نشرت صحيفة "تسايت" الألمانية مقالا للكاتبة الألمانية، أندريا باكهاوس، حول أسباب دعم الدول الغربية لرئيس سلطة الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي، رغم سياسته الاستبدادية.
وقالت الكاتبة، في مقالها الذي ترجمته "عربي21" إن العديد من الدول الغربية تعتبر أن السيسي هو الضامن للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وأشارت إلى أن الدعم الغربي للسيسي يأتي رغم أن النظام المصري شن مؤخرا حملة اعتقالات غير مسبوقة طالت عددا من معارضيه على غرار المدون وائل عباس الذي وثق القمع الأمني، والناشطة أمل فتحي التي انتقدت ظاهرة التحرش الجنسي في مصر، والناشط شادي الغزالي حرب الذي وجه انتقادات للسياسة الخارجية المصرية على موقع تويتر.
وأضافت أن المحكمة العسكرية أصدرت حكما بالسجن لمدة عشر سنوات في حق الصحفي المصري، إسماعيل الإسكندراني. كما يواجه المصور الصحفي شوكان عقوبة الإعدام على خلفية إقدامه على تصوير عملية فض اعتصام رابعة. ولعل الأمر المثير للاستغراب هو أن القضاء وجه لهذا المصور العديد من التهم من بينها التخريب المتعمد والانتماء لتنظيم إرهابي.
وأكدت الكاتبة أن كل من يجرؤ على انتقاد نظام السيسي يجد نفسه عرضة لعقوبات صارمة، حيث لا تتوانى الأجهزة الأمنية المصرية عن تعذيب كل معارض، علما وأن أغلب مراكز الأمن لا تخلوا من وسائل التعذيب على غرار الصواعق الكهربائية والقضبان المعدنية. وقد انتشرت في مصر ظاهرة الاختفاء القسري في صفوف الشباب.
اقرأ أيضا: هيومن رايتس : قمع الحريات الأساسية في مصر بلغ أشدّه
وأوضحت الكاتبة أن العديد من السياسيين الألمان أدوا زيارات للديكتاتور السيسي تعبيرا منهم عن دعمهم له، من بينهم زعيم الأغلبية بالبرلمان الألماني، فولكر كاودر، الذي التقى بالسيسي خلال الأسبوع الماضي.
وفي هذه الزيارة، شدد كاودر على أن مصر وألمانيا شريكتان استراتيجيتان، مثنيا على تحسن وضع الأقباط المسيحيين، فضلا عن الوضع الأمني والاقتصادي. كما أكد زعيم الأغلبية بالبرلمان الألماني أن مصر ستبقى الدولة الضامنة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وأوردت الكاتبة أن كاودر جانب الصواب في موقفه من الوضع الأمني والاقتصادي في مصر، حيث أن الوضع الاقتصادي المصري كارثي خاصة وأن التضخم المالي بلغ ذروته، مما زاد الشعب المصري فقرا. ومن جهة أخرى، فقد السيسي جزءا كبيرا من الدعم الشعبي ومن ثقة المؤسسة العسكرية.
وأفادت الكاتبة بأن السيسي يعمل على الحيلولة دون تكرار سيناريو ثورة 25 يناير، في الثورة التي أطاحت بسلفه حسني مبارك. ومن الواضح أن الدعم الذي يتلقاه السيسي من الدول الأجنبية، لعب دورا كبيرا في بقائه في السلطة على الرغم من الممارسات القمعية في حق شعبه.
اقرأ أيضا: أمنستي: اعتقالات مصر حطمت الأرقام والمحاكمات فادحة الجور
ولعل ما شجع السيسي على التمادي في سياسته الاستبدادية هو تلك العبارات، التي تثني على الاستقرار الأمني في بلاده، التي لطالما ساهمت في صمود الحكام المستبدين لسنوات مثل بن علي والقذافي والأسد.
وذكرت الكاتبة أن الحكام العرب الضعاف ينجحون في الحفاظ على سلطاتهم من خلال الظهور في ثوب الضامنين لحقوق الأقليات، حيث يستقطبون المجتمع وينشرون الكراهية بين مختلف المجموعات العرقية والدينية، ويستغلون دعم الأقليات من أجل السيطرة على شعوبهم.
وبينت الكاتبة أنه بعد اندلاع الثورات العربية، بادر الحكام العرب على شاكلة السيسي والأسد بمزيد اضطهاد شعوبهم وقمع كل الأصوات المنادية بالحرية والعدالة الاجتماعية. وفي خضم هذا الوضع، تعرض عشرات المتظاهرين للقتل والاعتقال والتعذيب، الأمر الذي أدى إلى فقدان الثقة في الطبقة السياسية. ولكسب دعم الدول الغربية، سهر بعض الحكام العرب على حماية المسيحيين.
وأبرزت الكاتبة أنه على الرغم من أن السيسي فشل في حماية الأقباط من الهجمات الإرهابية، إلا أن الطائفة المسيحية تدين بالولاء له، وهو ما ينطبق أيضا على مسيحيي سوريا، الذين يدينون بالولاء للرئيس بشار الأسد. وعندما نفذ السيسي انقلابه على سلفه محمد مرسي، هلل عدد كبير من المسيحيين للوحشية، التي رافقت عملية فض اعتصام أنصار تنظيم الإخوان المسلمين. ويعتبر البابا تواضروس الثاني من أبرز مؤيدي السيسي.
وفي الختام، قالت الكاتبة إن حيلة السيسي لازالت تنطلي إلى اليوم على الغرب، الذي يهتم بوضع الأقباط بشكل أكبر من وضع الطائفة السنية، التي تعاني الويلات. ومن المنتظر أن يواصل السيسي اعتماد نفس الأساليب القمعية طالما يحظى بدعم الغرب.
واشنطن بوست: هذه دلائل ضعف السيسي وتنامي معارضته
ديلي بيست: هل تم العثور على أقدم نسخة إنجيل بمكب نفايات؟
إيكونوميست: هكذا وحّد محمد صلاح المصريين في ساعة يأس