واصل حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يقوده صديق الملك عزيز أخنوش، هجومه على حليفه في الحكومة حزب العدالة والتنمية، فيما التزم أعضاء حزب العدالة والتنمية الصمت بانتظار أن تنظر قيادة الحزب في الأمر.
وكان الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني قد أصدر ليل الاثنين "توجيها" يدعو فيه أعضاء حزبه إلى عدم الرد عن من الطالبي العلمي الذي وصف حزبه بكونه يحمل مشروعا "تخريبيا" للبلاد.
رد غير مسؤول
رد حزب التجمع الوطني للأحرار جاء من قبل مصطفى بايتاس عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، الذي نشر على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الثلاثاء 25 سبتمبر أيلول الجاري، تدوينة طويلة اختار لها عنوان "ما هكذا تورد الإبل يا أستاذ العمراني..".
اقر أ أيضا: "العدالة" المغربي يدعو "الأحرار" إلى مغادرة الحكومة
وقال بايتاس: "فإننا نتفاجأ اليوم بالردود غير المسؤولة والمرفوضة أخلاقيا وسياسيا التي عبرتم عنها، السيد العمراني بصفتكم الحزبية كنائب الأمين العام لحزبكم تتبنون فيها بشكل مباشر حينا وبشكل ضمني أحيانا أخرى، كل التهجمات السابقة على حزبنا".
وزاد: "لقد بلغ السيل الزبى أمام هذه التقية الميكيافيلية وأمام تبادل الأدوار هذا والذي لا يمت لقيم الإسلام بشيء ومع ذلك ينطبق عليكم المثل الشعبي العميق (ضربني وبكى سبقني وشكا)".
وأفاد: "لكن للأسف يبقى المنطق الفرعوني مسيطرا على عقولكم وكأنكم تملكون تفويضا ربانيا منحتكم قلما أحمرا تصحح به أخطاء العباد من وجهة نظركم ويقيمون لهم محاكم تفتيش وأيام حساب، مع العلم أنكم أنتم أيضا بشر تقبلون على الطهر كما قد تقعون في الرجس والدنس، وقد تدافعون عن الدنس إذا كان يخدمكم وتنفرون من الطهر إذا خالفكم المسير".
ميزان القوة أدخلنا الحكومة
وتابع: "لسنا في حاجة لتذكيرك السيد العمراني بأننا نتواجد في الحكومة بقرار سيادي لحزبنا وفقا لميزان القوة وليس صدقة من حزبك، ولا ننتظر منك أو من بعض إخوانك أن يقرروا لنا متى نستمر أو ننسحب من الحكومة، فلا ينبغي أن تغفلوا أن تشكيل الحكومات والأغلبيات في بلادنا وفي العالم كله، له أعراف دستورية ومساطر سياسية خاصة ليس من السهل بتاتا إطلاق التصريحات على عواهنها بهذا الخصوص".
اقرأ أيضا: انتخابات مبكرة في المغرب.. هل تعيش الحكومة أيامها الأخيرة؟
وأضاف: "نبهنا كشركاء في الأغلبية الحكومية رئيس الحكومة، إلى أن ما يقوم به قياديون بحزبه من ضرب تحت الحزام بجميع فنون الحرب بما من شأنه أن يقوض مبدأ التماسك والتضامن الحكومي، من خلال تهجمهم على التجمع الوطني للأحرار واستهداف قيادته، بشكل مستفز وبأسلوب غير مقبول، تعدى المواقف السياسية وحاول تلطيخ سمعتها والمس بكرامتها وحقوقها".
وأوضح: "ميثاق تحالف الأغلبية الحكومية، لم يتحفظ على إبداء أي طرف لآرائه السياسية، وإلا كنا أول من يغضب عندما كان قياديون كبار عندكم يتناوبون على مهاجمتنا بشكل منتظم وعنيف، من شيوخ ونساء وشباب، وكنا عندها نحفظ الود ونترفع عن صغائر السياسة".
وتذكرون أننا أنقذنا حكومة ابن كيران من السقوط بعد انسحاب حزب كبير ضمن الأغلبية آنذاك سنة 2013، عندها كنا مسهلين ومتجاوبين وكانت قيادتنا قيادة المعقول حسب مقولات ابن كيران، والآن معاكسين و"شوافين"، أي منطق هذا الذي تقيسون به العلاقات السياسية؟".
العمراني ومن خلالك إلى إخوان لك يرون ما ترى، أقول لك بأي حق تتهم التجمع الوطني للأحرار بعرقلة مهمة عبد الإله بن كيران في تشكيل الحكومة أو "البلوكاج" كما ادعيت؟".
وختم رسالته الطويلة: "لكل هذا لا حق لكم في أن تستبيحوا الأرض والعباد، وأن تطلقوا أولادكم وبناتكم ليهاجمونا متى يشاؤون وكيف يشاؤون بدون أدب وأخلاق ثم تطلبون منا عدم الرد، ثم تتسلطوا علينا بأفواهكم كلما أبدينا آراءنا في أمور تهم المغاربة لا تعجبكم. إن عدتم عدنا، وكلما أبديتم السلم والاحترام رددنا عليكم التحية بأنبل منها، وكلما تماديتم في تسفيهنا عدنا لكم بأفضل من ذلك، والبادئ أظلم".
توجيه بالصمت
أصدر أمين عام حزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني، توجيها دعا فيها أعضاء حزبه إلى عدم الرد على تصريحات رشيد الطالبي العلمي بانتظار اجتماع هيئات الحزب.
جاء ذلك في "توجيه" وقعه سعد الدين العثماني، ونشره الموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية، ليل الاثنين 24 سبتمبر/ أيلول الجاري، حيث يتواجد العثماني بنيويورك لحضور أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة ممثلا للمغرب، باعتباره رئيسا للحكومة.
وقال التوجيه: "يوجه الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني، مناضلي ومناضلات الحزب، إلى عدم الرد على تصريحات السيد رشيد الطالبي العلمي بشأن الحزب، بعد رد فعل نائبه الأول الأخ سليمان العمراني هذا الصباح".
وتابع العثماني في توجيهه: "وذلك إلى حين اجتماع الهيئات الحزبية المخولة للنظر في الموضوع".
واندلعت الحرب الكلامية الجديدة بين الحزبين حينما قال رشيد الطالبي العلمي القيادي في التجمع الوطني للأحرار، إن حزب العدالة والتنمية يحمل مشروعا "تخريبيا" للبلاد، ليدعوه نائب أمين عام العدالة والتنمية للخروج من الحكومة.
"العدالة" المغربي يدعو "الأحرار" إلى مغادرة الحكومة
العثماني يكشف حجم الفساد بالمغرب والمشاريع التي يؤخرها
"العدالة المغربي": ندير خلافاتنا بنضج وسنتجاوز الصعوبات