مؤلف "قرصان اقتصاد" يهاجم ترامب.. بماذا نصح تركيا؟

قال مؤلف كتاب "اعترافات قرصان اقتصاد" (الاغتيال الاقتصادي للأمم)، جون بيركينز، إنه لا يساوره "أدنى شك حيال وجود قراصنة اقتصاد يستهدفون الاقتصادات الصاعدة مثل تركيا". 

وأضاف بيركينز، في مقابلة مع وكالة الأناضول: "لا يساورني أي شك حيال وجود قراصنة اقتصاد يستهدفون الاقتصادات الصاعدة مثل تركيا، ولا يعمل هؤلاء في الوقت الراهن من أجل الولايات المتحدة وحسب بل من أجل حكومات مختلفة عديدة". 

وأكد الكاتب الأمريكي أن النظام المالي العالمي جرت بلورته بما يتماشى مع مصالح القوى المهيمنة، والشركات الكبرى في العالم. 

ونصح بيركينز تركيا بالابتعاد عن صندوق النقد الدولي، وعدم اللجوء إليه، مشيرا إلى وجود بدائل عدة أمام تركيا للتعاون الاقتصادي وتنويع مصادر الاقتراض الخارجي، قائلا: "على تركيا بذل ما بوسعها لتجنب المزيد من الدين الخارجي".

وأردف: "دول مثل تركيا يتحتم عليها التشاور مع بلدان على غرار روسيا والصين ودول الخليج وأعتقد أنه يتوجب القيام بتحالف". 

ودعا الخبير الاقتصادي العالمي إلى ضرورة أن تتجنب الاقتصادات الصاعدة الوقوع في مصيدة الديون الثقيلة، مستشهدا بحالات مثل آيسلندا والأرجنتين والإكوادور، حول كيفية عمل قراصنة الاقتصاد.

وقال: "أنصح بأن تتخذ الاقتصادات الصاعدة موقفا مشتركا وترفض سداد الديون التي فرضت عليها بشكل غير عادل يشوبه الفساد". 

واعتبر بيركينز، أن قراصنة الاقتصاد اليوم أكثر تأثيرا مقارنة بالفترة التي كان يعمل فيها كقرصان وفق تعبيره، مشيرا إلى أنه عندما دخل هذا الغمار (قراصنة الاقتصاد) كان عملا عاما نسبيا مقارنة بيومنا.

وتابع: "كنا نعمل من أجل تحقيق المزيد من الأرباح، وسيطرة الشركات الأمريكية على الموارد. لا يزال هناك من يقوم بمثل عملي في يومنا، بالإضافة إلى أن أنماطا خاصة من قراصنة الاقتصاد موجودة في كل شركة دولية. هؤلاء يسعون لإبرام صفقات تعود بالنفع على شركات بينما تضر بدول بشكل عام".

وشدد بيركينز على أن "سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص التجارة الدولية، تشكل خطرا كبيرا على الاقتصاد العالمي وعلى الولايات المتحدة وتركيا والعالم بأسره"، لافتا إلى أن تركيا ليست الدولة الوحيدة التي طالتها عقوبات ورسوم جمركية أمريكية إضافية. 

وأردف: "يتوجب فعل كل ما هو ممكن لإرجاع واشنطن إلى ساحة المنطق، وآمل أن تنضم تركيا إلى بقية الدول لتحقيق ذلك".

ولقي الكتاب الذي أصدره الخبير الاقتصادي بيركينز عام 2004، صدى واسعا في كافة أرجاء العالم، وترجم إلى العربية بعنوان "الاغتيال الاقتصادي للأمم"؛ حيث روى اعترافاته بصفته "قرصانا" عمل في الماضي لصالح "أسياد" النظام الاقتصادي العالمي. 

وعمل المؤلف الأمريكي البالغ من العمر 73 عاما، كخبير اقتصادي لدى شركة "تشاس. ت. مين" للاستشارات الاستراتيجية ومقرها بوسطن، في سبعينيات القرن الماضي. 

وقال في كتابه "اعترافات قرصان اقتصاد" إنه قدم استشارات للعديد من الشركات والمؤسسات الدولية، خلال عمله في الشركة، على مدار أعوام طويلة بينها البنك الدولي، والأمم المتحدة، وصندوق النقد الدولي، ووزارة الخزانة الأمريكية، وشركات في قائمة مجلة فورتشن لأكبر 500 شركة أمريكية. 

وسرد بيركينز في اعترافاته كيفية مساهمة شركة "تشاس" في إثقال كاهل اقتصادات نامية بالديون، من خلال تمويل مشاريع بنى تحتية مثيرة للجدل، وجعلها رهينة للقوى الغربية المهيمنة، عبر أمثلة من الواقع. 

وعقب تركه منصب كبير الاقتصاديين في شركة الاستشارات الاستراتيجية، عام 1980، أسس بيركينز شركة طاقة، والتزم الصمت حتى إصدار كتابه الأول عام 2004. 

وآخر إصدار له، كان في عام 2016، عبر كتابه "اعترافات جديدة من قرصان اقتصاد: الخفايا الصادمة لكيفية سيطرة أمريكا على العالم".