قال أمير بوخبوط الخبير العسكري الإسرائيلي في موقع ويللا الإخباري إن "الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية آخذة في السخونة مع مرور الوقت، وأن القوات الإسرائيلية تجلس على حقيبة من المواد المتفجرة".
ونقل في تقرير مطول ترجمته "عربي21" عن الضابط عيران نيف، قائد وحدة شاحام في الضفة الغربية، أن "هناك معالجة يومية وحساسة للأحداث المتلاحقة التكتيكية والإستراتيجية في الضفة الغربية كي لا تتحول إلى سلسلة عمليات وهجمات مسلحة ضد أهداف إسرائيلية، والهدف الأسمى للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية تكمن في عبارة بسيطة واضحة: المحافظة على الاستقرار".
وأضاف "نيف" المسؤول عن ملاحقة الخلايا المسلحة، ويحظى بتقدير كبير من قادة المستوطنين، أن "عملهم داخل الضفة الغربية، التي تضم مئات آلاف المستوطنين، قد يعرض الجيش للضغط الدولي الذي يطالب بتحسين حياة الفلسطينيين، ولعل الفرق في التعامل الإسرائيلي بين قطاع غزة والضفة الغربية، أنه سمح فيها بمنح تصاريح عمل للفلسطينيين داخل إسرائيل، وإقامة مشاريع بنى تحتية، ومنع عقوبات جماعية".
وزعم أن "الفلسطينيين في الضفة الغربية فهموا الرسالة جيدا بأن إشعال الأوضاع كفيل بجباية ثمن باهظ منهم، ورغم ذلك فهناك يوميا حوادث رشق بالحجارة وإلقاء قنابل حارقة، وهذا قد يشعل الميدان، لكن التطورات التي قد تعمل على فقدان التوازن القائم في الضفة تكمن في المس بالرموز الفلسطينية كالحرم القدسي والقدس واللاجئين والأسرى والأرض، بما فيها نقل السفارة الأمريكية للقدس".
وأضاف أن "تقليص موازنات الأونروا كفيل بدهورة الأوضاع الأمنية، وفي نهاية الشهر سنعلم إذا ما كان آلاف الطلاب الفلسطينيين سيخرجون للشوارع، بجانب آلاف العاطلين عن العمل، في قطاع غزة هناك 750 ألف لاجئ فلسطيني، وفي الضفة الغربية هناك 150 ألفا آخرين، موزعين على 19 مخيما، هذه قوة بشرية كفيلة بإحداث صورة معاكسة للوضع القائم في الضفة الغربية، لكنه لن يصبح كالمشكلة القائمة في قطاع غزة".
وأوضح أن "الضفة تساعد نفسها، صحيح أنها قد تتأثر بالتقليصات المتوقعة في الأونروا، ونحن نتهيأ لإمكانية حدوث انفجار في مخيمات اللاجئين، ولدينا عدة خطوات عملياتية متوقعة مثل احتلال بعض المخيمات، وإذا حانت ساعة الحقيقة فإن السلطة الفلسطينية ستجد الموازنة اللازمة، ولو بصورة سرية، لأنها لا تريد للآلاف أن يخرجوا للشوارع، ويتسببوا بأوضاع أمنية غير مستقرة".
وأكد أن "السلطة الفلسطينية لديها مصلحة في الحفاظ على الاستقرار، وبالنسبة للأونروا فنحن أمام قرار سياسي، ولا أستطيع أن أجعل مشكلة تكتيكية تؤثر على قرارات سياسية، كما أن استقطاع إسرائيل من أموال السلطة الفلسطينية بسبب تحويلها للأسرى قد تشكل عنصرا مزعزعا".
وأشار إلى أن "عدم انتقال الأحداث في قطاع غزة إلى الضفة الغربية، له عدة أسباب، فإن الضفة شهدت في السنوات الأخيرة نموذجا من ثقافة جديدة في أوساط الأجيال الشابة، تبحث عن الحرية والرفاهية الاقتصادية والاستقلال الذاتي، لذلك لا يريدون الخروج للشوارع، الجيل الفلسطيني يبحث عن عمل، هناك 17% من البطالة، هذه ليست نسبة قليلة، لكنها أقل بكثير من أماكن أخرى".
وأضاف أن "البعد القومي الوطني نسبته أقل في صفوف الشبان الفلسطينيين في الضفة الغربية، اليوم لديهم ذوي اهتمامات تكنولوجية، وينظرون للأمور من زاوية أخرى، يريدون القيام بمهام مختلفة، وإذا تمكنا من مساعدتهم وتطوير الآفاق أمامهم، فسيساعد ذلك بتهدئة الأوضاع".
وأشار إلى أن "التنسيق بين الجيش والإدارة المدنية يسهم في توفير الاستقرار الأمني في الضفة الغربية، وأحد نجاحاتنا تكمن في المحافظة على أوضاع الفلسطينيين، وإدخال سبعين ألفا من العمال يوميا لإسرائيل، وثلاثين ألفا لمستوطنات الضفة الغربية".
وتحدث الجنرال عن جملة أسباب للعمليات الفلسطينية في الضفة الغربية، من بينها "وجود أناس عنيفون يريدون تنفيذ عمليات وهجمات مسلحة، نهاجمهم ونلاحقهم بقوة، أحبطنا 800 عملية خلال عام 2017، وما زلنا نتلقى بمعدل شهري 4-8 عمليات أو محاولات، في كل ليلة نحبط عمليات لا تخرج إلى حيز التنفيذ، في ظل أن الإحباط الأمني الاستخباري زادت نسبته بصورة ملحوظة، بجانب القدرات التكنولوجية".
تحدث الجنرال عن حماس قائلا إننا "نلاحقها 24 ساعة في اليوم، على مدار سبعة أيام في الأسبوع، دقيقة بدقيقة، الفرضية السائدة لدينا أن حماس تريد تنفيذ عمليات، حتى لو لم تقل ذلك، قمنا بإحباط كل بناها التحتية في الضفة، ورغم ذلك تواصل الحركة محاولاتها".
وختم بالقول إننا "مشغولون حاليا في اليوم التالي لغياب أبو مازن، السلطة الفلسطينية قوية في الضفة الغربية، ولن تحدث أشياء صعبة، لكن السيناريوهات الأكثر قسوة نأخذها بعين الاعتبار، ربما في بداية الأمر بعد غيابه عن المشهد السياسي تحصل بعض الأحداث اللافتة، لكننا سنسيطر عليها".
قراءة إحصائية في معدلات هجرة اليهود من إسرائيل وإليها
خلافات إسرائيلية بسبب تحذيرات آيزنكوت عن قرب اشتعال الضفة
دعوة إسرائيلية لإحياء "الخيار الأردني" في الضفة الغربية