نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا للصحافية إليزابيث بيتون، تقول فيه إن أول عارضة أزياء سعودية لبيوت الأزياء الكبيرة وصلت إلى باريس.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن العام الماضي شهد نجاحا للنساء المسلمات في عالم الأزياء العالمي، لافتا إلى أن أهمهن كانت الصومالية الأمريكية حليمة عادن، التي كانت أول عارضة أزياء مسلمة محجبة تشارك في عالم عروض الأزياء.
وتلفت الكاتبة إلى أن هذه الحركة اكتسبت مستوى جديدا مع وصول تليدة تامر، وهي أول عارضة أزياء سعودية تعرض في عرض للأزياء، مشيرة إلى أن العارضة البالغة من العمر 17 عاما افتتحت مجموعة أنطونيو غريمالدي ليلة الاثنين، حيث تحركت وسط صالونات فرانس- أمريك اللامعة ببنطال أبيض، وعباءة بيضاء واسعة، وأقراط ذهبية، وحزام مذهب على شكل مخلب طير، وأنهت العرض لاحقا وهي ترتدي ثوبا فضيا طويلا بجناح من الريش.
وتفيد الصحيفة بأن الضجة عن العارضة في عالم وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى صورتها على غلاف مجلة الأزياء "هاربر بازار أريبيا"، وصلت إلى مستوى عال.
ويستدرك التقرير بأنه مع أن تامر ليست السعودية الأولى التي تشارك في عروض الأزياء، إلا أن أيا منهن لم تحصل على فرصة المشي في عرض للأزياء، أو ظهرت في مجلة عالمية، أو في حملة للأزياء.
وتنقل بيتون عن تامر، قولها قبل بدء عرض مجموعة غريمالدي: "لا أصدق أنني هنا أخيرا في باريس، يبدو الأمر مثل حلم"، وكانت تتحدث وقد ارتدت تنورة بستير وكريستال قصيرة من تصميم دولتشي كابانا.
وتذكر الصحيفة أن تامر ولدت ونشأت في مدينة جدة لأب سعودي وأم إيطالية، حيث يأتي ظهورها على مسرح الأزياء العالمي في وقت تشهد فيه السعودية تغيرات يقودها ولي العهد والحاكم الفعلي الأمير محمد بن سلمان.
ويشير التقرير إلى أن المملكة كانت أكثر الدول قيودا ومحافظة في العالم، وحصلت فيها في الفترة الماضية الكثير من التغيرات التي تشير إلى أن الريح تسير لصالح المرأة، فحصلت على حق قيادة السيارة، والمشاركة في المناسبات العامة والمباريات الرياضية، وتنظيم أول أسبوع للأزياء.
وتقول الكاتبة إن تامر، التي تخطط للانتقال إلى ميلان للدراسة في أيلول/ سبتمبر، تحدثت عن التغيرات بطريقة إيجابية، لكنها تحدثت بنوع من البراغماتية حول ما يمكن أن يتسببه عملها في الأزياء من نقد لها داخل المملكة.
وقالت تامر:"أعلم أن هناك الكثير من السعوديين لن يوافقوا معي على عرض الأزياء.. أحترم حقهم في التعبير عن رأيهم، لكنني أشعر في الوقت ذاته بالفخر وبأنني كنت قادرة على توسيع المفاهيم، وماذا يعني أن تكوني امرأة سعودية معاصرة في عيون العالم".
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول تامر إنها تخطط للعودة بعد العرض إلى جدة للحصول على رخصة القيادة، وأضافت: "من الصعب أن تقومي بدور يريدك الناس أن تكوني فيه ممثلة للبلد.. لكنني ممتنة لإتاحة الفرصة لي بالقيام بعمل أحلم به منذ الصغر".
وول ستريت: اعتقالات جديدة مع تعتيم وتهم جديدة بالسعودية
فريدمان: لماذا يحب ترامب المستبدين ويكره الديمقراطيين؟
بلومبيرغ: هكذا ستحتفل ناشطات السعودية بالسماح بقيادة المرأة