمني عسكري، ولكن طالما أن هذه المظاهرات تنتهي عند حدود الجدار الفاصل، ولا تتجاوزها، فإن الجيش يتعامل معها ببرود أعصاب ودون توتر، ويكتفي بإطلاق نار محدد".
وأشار إلى أنه "في حال حاول الفلسطينيون تخريب مواقع الجيش، والعبث بالمعدات العسكرية العاملة في العائق المادي التحت-أرضي لمواجهة الأنفاق، فإن الجيش يستخدم قذائف مدفعية أو قصفا جويا".
وأكد بوخبوط أن "اللعبة القائمة بين حماس وإسرائيل في هذه الآونة هي الصبر والتحمل وطول النفس، وهما ينتظران التطورات التالية: هل تخضع السلطة الفلسطينية لضغوط الولايات المتحدة ومصر، وتذهب لتسوية مع حماس، وهل توافق هي على تقاسم صلاحياتها بغزة مع السلطة الفلسطينية، أو أن يقرر الجيش زيادة مستوى الضغط والضربات المؤلمة باتجاه حماس، وهو يعلم أن ذلك قد يعمل على دهورة الوضع الأمني في غزة".
وختم بالقول أن "الجيش بدأ يتجهز لخيار عدم حصول تغيرات جوهرية على وضع غزة، بحيث تغامر حماس بتوجيه ضربة قوية لإسرائيل للخروج من الضغط الداخلي، ولذلك زاد من فرق القناصة وقوات المشاة، لحماية المستوطنات".
وأكد أن "إسرائيل أرسلت لحماس رسالة عبر مصر تحذرها من مغبة الاستمرار في هذه التوترات الأمنية الحدودية، لأن ردها في هذه الحالة سيكون قويا، وهناك تقدير بأن الجانبين قد يدخلان جولة تصعيد عسكري قاسية وواسعة".
إسرائيل تتخوف من حرب مع غزة وأمنها ينصح نتنياهو.. بماذا؟
مخاوف إسرائيلية من تصعيد مع حماس مع "اقتراب الأعياد"
وزراء إسرائيليون يبدون مواقف متباينة من التهدئة مع حماس