أشعلت تصريحات القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار، رشيد الطالبي العلمي، توترا جديدا مع حزب العدالة والتنمية، خاصة عندما وصف الحزب الذي يقود الحكومة التي هو شريك فيها بأنه يريد "تخريب البلد".
رد العدالة والتنمية لم يتأخر، حيث دعا نائب رئيس الحزب الوزير إلى مغادرة الحكومة التي يقودها حزب يحمل مشروعا تخريبيا.
لماذا أنتم باقون في الحكومة؟
ودعا نائب أمين عام حزب العدالة والتنمية، سليمان العمراني، عبر رسالة وجهها من خلال حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إلى التجمع الوطني للأحرار (يقوده عزيز أخنوش) مغادرة الحكومة التي يقودها حزب "تخريبي".
وقال سلميان العمراني: "أتساءل لماذا أنتم باقون في حكومة يقودها حزب بالمواصفات التي ذكرتَ؟ ولماذا تبقى هذه الحكومة أصلا؟؟ شيء ما ليس على ما يرام".
وزاد: "نريد أن نعرف، هل هذا موقف شخصي رغم خطورته أم هو موقف الحزب؟ لا بد من الوضوح".
وتابع: "هذا هو جزاء "سنمار" مع ابن كيران مرتين، المرة الأولى لما أفشلتم مهمته لتشكيل الحكومة وقد أبطأ المفاوضات من أجل ذلك أسابيع من أجلكم، والثانية لما وفَّى لك شخصيا تمام الوفاء وهو رئيس للحكومة وقاد بنجاح مهمة انتخابك رئيسا لمجلس النواب وهو المنصب الذي لم تنله بكد يمينك وكنت خائفا عليه تترقب".
اقر أ أيضا: هل يقاطع وزراء "الأحرار" لقاء رئيس حكومة المغرب بجهة الشرق؟
وأضاف: "هل هناك إساءة أكبر من أن تصف حزبا يقود الأغلبية التي أنتم من مكوناتها ويرأس الحكومة التي أنتم جزء منها وأنتَ وزير فيها، بقولك بأن هذا الحزب لم يحصل على العدد من المقاعد الذي يسمح له بالمرور للدور الثاني في تنفيذ مشروعه ''الهيمني'' وهو الوصف الذي قصدته دون أن تقوله باللفظ، وخلقت تقابلا بين مشروع قلتَ إنكم تدافعون عنه أنتم وجميع المغاربة مع مشروع دخيل هو مشروع حزب العدالة والتنمية، وقلتَ إننا نريد تخريب البلاد ليسهل علينا وضع يدنا عليها؟".
وأوضح: "هل تجرؤ على وصف المغاربة بـ"جريمة" دعم مشروع تلك مواصفاته يقود الحكومة للمرة الثانية على التوالي ويرأس أغلب المدن الكبرى؟ هل يمكن أن تصف المغاربة بالقاصرين؟ هل هذه هي الديمقراطية؟".
وأفاد: "إني أسألك: هل نسيتَ أن حزبك لم يتجاوز بالكاد 37 مقعدا، لكنه تحكم بقدرة قادر في مفاوضات تشكيل الحكومة التي أسندت مهمة تشكيلها للأستاذ عبد الإله بن كيران الذي نال حزبه بقيادته 125 مقعدا وعمل على ليِّ الذراع وأثمرت مساعيه ''غير الحميدة" في خلق البلوكاج".
تخريب البلد
واتهم رشيد الطالب العالمي، حزب العدالة والتنمية بأنه يسعى إلى "تخريب البلد" بالتشكيك في المؤسسات والمنتخبين.
وقال العلمي متحدثا عن العدالة والتنمية، أثناء حديثه بأحد أنشطة الحزب الأسبوع الماضي: "بدؤوا من 2010 في التشكيك في البرلمان والتشكيك في الأحزاب والتشكيك في الزعماء والتشكيك في المؤسسات الدستورية والتشكيك في الجماعات الترابية والتشكيك في رؤساء الجماعات الترابية بمختلف أصنافها ولكن لم يحصل على ذلك العدد من المقاعد التي تسمح لهم بالمرور للدور الثاني في تنفيذ مشروعهم".
وتابع أن "التشكيك في المؤسسات السياسية والمنتخبين والبرلمان هدفها تخريب البلاد، ليضعوا أيديهم على البلاد ونسوا أن البلاد فيها الأولياء الصالحون وفي عمرها 14 قرنا وفيها التجمعيون والتجمعيات لي ما غايخليوهمش (الذين لن يسمحوا له بذلك)".
وتابع بالقول: ''معركة مشروعين مجتمعيين. مشروع ندافع عنه كمغاربة أجمعين والذي عشنا وكبرنا فيه ومشروع آخر دخيل، يريدون تخريب البلاد حتى يسهل عليهم أن يضعوا أيديهم على البلاد. وعلينا مواجهة هذا المشروع الذي يريد تخريب البلاد".
وتابع هجومه على العدالة والتنمية قائلا: "إن نموذجهم الذي يفتخرون به، الزعيم الذي يفتخرون به (في إشارة منه إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان)، هو من سبب انهيار الليرة".
وزاد: "ها أنتم ترون كيف كان حال الليرة سنة 2002 قبل أن يأتي الزعيم ويغلق على نفسه العالم فأصبحت حالة الليرة على ما هي عليه اليوم".
واعتبر أن الانتخابات الجزئية التي ظفر بها مرشح حزبهم على حزب العدالة والتنمية، "امتحان للذين يضربون في التجمع ورئيسه، والجواب كان من عند المواطنين والمواطنات بإعطاء صوتهم لمرشح الأحرار".
وأضاف: "الجواب جاء من القاعدة حيث لم يشارك أي وزير في الحملة الانتخابية، وأعطي الجواب للذين قالوا إن التجمع غير قادر على تأطير المواطنين، في حين ثبت أن المواطنين لا يثقون إلا في التجمع الوطني للأحرار".
وتعد هذه المرة الأولى التي يخرج فيها الخلاف بين حزبي العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار إلى العلن، بعد سنوات من الهدوء الحذر بينهما.
العثماني يكشف حجم الفساد بالمغرب والمشاريع التي يؤخرها
"العدالة المغربي": ندير خلافاتنا بنضج وسنتجاوز الصعوبات
"العدالة" المغربي يدعو السعودية ومصر إلى وقف الإعدامات